سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

توريد الأقماح في كري سبي… الآلية البطيئة تُعرّض المزارعين للاستغلال والخسارة اليومية

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

تتواصل عملية تسويق محصول القمح لمزارعي كري سبي في ظل صعوبات جمّة تُعرقل “العملية” فيما ناشد المعنيون بضرورة اتخاذ عدة إجراءات لتسييرها ومنع استغلال المزارعين.  وتمكنت الجهات المعنية مع المزارعين المُرخصين بتسويق عدد من الرُّخص بقطع المناشئ والتي وصلت إلى الآن 433 رخصة من أصل أكثر من 2000 رخصة منذ إعلان الجهات المعنيّة بدء استلام المحاصيل من مزارعي مدينة كري سبي والبلدات التابعة.
إلا أن بطء عملية قطع المناشئ تُعدُّ إحدى أكبر معوقات تسويق المحصول، فيما عزّت الجهات المعنية مشاكل التسويق لقلة المراكز المخصصة لهم، والكميات المسموح بقطعها يومياً.
هذا وخصصت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا مع بدء استلام المحاصيل من المزارعين في الأول من شهر حزيران الجاري مركزين لمزارعي مدينة كري سبي مناصفةً وهما كل من (الجلبية بمقاطعة الفرات “دكمة” ومركز كبش بمقاطعة الرقة “مجول”)، وخصصت لهم مركز صرين بعد توقف القدرة الاستيعابية لصوامع الجلبية، بنسبة تصل لـ 1000 طن يومياً، 500 طن لكل مركز.
وسبّب بطء عملية الاستلام ضغوطاً على مراكز الاستلام المذكورة لتهافت المزارعين بتسويق محاصيلهم لسداد ما عليهم من التزامات، وليتمكنوا من دعم زراعتهم الصيفية (التكثيفية ـ الخضروات) بشراء مستلزماتها كالبذور والأسمدة وتأمين المحروقات وغيرها.
الانتظار… واستغلال التجار
التقت؛ صحيفتنا “روناهي” بالمزارع “عوني رشو” الذي يدأب منذ أكثر من أسبوعين للحصول على منشئ لتسويق محصوله الذي لازال مكدساً بانتظار دوره حتى اللحظة… حيث قال: “هناك بطءً في عمليتي (القطع ـ التسويق) من قبل الجهات المعنية، وهذا الأمر يعيق عملنا بالمباشرة بالزراعات “الصيفية” التي تستلزم بيع المحصول ودفع ما يترتب عليها، ودعم المحصول الصيفي والمواصلة بالزراعة”.
وعبّر رشو عن غضبه من روتين العمل وعملية الانتظار الطويلة لقطع مناشئ التوريد: “ضُقنا ذرعاً من هذا الوضع، وكل يوم تأخير سيمنعنا من مواصلة زراعة أراضينا بالمحاصيل الصيفية التي من الممكن أن تُغطي جزءاً من الخسارة الفادحة التي تعرضت لها بعد حصاد موسم القمح لتدني أسعاره، وقلة الإنتاجية هذا العام”. وفي ذات السياق؛ لفت المزارع “حجي شيخو” إلى أنهم يتعرضون لاستغلال من قِبل التجار من خلال قدرتهم على الحصول على “المناشئ” بطرق ملتوية ثم القيام بشراء محاصيل المزارعين الذين لم يتمكنوا من الحصول على “مناشئ” التوريد، بأسعار تتراوح بين (200 ـ 250) دولار للطن الواحد، وعدد كبير من المزارعين اضطروا لبيع محاصيلهم لتوفير الوقت ومصاريف الانتظار الطويل في الطوابير، والتفريغ في أكياس الخيش… وغيرها.
وطالب المزارع شيخو في نهاية حديثه الجهات المعنية في الإدارة الذاتية الديمقراطية بتسهيل عملية التسويق، وتنظيم عملية الدور بشكلٍ أفضل، ليتنسى للمزارع المسوق بيع محصوله بالأسعار المعلنة من قبل “الإدارة الذاتية الديمقراطية” وتقليص الخسائر التي تكبدوها هذا العام.
قدرة تسويق ضعيفة…!
من جهته وضّح الرئيس المشترك لمديرية الزراعة بمدينة كري سبي “أحمد العمر” بأن المراكز المخصصة لمزارعي كري سبي هما مركزين حالياً (كبش ـ صرين) بعد توقف القدرة الاستيعابية لصوامع الجلبية المخصصة للدكمة.
وكشف بأن كمية مادة القمح المسموح لها يومياً هي 1000 طن يومياً لكلا المركزين وهي كمية قليلة مقارنةً بعدد الرخص (أكثر من 2000 رخصة)، والمساحات المزروعة على مستوى مدينة كري سبي (أكثر من 225 ألف دونم)، مبيناً بأنهم طالبوا الجهات المعنية بزيادة مخصصات التوريد اليومية لمزارعي كري سبي لأكثر من الكمية المعلنة قدر المستطاع.
وأنهى حديثه بأن خروج عدة صوامع عن الخدمة خلال السنوات الماضية كـ (صوامع عين عيسى – العريضة) واحتلال قسم منها (الشركراك – الصخرات – الدهليز) هو السبب لاضطرارهم تسويق محاصيل “مدينة كري سبي” للمراكز الأقرب كـ (الفرات – الرقة)، وهو ما سبب أزمة ومشاكل في التسويق.