أصدر المركز السوري للإعلام وحرية التعبير تقريراً وثق فيه الدوافع التي أدت إلى تصاعد خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين في تركيا. وأشار التقرير إلى تصاعد العنف تجاه السوريين مع تحولات جذرية في السياسة وطبيعة نظام الحكم في تركيا. وتقول إحصاءات رسمية تركية، إن نحو أربعة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا.
وذكر التقرير أن تركيا استضافت أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، حيث وصل عددهم إلى 3.600.000 شخص. ولكن على الرغم من الترحيب الشعبي والحكومي الذي وجده اللاجئون السوريون الذين قصدوا تركيا في البدايات، إلا أن موجة الترحيب لم تدم طويلًا، وتصاعد الاستياء أو الرفض الشعبي تدريجياً، بحسب التقرير.
وأشار إلى أن السوريين في تركيا “يواجهون تحديات الإقامة القانونية وتقييد الحق في التنقل والحركة وإلزامهم الحصول على إذن سفر عند التنقل بين الولايات، وعدم الحصول على الرعاية الصحية في حال عدم توفر بطاقة الحماية المؤقتة”.
كما يعاني اللاجئون السوريون من صعوبة الحصول على إذن للعمل والتمييز في الأجور وتداعيات جائحة كوفيد-19، “تصاعدت النبرة التركية الرافضة لوجودهم، فضلاً عن النقاش العام حول إعادتهم قسراً إلى سوريا”.
ونقل التقرير استطلاعاً للرأي عن مركز الدراسات التركي في جامعة “قادر هاس”، أن “نسبة الرفض التركي للاجئين السوريين وصلت الـ 67% عام 2019 بعدما كانت نحو 57% عام 2016. كما اتخذت حالة الرفض الشعبي طابع توتراتٍ اجتماعية آخذة في الارتفاع، وموجة من الاعتداءات العنصرية ضد السوريين تغذيها مواقف بعض السياسيين والشخصيات العامة التركية.
وتتبنى تلك الشخصيات، بحسب التقرير، “خطاباً معادياً يتضمن جرائم خطاب الكراهية والتحريض والتمييز، في ظل غياب أي دورٍ للحكومة في التصدي لهذا الخطاب أو الحد من تصاعده”.
وأشار التقرير إلى أن “خطاب العداء الذي انتقل من الأوساط الشعبية للسياسيين وصانعي القرار، ترافق مع شائعات تربط سوء الأوضاع الاقتصادية والبطالة وتراجع العلاقات السياسية لتركيا مع دول العالم باللاجئين السوريين”.