ترسيخ مبدأ الحياة التشاركية أبرز مخرجات الكونفرانس الأول لمجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي

قامشلو/ سيدار رشيد ـ

أكدت عضوة منسقية مجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي “أميرة عزو”، أهمية انعقاد المؤتمر الأول لمجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي، وشددت على ضرورة التحلي بالأخلاق، وإعادة الجوهر الحقيقي للإسلام، وتبنّي الإسلام الديمقراطي وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان”، والقيام بثورة أخلاقية ومجتمعية لبناء مجتمع أخلاقي وسياسي.

تحت شعار “بقوة إيمان وفكر الإسلام الديمقراطي، سنعيد إحياء المجتمع الأخلاقي والسياسي”، وبمشاركة ١٥٠ عضوة من المجلس وممثلات عن المقاطعات السبعة في إقليم شمال وشرق سوريا، وممثلات عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومؤتمر ستار، ومنظمات المجتمع المدني، انعقد الكونفرانس التأسيسي الأول لمجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، وذلك بتاريخ الثاني والعشرين من كانون الأول من عام 2023.

الهدف من انعقاد المؤتمر 

ولمعرفة المزيد عن أعمال وأهداف الكونفرانس، التقت صحيفتنا “روناهي”، عضوة منسقية مجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي “أميرة عزو“، والتي أكدت في مستهل حديثها أهمية انعقاد هذا الكونفرانس، هذا وقد رفض وحارب مجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي الأفكار المغلوطة، التي تستغل الدين الإسلامي بغية تحقيق مصالحها، كالإسلام السياسي ومرتزقة داعش، التي نشرت الإرهاب، والجرائم، والمجازر، وكانت المرأة من ضحاياها، فيما ناضلت المرأة سياسياً وعسكرياً واجتماعياً ضد هذه الذهنيات ببسالة، ويشهد لها التاريخ ذلك.

 وبينت أميرة: “إن فكر القائد عبد الله أوجلان، أعطى القوة والإرادة للمرأة، وأنار لها طريق النضال لإعادة القيم والمكانة، التي سُلبتها منها الذهنية الذكورية والأنظمة السلطوية المتعاقبة، لتكون في هذه المرحلة ريادية لثورتها ثورة “المرأة، الحياة، الحرية” التي ألهمت العالم أجمع”.

وشددت، على ضرورة التحلي بالأخلاق، وإعادة الجوهر الحقيقي للإسلام، وتبنّي الإسلام الديمقراطي وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان”، والقيام بثورة أخلاقية، ومجتمعية لبناء مجتمع أخلاقي وسياسي.

وناشدت عضوة منسقية مجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي “أميرة عزو” في ختام حديثها، نساء إقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص، ونساء العالم بشكل عام: “يجب أن تثقنَ بأنفسكن، وتدافعنَ عن حقوقكن بقوة وإصرار، لأنكن أصحاب حق وذوات إرادة قوية”.

والجدير بالذكر، بعد إلقاء الكلمات، عرض فيديو للتعريف بالمجلس وبعض أعماله، ثم قرأت الإدارية في المجلس جيان عباس تقرير مجلس المرأة باللغة الكردية، تضمن الوضع السياسي العالمي، والحرب العالمية الدائرة، وسياسات الأنظمة المهيمنة والدول القومية، والتي أثرت هذه السياسات على المجتمعات، وخروج الأزمات، وأشادت بفكر القائد عبد الله أوجلان، الذي هو السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية من هذه الأزمات.

أعمال اللجان ضمن المجلس

بالإضافة إلى ذلك قُرئ الوضع التنظيمي للمجلس، وذكر بعض أعمال اللجان ضمنه، كلجنة التدريب التي نظمت 1068 محاضرة، وشاركت فيها 15 ألف امرأة، وأعمال لجنة المساجد، التي تضمنت تدريب الأئمة وخطباء الجوامع، واللجنة الدبلوماسية، التي تضمن عملها عقد لقاءات وربط علاقات مع الشخصيات النسائية في الداخل والخارج السوري، إلى جانب أعمال لجنة الأرشيف، ولجنة الإعلام.

ثم قُرِئت الرسائل والمباركات، التي وصلت إلى المجلس بانعقاد كونفرانسه، من شخصيات نسائية من الخارج ومنها الدول العربية، اتفقت جمعيها “على ضرورة وأهمية عمل المجلس، بسبب معاناة النساء من احتكار الرجال فقط للدين واستغلاهم لها”.

