قامشلو/ رشا علي – عاهدوا على أن يدافعوا عن الحسكة بأرواحهم، وكان شعارهم “المقاومة حياة”، فصمدوا وتصدوا لأخطر مرتزقة على مستوى العالم “داعش”..؛ إنها بطولة المقاتل باور جودي مع مجموعة من أصدقائه من قوات سوريا الديمقراطية في مقاومة سيدونها التاريخ، وكانت البشرى لهم بعد مقاومتهم تلك؛ انتصار قوات سوريا الديمقراطية في حملة “مطرقة الشعوب”..
نفذ مرتزقة داعش بتاريخ 20/1/2022، هجوماً على سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة، والذي يعدّ من بين أكبر السجون التي يُحتجز فيها داعش في شمال وشرق سوريا، حيث يحوي ما يقرب 5000 آلاف مرتزق، وسيَّطر داعش على معظم السجن، وذلك بعد تفجير سيارة ودراجة أمام مدخل السجن، واستشهاد العديد من حراس السجن، فأعتقد الكثير أنه لم تبقَ هناك مقاومة داخل السجن من قبل قوات سوريا الديمقراطية، ولكن المقاتل باور جودي ورفاقه أثبتوا عكس ذلك، وأبدو مقاومة عظيمة، ولم يستسلموا، قاوموا مرتزقة داعش المعتقلين لمدة خمسة أيام، دافعو بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة من دون ماء أو طعام، وبأسلحتهم الخفيفة وقفوا في وجه المجرمين، ولم يسمحوا لهم بالفرار كي لا يشكلوا خطراً على المنطقة.
فأولئك المقاتلون قاوموا خمسة أيام دون أن يأبهوا لحياتهم، أو يدخل الرعب في قلوبهم، سيكتب التاريخ مقاومتهم الأسطورية، التي كانت كفيلة لمنع حدوث المجازر بحق الإنسانية وأبناء مدينة حسكة ومناطق شمال وشرق سوريا كلها.
تحريرُ مجموعةٍ من المقاتلينَ
هذا وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية بعد المقاومة الكبيرة في 24/1/2022 من تحرير المجموعة المؤلفة من تسعة مقاتلين، الذين سطروا ملحمة البطولية على مدى خمسة أيام، ومن بينهم المقاتل باور جودي الذي صرَّح لبعض القنوات الإعلامية تفاصيل ما جرى معهم داخل سجن الصناعة في الحسكة، وعن المقاومة البطولية، حيث وقفوا بوجه المرتزقة بأسلحتهم الخفيفة وقال: “حدث الانفجار في الوقت الذي كنا في غرفتنا أنا وأصدقائي داخل السجن، فحملنا سلاحنا وتوجهنا إلى الخارج، ولم نستطع الخروج من داخل السجن، وفي تلك الأثناء خرج أحد المرتزقة، وحاول نزع السلاح منا، وتقدم مرتزق آخر وضربني بأداة حادة على رأسي”.
وتابع: “وبعد الضربة التي تعرضت لها سقطت على الأرض، ولم أرَ سلاحي، وأُلقيت قنبلة يدوية ما أدى إلى استشهاد الرفيق عاكف، فحملت سلاح الرفيق عاكف وتوجهنا إلى الطابق الأعلى، وتم إطلاق النار صوبنا، فجرح الكثير منا، ولكن كانت لنا الفرصة أن نقاوم بتلك الجروح، وقاتلنا المهاجمين، وصعدنا إلى الطابق الثاني، وأغلقناه وهيأناه لنقاوم ونرد عليهم، وكان هدفهم القضاء علينا، ولكن مقاومتنا كانت أقوى من إرهابهم، وأغلقنا الطريق أمام الكثير، ومنعناهم من الخروج”.
مقاومة من نوع آخر
وبمقاومتهم البطولية قاوموا بالإمكانات الموجودة لديهم وقال: “قاومنا في الطابق العلوي، ولم نسمح لهم بالخروج، ثم أقدم المرتزقة على اشعال النيران في الطابق السفلي، واشتعلت النيران في المبنى، وتصاعد الدخان بشكل كثيف، وطلبوا منا الاستسلام، لكننا لم نستسلم وواصلنا بالصمود إلى أن سيطرنا على الوضع”.
وأوضح باور جودي أن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية كانوا في الخارج، يقاومون المرتزقة المهاجمين، الذين حملوا السلاح ضمن السجن في فترة الهجوم: “رفعت يدي من أحد الشبابيك، وأشرت لأحد رفاقنا المقاتلين في الخارج، وحين لمحني أشرت له بإشارة النصر، وكذلك بالعلم الذي أصبح لونه أسوداً من الدخان، وذهب من ذلك المكان، وهنا بدأت أفكر هل عرفني المقاتل، وأدرك أننا محاصرون؟ وهل ذهبوا لإعداد خطة من أجل إخراجنا؟ أم إنه لم يتعرف علينا؟”.
وتابع: “بعد فترة قصيرة لاحظنا تحركات مكثفة بالأسلحة الثقيلة، والمدرعات لرفاقنا من قوات سوريا الديمقراطية، واقتربوا من المبنى الذي كنا نتحصن به في الطابق العلوي، سمعت أحداً يقول لي: “هفال باور سنخلصكم من هناك، ونزلت فوراً، ولكن أطلق قناصة المرتزقة من البناء المقابل الرصاص صوبنا، وسارعت المصفحات للتغطية علينا للدخول إلى المبنى، وتمكنا من النزول بسرعة، والدخول إلى المصفحة”.
“هناكَ مقاومةٌ”
ونوه جودي إلى أنه كان يسمع أصوات المرتزقة، الذين كانوا موجودين ضمن السجن، وهم يتواصلون مع المرتزقة في الخارج: “المرتزقة في الخارج كانوا يقولون: لا نستطيع الدخول إلى السجن هناك مقاومة”.
وأكد المقاتل باور جودي في نهاية حديثه، إن المرتزقة الآن محاصرون في إحدى زوايا ضمن السجن: “الآن السجن بشكل كامل تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ولن يتمكن أي مرتزق من الفرار”.
أعلن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية السيطرة الكاملة على سجن الصناعة واستسلام جميع مرتزقة داعش في إطار حملة “مطرقة الشعوب”. بيان المركز الإعلامي نشر في الساعة ١٥.٠٠إلا عشر دقائق بعد ظهر الأربعاء 26/1/2022 وخلاله أعلن المركز بما يلي:
“تتويج حملة “مطرقة الشعوب” العسكرية والأمنية بالسيطرة الكاملة على سجن الصناعة بالحسكة من قبل قواتنا واستسلام جميع عناصر داعش”.
