سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تلوّث المياه في سوريا

بيريفان عمر_

يعتبر تلوث المياه من المشاكل الخطيرة جداً كونها تمس كافة جوانب الحياة، ويعتبر عصب الحياة، ولها تداعيات وتأثيرات كبيرة، بالإضافة إلى أن معالجتها مُكلفة في معظم الأحيان، وتعتبر مشكلة تلوث المياه من المشاكل الأساسية في الدول النامية والدول التي نشبت فيها حروب ومنها في سوريا، حيث تلوث المياه في سوريا له تأثيرات وتداعيات خطيرة على البيئة والصحة العامة.
يتسبب التلوث في انتشار الأمراض المُعديّة بشكلٍ كبير، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والإسهال. وتعتبر هذه الأمراض خطراً على صحة السكان وتؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات والإصابات. بالإضافة إلى ذلك، تتأثر جودة المياه التي تُستخدم للشرب والري بشكلٍ كبير. فالتلوث يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والسطحية، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي والزراعي، وهذا يتسبب في نقص المياه النقية والنقص في الموارد المائية المتاحة، مما يؤثر على الأمان الغذائي للسكان ويعرقل التنمية المستدامة.
تلوث المياه يتسبب أيضاً في تدهور التنوع الحيوي والخدمات الإيكولوجية. فالتلوث يؤثر على الحياة النباتية والحيوانية في الأنهار والبحيرات والمستنقعات، مما يؤدي إلى انقراض الأنواع وتغيرات في البيئة الطبيعية، وهذا يؤثر بدوره على توازن النظام البيئي ويقلل من الفوائد البيئية التي يحصل عليها الناس من النظم البيئية المائية.
وبالإضافة إلى تلك التأثيرات البيئية والصحية، يؤدي تلوث المياه أيضاً إلى زيادة حدة الصراعات والنزاعات. نقص المياه وتدهور جودتها يؤديان إلى تنافس على الموارد المائية وتصاعد التوترات بين المجتمعات المحلية والمزارعين والصناعات المختلفة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى صراعات مسلحة وتهجير قسري للسكان وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
من أجل مواجهة تلوث المياه في سوريا، يجب اتخاذ إجراءات فورية وشاملة. ينبغي إعادة بناء وتأهيل البنية التحتية المتضررة للمياه والصرف الصحي، وتوفير تكنولوجيا متقدمة لمعالجة المياه الملوثة. يجب أيضًا تعزيز التوعية والتثقيف لدى الجمهور حول أهمية المحافظة على المياه واستخدامها بشكلٍ مستدام، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية على مستوى المجتمع المحلي والإقليمي والدولي يعدُّ ضرورياً.
يجب أيضاً وضع سياسات وقوانين فعالة لحماية وإدارة الموارد المائية ومراقبة جودة المياه. والتعامل مع تلوث المياه يتطلب أيضاً تنمية مزيد من التقنيات البيئية والمستدامة للتخلّص من الملوثات وتحسين جودة المياه.
بشكلٍ عام، يجب أن تكون مكافحة تلوث المياه في سوريا جزءاً من جهود أوسع لتحسين البنية التحتية والبيئة والصحة العامة، حيث يتطلب ذلك التعاون والتنسيق بين الحكومة والمؤسسات ذات الصلة والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية، بالاستثمار في تحسين البنية التحتية المائية وتعزيز الوعي العام بأهمية المياه النقية والحفاظ عليها، يمكننا التصدي لتلوث المياه في سوريا والحفاظ على الموارد المائية للأجيال القادمة.