تنوع أشجار الفرات وتشكلها لغابات طبيعية

تقرير/ مصطفى السعيد ـ ماهر زكريا –

---

روناهي/ الطبقة ـ يعتبر نهر الفرات من الأنهار الهامة والتاريخية في شمال وشرق سوريا ومن أكثر أنهار العالم أهمية؛ وينبع من باكور كردستان ويمر في كل من سوريا والعراق ويصب في الخليج العربي، وفي سوريا تتشكل على مجرى النهر العديد من الجزر.

وتشكل هذه الجزر غابات ومحميات طبيعية لأنواع متعددة من الأشجار والحيوانات والطيور البعض منها انقرض عبر مرور الزمن، وتنمو هذه الغابات على ضفاف نهر الفرات أو في الحوائج الفراتية؛ وبخاصة في منطقة الطبقة حيث يمر نهر الفرات شاقاً طريقه في منتصف المنطقة وتتربع عليه بحيرة الفرات المشكلة خلف سد الفرات بالقرب من مدينة الطبقة.

وفي هذا السياق؛ أجرت صحيفة روناهي لقاء مع المهندس الزراعي حسان المحمد الذي أكد أن الحياة تتنوع على ضفاف نهر الفرات من ناحية الحيوانات أو النباتات، حيث تشكل الحوائج أو الجزر الفراتية محمية طبيعية، فيها الزل والطرفاء والحور ومن ناحية الحيوانات كان يعيش فيها النمر الفراتي الذي انقرض، وعدد من أنواع الطيور مثل القطا والسنونو، وغيرها الكثير من الحيوانات.

وحدثنا المحمد بالتفصيل عن أهم الأشجار والنباتات التي تنمو على ضفاف الفرات وهي:

شجرة الحور

وهي جنس شجري من الفصيلة الصفصافية ذو الخشب اللين، اشتهرت المنطقة على ضفاف الفرات بزراعتها، وتتكاثر بالعقل، وتتميز بالساق المستقيم والفروع الجانبية، وتنمو باتجاه الأعلى بوضع شبه موازي لساقه الأصلي.

ويصل ارتفاعها إلى /30/ متر، كما تزرع على أطراف الحقول والبساتين لحمايتها من الرياح، وعلى جانبي أقنية الري والسواقي والطرق بمعدل صفين أو أكثر، وتستخدم جذوع الأشجار كأعمدة لأسقف المنازل الطينية في الريف، ويمكن استخدامها في صناعة أعواد الثقاب والأعمال التجارية الخفيفة، ويمكن استخدمها في صناعة عجينة الورق والخشب المضغوط.

شجرة الصفصاف

وتعد شجرة الصفصاف شجرة تاريخية قديمة، ذكرت في الكثير من الكتابات والمخطوطات الفرعونية والسومرية، تتواجد بكثرة على ضفاف نهر الفرات.

وهي من الأشجار التي تزرع على ضفاف الجداول والبرك والأنهار، كونها من الأشجار التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وتوجد منها أنواع أشجار كبيرة وعالية جداً تصل لحوالي /30/ متر، وأنواع أخرى تصل إلى /3/ أمتار فقط.

وتتميز أوراق هذه الشجرة بأنها خضراء ذات شكل رمحي، وأن أوراقها تتساقط في الخريف، وتزهر في الربيع، وهذه الشجرة ذات رائحة طيبة وطعم شديد الحرارة، وتحوي قشور شجرة الصفصاف على مادة هامة تدعى “ساليسين” التي تتم صناعة الأسبرين منها.

والصفصاف نبات شجري لحاؤه بني رمادي مشقق وخشن، وله رائحة خاصة ضعيفة أوراقه، وله فوائد طبية كانت تستخدم لدى الرومان واليونانيين لتخفيف الآلام، واستخدمه الأطباء العرب لخواصه القابضة والمسكنة، حيث وصف لديهم كعلاج للنزيف والسيلانات والتسكين والصداع وكخافض للحرارة في الحميات وخارجياً، ووصف ورقه لعلاج الحكة والجرب وتحليل الأورام واستخدم صمغه لتقوية البصر.

شجرة الطرفاء

وهي أشجار معمرة ترتفع لقرابة /3/ أمتار تقوم على سوق متعددة ملساء غير غليظة، وأشجار الطرفاء تنبت من بطون الأودية وعلى حوافها وبخاصة الأودية الكبيرة التي لا يكاد أن ينقطع المياه عنها.

وتتحمل شجرة الطرفاء الملوحة والتربة السبخة، ولكن لا تتحمل الجفاف الشديد، وتنمو بكثرة على ضفاف نهر الفرات وفي الحوائج، وتلتف على بعضها فلا يكاد يرى من وسطها أشجار الطرفاء المتجمعة في مكان واحد. وهي ذات لون مغبر وأوراقها هدباء مثل هدب الأثل، بل تشبه نوعاً ما شجرة الأثل. وللطرفاء سنيبلات تنتظمها الأزهار البيضاء على شكل كريات صغيرة، وهي من الأشجار الملحية تتحمض عليها الإبل.

وتعتبر من أهم الأشجار التي تتغذى عليها الإبل والطرفاء من الفصيلة الأثلية، ويوجد منها عدة أنواع متقاربة الشكل، وأعواد شجرة الطرفاء لا تكون غليظة في العادة، ومنها ما تكون متوسطة الحجم، ويمكن الاستفادة من خشبها في الوقود ومع أنه كثير الدخان لدى الحرق، كما أن هناك من يقول أن لدخان الطرفاء فوائد صحية.

قصب الزل

وقصب الزل هي نباتات نجلية تنبت بكثافة في مجاري الأودية والأنهار، تصل طول أعوادها إلى ثلاثة أمتار، مشكلة غابات صغيرة تصبح مأوى للأسماك النهرية.

ويعتبر نهر الفرات وروافده والحوائج من أهم المناطق التي تنمو فيها نبات الزل، لأنها تعتبر أرض خصبة لنمو هذا النبات التي أصبحت بديلاً مناسباً عن الخشب والإسمنت في سقوف الحظائر والمعرشات المنزلية في بعض مناطق حوض الفرات، حيث كان قصب الزل في خمسينيات القرن الماضي من أهم المواد المستخدمة في سقف البيوت الطينية بالمناطق الريفية، بسبب قدرتها على العزل الحراري ومتانتها ومقاومتها للعوامل الجوية والأمراض التي تصيب النباتات، إضافةً إلى توفرها بكثرة على ضفاف نهر الفرات.