سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تركيا تواصِل انتهاك سيادة العراق

 هيفيدار خالد_

تواصل دولة الاحتلال التركي منذ سنوات استهداف سيادة العراق، وذلك من خلال قصف جوي شبه يومي للقرى والمناطق الحدودية الآهلة بالسكان المدنيين في إقليم كردستان، دون موقف واضح من الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان، بالعكس تماماً ففي الفترة الأخيرة ازدادت زيارات الوفود التركية إلى إقليم كردستان والعراق. وخلال هذه الزيارات التقت الوفود القادمة من تركيا بالمسؤولين في كل من بغداد وهولير وعقدت معهم اتفاقاتٍ تخدم الدولة التركية على حساب دماء الشعب الكردي والعراقي.
 على الرغم من القصف التركي وهجماته المستمرة دون توقف، والتي فتحت الطريق أمام تهجير آلاف السكان من قراهم وبلداتهم الأصلية، وأدت إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات من جراء هذه الهجمات، إلا أن جميع الأطراف الإقليمية والدولية تلتزم الصمت حتى الآن حيال ما يجري في هذه المناطق من انتهاكات جسمية بحق السكان الأصليين من الكرد والمسيحيين والآشوريين. نعلم جميعاً أن سكان العديد من القرى الحدودية الذين قامت تركيا بتهجيرهم في السنوات الأخيرة هم من السريان والآشوريين والكرد والذين يقطنون في هذه المناطق منذ سنوات.
الحزب الديمقراطي الكردستاني انخرط في الحرب مع الدولة التركية ضد الشعب الكردي من خلال تقديم الدعم المباشر لهم من الناحية الاستخباراتية والعملية والميدانية، وفتح الطريق مراراً أمام جنود الاحتلال التركي لشن هجمات ضد قوات الدفاع الشعبي في جبال كردستان، وساهم في تقديم المساعدة لهم بشكلٍ علني ومباشر في مجالات أخرى ومازال يواصل هذه السياسة التي تعادي الشعب الكردي وقضيته. ويوجد العديد من المشاهد والصور والمقاطع التي نُشرت على مواقع التواصل تُثبِت صحة كل ما ذكرته عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وسياساته العدائية.
تركيا مُصرّة على القيام بتنفيذ هجوم جديد ضد قوات الدفاع الشعبي، ويومياً يخرج مسؤولو الدولة التركية بتصريحات حول شنهم هجمات ضد قوات الكريلا، ويقولون بأنهم سيقومون بمحاصرتها من كل الجهات. على الجميع أن يعلم بأن شن تركيا الهجمات ضد كريلا الكرد في كردستان سيكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على المنطقة وعلى وجه الخصوص إقليم كردستان والعراق. على حكومتي الإقليم والمركز أن تعلمان بأن أي هجمات تركية تعني محاصرة العراق وبالتالي استهداف إقليم كردستان.
لذا على الجميع وعلى وجه الخصوص الحكومة العراقية ألا تنجر وراء مخططات تركيا الاحتلالية التوسعية والاستعمارية في المنطقة، والتي ترمي من خلالها إلى تحقيق أطماعها وأحلامها في إقامة إمبراطورية عثمانية جديدة على دماء الشعوب العربية والكردية وجميع الشعوب المتعايشة في المنطقة. وعليه يجب وضع حد لهجمات تركيا والتحرك بشكلٍ عاجل وسريع في وجه انتهاكاتها لسيادة العراق وقطعها المياه عنه وتعطيش شعبه خدمةً لأجندتها ومصالحها الخاصة في المنطقة. والدولة العراقية قادرة أكثر من أي وقت مضى على الوقوف في وجه الدولة التركية وعدم السماح لها بارتكاب مجازر جديدة في المنطقة.