توحد المجالس والشعب في بناء المجتمع وصد المحتلين

تقرير/ عبد الحميد محمد –

بعد الانتهاء من الدورة الانتخابية التي قام بها أهالي مدينة سري كانيه لاختيار ممثليهم في إدارة الكومينات والمجالس والتي مرّت بمرحلتين: المرحلة الأولى كانت انتخاب رئاسة الكومينات والمرحلة الثانية كانت انتخاب أعضاء المجالس وفق المعايير الديمقراطية وعبر انتخابات الشعب لممثليهم.

وفي لقائنا مع الرئيس المشترك لمجلس المنطقة في سري كانيه لقمان عيسو والذي قال: “عمل الكومينات مرتبط بجميع المجالس بشكل تسلسلي وهرمي وتعتبر الكومينات القوة الرئيسية والقاعدة الكبرى لعمل المجالس”.

وأضاف مجلس المنطقة هو الذي يقوم بالإشراف على عمل المجالس ومتابعتها لضمان استمرارية التنسيق لعمل المؤسسات من خلال مجالس الناحية أو من مجلس المنطقة سري كانيه يتبع له ما يقارب سبعة وستون كوميناً، وهي تنسق وتتواصل فيما بينها وبين شرائح المجتمع لكي تصل الصيغة المتفق عليها بين الكومين ومجلس الحي لمجلس الناحية، وبالتالي توزيع وتقديم الخدمات والمهام بشكل عام وخاصة، الخدمية والصحية وحتى من ناحية الحماية.

الشعب صوت واحد ضد تدخل المحتل التركي

وأشار بالنسبة للقوى الأساسية في المجتمع كقوى المرأة وقوى الشبيبة هناك تنسيق وتواصل لإيصال صوت المجتمع وما يخدمه في كافة الأصعدة ومن هنا أيضاً يأتي دور مجلس المنطقة بمراقبة جميع الأدوار لمعرفة رأي وتقييم الشعب والمجتمع عن هذه الأعمال ودور مجالس الحي والكومين فيها.

وعن خيمة الاعتصام وعن الشعوب التي تشارك فيها وعن المؤسسات الموجودة هناك وما الدور الذي يقوم به المعتصمون وما الذي تعول عليه روج آفا بشكل عام على أبناء شعبها أوضح عيسو “سوف أتوقف عند بدايات الأحداث التي مرت ودارت بسوريا بشكل عام ومناطقنا بشكل خاص جميعنا يتذكر عندما هاجم المرتزقة مناطقنا تحت مسمى الجيش الحر المدعوم من تركيا وبعض الدول التي لها أجندات في سوريا، ومنذ البداية كان اعتماد شعبنا على نفسه وقوته بشكل رئيسي للدفاع عن أرضه وكرامته، ونحن إلى هذا اليوم لا نعتمد على أي جهة نهائياً، بل اعتمادنا على القوى المنبثقة من مجتمعنا ممثلة بجميع طوائفه، والصعوبات التي واجهتنا في حينها أنه لم يكن هناك كومينات ولكن عندما لاحظ الشعب مدى إصرار الشباب وأهل المدينة بالدفاع عن المقدسات والأرض والكرامة، وأدراكهم بالحاجة الملحة للتنظيم من هنا ترسخت فكرة تشكيل الكومينات في كافة المناطق وفي عام 2014م، شُكلت هذه الكومينات ولاقت ترحيباً وارتياحاً عند جميع الشعوب، وهذا الأمر مترجم اليوم على الواقع في خيمة الاعتصام لتبين القرار الذي اتخذته جميع الشعوب من تلقاء نفسها بالبقاء يداً واحدة لتنفيذ الاعتصام ولتبين بأنها مجتمع كوميني اتخذ مسار المقاومة ليصبح الدرع المنيع في وجه أي عدوان لحماية أرضه ومكتسباته”.

اعتمادنا على شعبنا ونُعوّل عليهم لحماية المكتسبات

وبالنسبة للانسحاب الأمريكي وآثاره على الشعب أجاب لقمان عيسو: “حتى نكون منصفين وعلى دراية تامة بما يحصل في الشرق الأوسط وليس في سوريا فقط وعندما ارتأت الثورة السورية أن تأخذ مجرى غير مجراها في البدايات هنا تدخلت أجندات خارجية وعندما ارتبطت واعتمدت  الثورة على هذه الأجندات هنا لم يبقَ للثورة تأثير على الواقع السوري ما أدى لكسر معنويات الشعب السوري”.

ونوه “أما نحن في الشمال السوري سلكنا غير هذا الطريق واعتمدنا منهجاً بعيداً عن منهج السلطة والمعارضة، حيث كان اعتمادنا على شعوبنا وإرادتنا وقواتنا الذاتية ولم ننتظر دعماً من أي جهة في حينها حتى في معركة كوباني لم نعتمد على أحد فقط بل على أنفسنا ومن هنا مثلنا التجربة الديمقراطية الناجحة والوحيدة في سوريا والشرق الأوسط من خلال تجربة الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية.

لذلك ومن خلال جميع التجارب التي مرّت بها مناطقنا من حروب وحصار ومؤامرات ولازلنا نمرُّ بها هنا كان يتلخص الدور المهم لمجلس المنطقة بمراقبة جميع المجالس والمؤسسات والحرص على تفعيل دورها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري للحرص على قيام كل جهة بدورها بالشكل الصحيح والمناسب، والتواصل المباشر مع المواطن حتى يقف الجميع صفاً واحداً لأن قوة شعبنا ومنطقتنا مستمدة من جاهزية جميع المكونات والمؤسسات، وبذلك ستعيد التجربة نفسها وسنستطيع مقاومة أي عدوان وكسره خاصة العدوان التركي ومرتزقته في المرحلة الحالية والقادمة والنصر لشعبنا والرحمة لشهدائنا والحرية للقائد آبو.