تعطّل حركة البناء في جنوب الحسكة… فما السبب؟

الشدادي/ حسام دخيل ـ

تشهد حركة البناء في مناطق جنوب الحسكة شمال وشرق سوريا تراجعاً ملحوظاً في الوقت الراهن، وسط حالة جفاف عامة وتدهور اقتصادي يعم المنطقة، إلا أنه ثمة أسباب أكثر من ذلك تمنع الأهالي من الاستمرار بتشييد المباني على من تيسر له الحال.

فالغلاء العام، لحقه غلاء بأسعار المواد الأساسية للبناء “حديد وإسمنت وبلوك”، وبدأت الزيادة هذه تظهر منذ بداية النصف الثاني من العام الحالي لتتجاوز نسبة الزيادة الـ30% مقارنةً بالوقت نفسة من العام الفائت.

وقال المواطن أحمد الحسن لروناهي “توقفت عن إكمال منزلي الذي قمت ببنائه لأتخلص من لعنة بيوت الأجرة ولكن غلاء الأسعار وارتفاعها بشكل فجائي وبزيادة وصلت لحدود الـ ٣٠% من السعر السابق لها، اضطرني للتوقف عن العمل بشكل كلي فقد زادت التكلفة علي ملايين الليرات”.

ونوّه الحسن إلى أن هذه الزيادة في الأسعار غير المبررة، هدفها الوحيد النيل من جيوب المواطنين دون الاكتراث لحال الأهالي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها المنطقة.

فيما أرجع العامل في مجال البناء مجد العبيد هذا الارتفاع الكبير في الأسعار إلى زيادة الضرائب الجمركية عليها منوهاً إلى أن الأسعار قُبيل أشهر قليلة كانت مقبولة نوعاً ما بالمقارنة مع الأسعار الحالية.

ولفت إلى أن الزيادة التي تجاوزت ٣٠% من مجمل المواد الإنشائية فيها ظلم كبير للمواطنين، حيث ساهمت بشكل كبير في تعطيل حركة البناء مما خلّف الكثير من السلبيات وأهمها فقدان العاملين في مجال البناء لمصدر رزقهم الوحيد.

خالد الإسماعيل وهو تاجر مواد إنشائية يؤكد توقف الأعمال الإنشائية وتراجع نسبتها بشكلٍ ملحوظ مع زيادة الأسعار “تراجعت حركة البناء بشكل كبير في هذه الفترة رافقتها حالة من الركود أصابت السوق”.

وارتفع الطن الواحد من الإسمنت ليتجاوز الألف دولار أمريكي مقارنةً على ما كان عليه قبل أشهر قليلة، في حين بلغت الزيادة على الطن الواحد من الحديد المخصص للبناء الـ 300 دولار أمريكي ليصل سعر الطن لألف دولار أيضاً.

بينما البلوك بلغ سعر البلوكة الواحدة ٨٠٠ ليرة سوريّة ومتر رمل البناء وصل لحدود الـ ٢٠ ألف ليرة سوريّة ومتر البحص الخاص بالصبات الخرسانية تجاوز الـ ٢٥ ألف ليرة سوريّة.

ونوه الإسماعيل إلى أن هذه الأسباب كانت كفيلة لتراجع حركة البناء في المنطقة بشكل عام وليس فقط في مناطق جنوب الحسكة.

وتستورد الإدارة الذاتية المواد الإنشائية من حديد وإسمنت من باشور كردستان، في حين يقول بعض المقاولين في مجال البناء إن أسعار المواد هذه تقفز كثيراً بعد دخولها إلى مناطق الإدارة دون ذِكر الأسباب.