تهدئة غربي سوريا مقابل إشعال الشمال… هكذا تخطط تركيا

تقرير/ باهوز أحمد-

مؤشرات ومعلومات عدة حصلت عليها وسائل إعلامية من مصادر وصفتها بالموثوقة، عن تخطيط جيش الاحتلال التركي لشن هجومٍ وشيك على منبج وعين عيسى، وسط تخوف سياسي من وجود تفاهمت ضمنية بين روسيا وتركيا اللتان تتبادلان الأدوار بين إدلب وشمال وشرق سوريا، إذ استكملت تركيا سحب قواتها من النقاط المحاصرة في ريف حلب مقابل زيادة وتيرة انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع روسيا في محيط سري كانيه وكري سبي

بدأت قوات جيش الاحتلال التركي بالانسحاب من آخر نقاط المراقبة في ريف حلب الجنوبي ضمن المناطق التي سيطرت عليها قوات الحكومة السورية، ووفق المصادر المحلية من ريف حلب أن الانسحاب ربما يستغرق عدة أيام، وبهذا يكون الجيش التركي قد انسحب بشكلٍ شبه كامل من المناطق التي خرجت عن سطوة مرتزقتها خلال العامين المنصرمين.

وهذه النقاط هي قاعدة خان طومان بريف حلب الجنوبي وقاعدة الراشدين بريف حلب الغربي وقاعدة الصرمان بريف إدلب الشرقي.

وذكرت المصادر، أنّ “أكثر من 20 حافلة تركية فارغة دخلت صباح الخميس منطقة الراشدين غربي حلب بحماية القوات الروسية لنقل معداتها العسكرية وجنودها باتجاه جبل الزاوية – والذي يشرف على الطريق M4 الاستراتيجي الذي يربط بين حلب والعاصمة دمشق لتعيد انتشارها من جديد هناك”.

وتعتبر قاعدة الراشدين هي رابع قاعدة عسكرية تركية تنسحب منها في ريف حلب، بعد سحب تركيا لقواعدها من قبتان الجبل وعندان والشيخ عقيل شمال حلب خلال الشهرين الماضيين، وبهذا تبقى لتركيا قاعدتان، وهما الزربة والعيس جنوبي حلب وقد حوصرتا أيضاً من قبل قوات الحكومة السورية.

ونقلت وسائل إعلام محلية الأربعاء عن نشطاء رصدوا انتشار كثيف لقوات الاحتلال التركي على الطريق الدولي M4، وقال النشطاء أن الانتشار الأخير للقوات التركية الذي شمل منطقة واسعة بالقرب من أريحا ربما يكون في إطار التحضير لتسيير دورية روسية تركية مشتركة على الطريق الدولي.

وتأتي الانسحابات المتكررة للقواعد التركية من أرياف حلب وإدلب وشمال حماة بعد تفاهمات روسية تركية في منطقة خفض التصعيد والتي تنص على انسحاب القواعد التركية الواقعة ضمن سيطرة قوات الحكومة السورية والقوات الروسية وكان أبرز هذه القواعد هي قاعدة مورك الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي والتي انسحبت منها القوات التركية في مطلع تشرين الثاني الماضي تنفيذاً لبنود هذه التفاهمات.

وسبق أن شككت أطراف عدة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومراقبون للوضع في إدلب، بالنوايا التركية إزاء انسحابها من النقاط المحاصرة، وتخوفت الأطراف من أن يكون ذلك على حساب اتفاق روسي تركي لتبادل مناطق سورية أخرى على غرار ما حدث عام 2018 في عفرين مقابل الغوطة.

وصعّد الاحتلال التركي ومرتزقته منذ شهرين هجماته على مناطق عين عيسى وتل تمر في شمال وشرق سوريا، إضافة لاستهدافات مستمرة لمقاطعة الشهباء شرقي حلب التي يقطنها مُهجرو عفرين.

وفي السياق كشفت مصادر لوكالة نورث بريس والتي وصفتها بالـ”موثوقة”، الخميس، عن أن اجتماعاً جرى الثلاثاء الماضي، في مدينة أعزاز بالريف الشمالي لحلب، بين ضباط أتراك وقادة الفصائل التابعة لتركيا، جرى خلاله التحضير لهجوم على مناطق منبج وعين عيسى وتل تمر.

وقالت المصادر أن رتلاً ضخماً للقوات التركية توجه إلى ريف منبج، قادماً من ٣ محاور هي الباب والراعي وجرابلس.

وضم الرتل عدداً كبيراً من الآليات والمدرعات والجنود، وسط تحركات مكثفة تشهدها خطوط التماس بين القوات التركية والفصائل وقوات مجلس منبج العسكري.

وقالت مصادر عسكرية لنورث برس، إن “تحضيرات الهجوم على منطقة عين عيسى من قبل تركيا ومرتزقتها جادّة، مع وجود مخاوف من تصعيد كبير للتوتر في المنطقة”.

بالإضافة لاحتمالية خرق اتفاقية الـ١٧ من تشرين الأول/ أكتوبر 2019 التي جرى التوصل إليها بين القيادة الأميركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.