واستمرت أعمال وأجندات الكونفرانس بقراءة ومناقشة النظام الداخلي للمجلس، وانتُخبت بعدها منسقية للمجلس، وأنهي الكونفرانس أعماله ببيان ختامي يتضمن مخرجات وتوصيات الكونفرانس التأسيسي لمجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا.

انتهى جدول أعمال المؤتمر التأسيسي الأول لمجلس المرأة، بعد نقاش النظام الداخلي، بجملة من المخرجات والتوصيات عبر بيان جاء فيه:

“حصار خانق وجرائم داعش والهجمات، التي يشنها الاحتلال التركي لضرب الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في إطار المؤامرة الدولية المستمرة على القائد؛ وبهذه المناسبة نضم صوتنا إلى الأصوات، التي تتعالى مطالبةً بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، الذي طرح فكرة الإسلام الديمقراطي القائم على أساس الوثيقة المدينة، التي تدعو إلى العدالة والمساواة.

لذا وبجهود عضوات المجلس ومؤسساته كلها، وبحضور مميز للمرأة من المؤسسات والمجالس والهيئات والمنسقيات على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، تم عقد هذا الكونفرانس، تأكيداً على حماية مكتسبات ثورة المرأة، وإيماناً بدورها الكبير وتأثيرها الفعال في تغيير المجتمع لبلوغ الغاية الحقيقية ولإثبات وجودها وهويتها في الميادين كافة وبالأخص في الميدان الديني، والسعي لتحقيق التكامل بين المرأة والرجل، لإعمار الأرض وبث روح الحياة التشاركية الحرة في المجتمع.

إننا في هذا الكونفرانس، ومن خلال ما تم تقديمه في تقريرنا والنظام الداخلي واستناداً إلى التوجيهات، نهدف إلى مواجهة التعصب الديني ونبذ خطاب الكراهية والذهنية السلطوية التي بسطت سيطرتها على حياة المرأة وحَرمَتها من أبسط حقوقها، كما نسعى لأن نكون صاحبات نضال فكري وثقافي وأخلاقي، للوقوف في وجه كل ركائز الظلام، والتمييز التي طبعت بصمتها على الفكر الإسلامي وأخرجته من جوهره الحقيقي وأخذ منحىً تَمَثَّل بالإسلام السياسي، فوقع الشرق الأوسط والعالم برمته تحت نير القتل والتشرد، فكثر الظلم وازدادت مأساة الشعوب، لِذا ورداً على الشبهات ونبذ التعصب الديني الذي يحيط بالدين الإسلامي، وما يجري في العالم تحت اسم الإسلام السياسي، نعمل بجهود كبيرة لنشر فكر ومفهوم الإسلام الديمقراطي الذي أساسه وثيقة المدينة المنورة، للحفاظ على الكرامة الإنسانية لكلا الجنسين ونشر العدالة والمساواة في سائر أرجاء المعمورة”.

المخرجات وخطة العمل المستقبلية

انطلاقاً من هذا الكونفرانس والمناقشات والمقترحات، التي طُرحت للتأكيد على دور المجلس في السير قدماً إلى جانب المؤسسات النسائية لتحقيق التكامل والتكاتف لتحقيق الغاية الأساسية لبناء المجتمع الأخلاقي والسياسي ونشر القيم الإسلامية السامية، لذا جاءت مخرجات وخطة العمل المستقبلية على الشكل الآتي:

1-العمل على تأسيس أكاديمية خاصة بمجلس المرأة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي لتأهيل كوادر نسائية ضمن دورات (فكرية، علمية، دينية) تكريساً لدور المرأة الديني والمجتمعي.

2- تعزيز إعلام المجلس عبر وضع مخطط إعلامي دائم، يتضمن برامج تتناول قضايا المرأة في الدين والمجتمع.

3- العمل على توسيع العلاقات على المستوى الإقليمي والعالمي من حيث تبادل الزيارات وعقد الندوات عبر منصات التواصل الاجتماعي.

4- العمل على إعداد دورات تدريبية مكثفة (مغلقة ومفتوحة).

5- الاستمرارية في بحث خاص عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة حول المرأة، وجمعها في كتيب خاصّ.

6- تنظيم عمل مجلس المرأة في المناطق التي لم تنظم بعد، وزيادة الأعضاء حسب الحاجة.

7- العمل على تعزيز دور المرأة في لجنة الإفتاء والاجتهاد ضمن مؤتمر الإسلام الديمقراطي.