سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تركيا ودور الوساطة

سليمان محمود (باحث في المركز السوري للدراسات والحوار)_

منذ اندلاع الحرب مؤخراً بين روسيا وأوكرانيا، برز قلقٌ وخوفٌ كبير في تركيا، واجتماعٌ عاجلٌ لمجلس الأمن القومي التركي. ربما أصعبُ موقفٍ من بين دول الناتو هو لتركيا التي طالما لعبت على الحبال الإيرانية والروسية والأمريكية والسورية وعلى حبل الناتو -الحليف الاستراتيجي- تارةً وحبل الروس وما يربطها بها من اتفاقيات وتفاهمات عسكرية واقتصادية تارةً أخرى، وتنبأت أنها قد لا تنجو هذه المرة بسهولة. فالليرةُ التركية تتجاوز عتبة 14 بعد إعلان الحرب الروسية على أوكرانيا، وبورصةُ إسطنبول تعلّقُ تداولاتها بعد تكبّدها خسائرَ كبيرة. إنها تستوردُ 86 في المائة من وارداتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، و25 في المائة من عائدات السياحة أيضاً من هذين البلدين، وإذا ما استمرّت هذه الحربُ فستدفعُ تركيا المنافقة أثماناً باهظة.
تحوّلت تركيا من دعم أوكرانيا في بداية الأزمة إلى لعب دور الوسيط حيث أدركت أنه مع استمرار الحرب ستكون هي المتضرّر الأكبر والخاسر الأعظم، ونتساءل في هذه الورقة التحليلية: هل سيستطيعُ أردوغان أن يوقفَ هذه الحرب؟، وما هي الأدوات التي يمتلكها؟، وكيف ستتمكّن تركيا من لعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا؟، وهل ستنجح في ذلك؟، وأيّ حظوظٍ لهذه الوساطة؟!
العوامل المساعدة لتركيا للعبِ دور الوسيط
يبدو واضحاً من خلال متابعة الأحداث أنّ الخطواتِ بدأت تزدادُ قرباً بين روسيا وأوكرانيا فيما يتعلّقُ بقضية التقارب، فبعد أن كان التشدّد من كلا الطرفين في بعض النقاط، على سبيل المثال المطالب الروسية فيما يتعلّق باللغة الروسية ونزع السلاح وحيادية أوكرانيا، نلاحظُ تخفيفاً في المطالب الروسية، خاصةً أن روسيا لمّحت لتركيا أنها قد تتراجع نوعاً ما بنسبةٍ محدودة عن قضية المطالبة بنزع كامل السلاح في أوكرانيا، وكذلك عن قضية الحياد. بمعنى أنّ ثمةَ نيّةً روسيّة أُبلغت للجانب التركي أنه يمكن الحوار مع كييف في هاتين النقطتين بمرونةٍ أكثر، وبالتالي أدّى إلى تقاربٍ أكبر بين الجانبين. كلّ الظروف قد تساعد تركيا في سعيها هذا، ولن نستبعدَ عقدَ لقاء في وقتٍ قريب بين الرئيسين الروسي والأوكراني، في ظلّ التراجع من كلا الطرفين، إذ بدا جلياً من خلال جلسات المفاوضات التحضيرية أنّ هناك تخفيفاً من حدّة الشروط الأوكرانية وكذلك الروسية، في ظلّ المعركة العسكرية الصعبة والتي يبدو أنها لن تُحسَم بسهولة.
واضحٌ أنّ روسيا لا تستطيعُ حسمَ المعركة عسكرياً، فالجيشُ الروسي دخلَ في الوحل الأوكراني ولن يستطيع السيطرة كما كان يظنّ. روسيا الآن في حاجةٍ لإنهاء هذه الأزمة عن طريق الحوار كي لا تغوصَ أكثر في المستنقع الأوكراني ويُفضَح جيشها أكثر. ما يعتمده الجيشُ الروسي هو سياسة الحرق والتدمير والقتل العشوائي، دون السيطرة على أيّ شيء استراتيجي وحيويّ يؤثّر على موقف كييف، وأيضاً أوكرانيا تتعرّضُ بطبيعة الحال لضغطٍ روسي كبير، لذلك هي حريصةٌ على إنهاء الحرب بأسرع وقت حفاظاً على البلد والمدنيين، لذلك أرى أنّ موسكو وكييف على نفس المستوى من الحاجة إلى إنهاء الأمر بالطرق الدبلوماسية، ليصبحَ الوسيطُ الأقوى هو تركيا لأنها الأكثرُ فعّاليةً مع كلا الطرفين، حيث لديها علاقاتٌ جيدة مع كليهما، على خلاف الآخرين الذين لديهم خلافات إمّا مع أوكرانيا أو مع روسيا، وفي الوقت نفسه لا تريدُ أوكرانيا أن تخسرَ الدورَ التركيّ والعلاقةَ الاستراتيجية معها، وكذلك موسكو، لذلك استطاعت تركيا أن تلعبَ هذا الدور.
أسبابُ أردوغان ودوافعه للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار:
ـ شعوره ويقينه بمدى تراجع شعبيته في الداخل التركي، ورغبته في الاستفادة من هذا الحدث في مرحلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرّرة صيف العام القادم.
