سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تل مشحن… قُبلة الرياضة ومنبع الأصالة

تل كوجر/ مثنى المحمود ـ

تُعرف قرية تل مشحن في تل كوجر اليوم كنموذج لِلُّحمة الوطنية وقبلة للرياضة والرياضيين وتكاتف أبنائها مثال يُحتذى به.
تقع قرية تل مشحن على بُعد 20 كم غربي بلدة تل كوجر، يعود تاريخ تأسيسها إلى ما يقارب 50 إلى 60 عاماً من الآن، يسكنها العديد من عشائر المنطقة يميزها في المرتبة الأولى عشق أبنائها للرياضة ولحمتهم ومحبتهم لبعضهم البعض.
تاريخ عريق
تأسست قرية تل مشحن حوالي عام 1950، كما يخبرنا عنها الحاج حميدي الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، حيث يعتبر ذاكرة تل مشحن الحيّة، يقول الحاج حميدي: “القرية كانت عبارة عن عدة بيوت من الشعر في امتداد لحياة البداوة، ثم بدأ تطورها حين قرر السكان تغيير نمط حياتهم وبناء البيوت فيها، وتعود تسميتها نسبة لأول رجل دُفِن فيها وكان يُدعى مشحن الذي دُفِن في تلها لذلك أصبحت تسمى هكذا”.
ويضيف الحاج حميدي إن أول من سكنها هم آل المثقال وهم من مشايخ عشيرة شمر، وتبلغ مساحة أرضها حوالي 2000 إلى 3000 هكتار، جلها كانت للشيخ طلال المثقال وسعود المثقال إلى حين تطبيق قانون الإصلاح الزراعي قبل سنين وإعادة توزيع الأراضي على الفلاحين.
لُحمة ومودة
ما يلفت النظر في تل مشحن هو تعدد أبناء العشائر الذين يقطنونها، حيث يسكنها خليط من العشائر، أولهم شمر والشرابيين والجوالة وبعض البيوت الكردية والبدو، لكن عندما تزور تل مشحن لا تكاد تشعر حتى بوجود هكذا توزع عشائري، فلديهم عُرف سائد ألا وهو أن تل مشحن هي “عشيرتهم الأكبر” وهم في ظلها أخوة حيث يبدو عليهم أنهم ولدوا من صلب رجل واحد وخرجوا من رحم أم واحدة.
خلية نحل
يعيش سكان تل مشحن على النشاط الزراعي في المرتبة الأولى، حيث يعمل جل أهلها في حراثة الأرض والزراعة، لديهم نظامهم الاقتصادي الخاص بهم، حيث يربي معظم أهالي القرية الحيوانات الأليفة التي تدر عليهم من خيرها، تكاد تشبه تل مشحن خلية النحل لا تلاحظ شاباً عاطلاً عن العمل رغم عدم وجود وظائف كثيرة ألا أن الكل يجهد من أجل العمل.
ثقافة عالية ومجتمعية رائعة تمتلكها تل مشحن، أبرزها المعلمين حيث أن مدرسة تل مشحن مثلاً تكاد لا تجد بها معلماً واحداً من خارج القرية.
في تل مشحن هناك قامات حقيقية ورجال عملوا فاجتهدوا، برز منهم على صعيد المواقف المُشرفة نذكر منهم عبد الجبار طلال العواصي والمختار محمد حسين الأحمد والشاب الكريم حكيم حواس والمثقف الخلوق مالك أحمد المطلق، كما أن لتل مشحن باع في الفن منهم الرسام خالد جاسم الأدهم والخطاط والرسام عامر المطلق وأيضاً الرسام محمد أحمد المطلق والإعلامي الأبرز وصاحب الكاميرا الدقيقة أحمد المطلق والشاعرة عذاري الجاسم الأدهم والشاعر صباح المجحم، كما أن لتل مشحن مآثر في كل المجالات أهمها الرياضة.
قُبلة الرياضيين
لكل قرية في ريف تل كوجر ميزة تميزها عن غيرها، لذا وعند ذكر اسم تل مشحن لا يخطر ببال السامع ألا مشهد الجماهير الغفيرة المحتشدة حول ملعب القرية لمتابعة أحداث بطولة كرة القدم الأهم في شمال وشرق سوريا.
يصل عدد الجماهير أحياناً إلى 7000 متفرج لذا تل مشحن هي قبلة الرياضيين في موسم الربيع حيث تعتبر بطولة آذار البطولة الجماهيرية الأولى، التي ينتظرها سكان المنطقة من العام إلى العام ويعود سر محبة الناس لتنظيمها الرائع وتكاتف أهل القرية لا نجاح البطولة.
وعلى رأس قائمة المنظمين والساعين لإنجاح البطولة الكابتن سالم الجاسم والكابتن مالك المطلق والإعلامي أحمد المطلق الذي لفت الأنظار للبطولة وروّج لها بشكلٍ لائق حيث تُردد اليوم الجملة الأشهر في منطقة تل كوجر بل في شمال وشرق سوريا حيث أجمع الكل على مقولة تل مشحن “قُبلة الرياضيين”.