 ـ خوفه من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمرّ بها بلاده، وكون تركيا تعيشُ أوضاعاً اقتصادية خاصة، فهو حذِرٌ جداً من خسارة روسيا (الدولة الداعمة له اقتصادياً)، فهي المنبعُ الرئيس للغاز الوارد إلى تركيا، وكذلك القمح والسياحة، وربما كان هذا العاملُ الاقتصادي أحد أهمّ أسباب تصرّف أردوغان في هذا الاتجاه.
 ـ معرفته التامة بمدى قوة روسيا، وخوفه من مواجهتها لأيّ سببٍ كان، كما يحسب جيداً تأثيرات موقفه المواجه لبوتين، لا سيّما فيما يخصّ النقاط المشتركة بينهما في سوريا وليبيا وقره باغ.
استراتيجية تركيا من خلال طاولة المفاوضات
تركيا لديها قواسم مشتركة مع كلا البلدين المتصارعين، وهذا يرجّح في رأيي احتمالية أن تكون لها حظوظ كبيرة على طاولة المفاوضات.
 فتركيا حريصةٌ جداً أكثر من غيرها على إيقاف الحرب بحكم أنها أمامَ الخيار الصعب والخسارات العظمى، وأوكرانيا ترغب في أن توقفَ حمّامات الدم التي تحصل على أراضيها وتوقف من حالة الدمار حيث روسيا تجرّبُ الأسلحةَ الباليستية والمتطورة على أراضيها، وأيضاً روسيا باتت تعاني حقيقةً من حجم العقوبات الاقتصادية وتطوّر هذه العقوبات. إذن هناك مصلحةٌ مشتركة بين كلا البلدين في أن يحصلَ تقدّمٌ على طاولة المفاوضات برعاية تركيّة.
تركيا والسيرُ على الحبلين
ويحضرني هنا زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا، فصحيحٌ أنّ المقومات الجيوسياسية والعسكرية تتوافر لإسرائيل، غير أنّ العلاقةَ ما بين إسرائيل وأوكرانيا ليست تماماً كما هي بين تركيا وأوكرانيا، فهي مختلفةٌ بعض الشيء، فالدورُ الإسرائيلي ليس متكاملاً بمقدار تركيا، فتركيا لها علاقات مع إيران ومع دول الخليج وكذلك دول الاتحاد الأوروبي ومع إسرائيل طبعاً، بينما وضعُ إسرائيل مختلف، فهي تمتلك آليةَ الضغط على روسيا وعلى الاتحاد الأوروبي لكنّ الدورَ الإسرائيلي في الملفّ الأوكراني لا زال حتى الآن غيرَ مرضٍ له.
نستطيع القولَ أنّ تركيا أخذت اتجاهً يدعمه الخليجُ وإسرائيل معاً، فالخليج وإسرائيل كلٌ لهما منطقٌ مختلفٌ في الدعم، مثلاً دولُ الخليج متشابهة تماماً مع تركيا، بمعنى آخر دولُ الخليج هي متضررة من كلّ الحروب في العالم، وفي نفس الوقت حين تكون مستفيدةً من ملف الطاقة تأتيها الضغوطُ من جهة ملفات حقوق الإنسان وبأساليب أخرى، بمعنى أنه حالياً جاءت الفرصةُ لدول الخليج مثلما تركيا لإعادة تصحيح العلاقة بينها والاتحاد الأوروبي وأمريكا، والموقف نفسه هو لتركيا والتي تقول للولايات المتحدة وأوروبا: «إنكم في حاجة إلى تصحيح العلاقة معنا، إن أردتم نتوسّط مع روسيا من أجل إيقاف الحرب، لذلك قد تكون الفرصةُ متاحةً لتركيا ودول الخليج للدخول في دورٍ محوري في هذه الوساطة».
وبالعودة إلى التساؤل عن احتمالات نجاح تركيا في لعبتها هذه: يمكنني القول إنه من الممكن أن تكون الوساطة التركية هي السلّم لكلا الطرفين، بمعنى أن ينزلَ بوتين بضع درجات ويحفظ ماءَ وجهه، وكذلك الدولُ الغربية تصعد درجاتٍ للتخلّص من ورطتها في الحصار الاقتصادي والذي أضرّ بها أيضاً، فتركيا هي الدولةُ الوحيدة التي تمتلكُ أوراقاً قوية من منطلق أنّ لها علاقاتٍ متينة منذ سنوات مع روسيا، اقتصادية وسياحية وحتى دفاعية، وأيضاً مع أوكرانيا، تركيا الواقعةُ ما بين نارين صاحبةُ المصلحة الأقوى في حلّ هذه الأزمة العالمية، إنها تسيرُ على حبلٍ رفيعٍ للغاية، فإن انزاحت إلى أوكرانيا قد تزعجها روسيا في ساحات أخرى كسوريا مثلاً، لذا نراها تتحرّكُ بصورة وحسابات دقيقة.
وربما نتذكر هنا العقوبات الاقتصادية على إيران قبل عشر سنوات، وكيف حاولت تركيا في تلك الفترة أن تقنعَ أوروبا وأمريكا أن تكون وسيطاً، وفعلاً استطاعت أن تحصلَ على النفط الإيراني بأسعار زهيدة، وأيضاً أن تنجو من العقوبات الأمريكية، وبتصوّري هي تنتهجُ نفس السياسة في الملفّ الأوكرانيّ.
ربما من مضحكات السياسة اليوم أنّ تركيا -الدولة الاستعمارية والتي لها مشاكل عميقة مع كلّ جيرانها- انتهجت الخطّ الثالث وتسعى لأن تكون راعية السلام بين طرفي الحرب!

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle