روناهي/ قامشلو ـ
بعد الانتكاسة الكبرى في رياضة حكومة دمشق وكانت بفقدان المنتخب السوري الأول الآمال بالتأهل لمونديال كأس العالم قطر 2022، بدأت حرب إعلامية بين المعنيين في لعبة كرة القدم التابعة لحكومة دمشق، عبر تصريحات واتهامات والتي تدل على المستوى الهزيل الذي وصلت إليه الرياضة في ظل هذه الحكومة التي ينخر فيها الفساد في كافة المجالات ومنها الرياضة.
كما العادة بعد كل خيبة وانتكاسة رياضية تظهر التصريحات والاتهامات ورمي كل شخص المسؤولية على الآخر، حيث شن نبيل السباعي، رئيس اللجنة المؤقتة للاتحاد السوري، هجومًا لاذعًا ضد وائل عقيل، رئيس لجنة اللاعبين المحترفين، ومدير الكرة السابق في الشرطة والاتحاد الحلبي.
وقال السباعي في تصريحات متلفزة، إن فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام، وهو أعلى شخصية رياضية في سوريا، فُرض عليه اسم ياسر لبابيدي كمدير للمنتخب السوري، بطلب مباشر من عقيل.
وقدّم السباعي استقالته منذ فترة، حين طلب معلا منه، تكليف عقيل مديرًا للمنتخب خلفًا لأنور عبد القادر، وعاد السباعي بعد تراجع معلا عن طلبه.
وكشف السباعي أن بعض المدربين المحليين مرشحون لقيادة المنتخب في آخر مواجهتين من الدور الثالث المؤهل للمونديال، وهم أيمن الحكيم وفجر إبراهيم وغسان معتوق.
وأوضح أن لجنة من الاتحاد الآسيوي ستزور الملاعب السورية خلال الشهر الحالي، للمساهمة في إعادة تأهيلها من جديد من الأموال المجمدة لدى الاتحادين الآسيوي والدولي.
بالمقابل رفض عقيل في حوار لموقع الكورة تصريحات السباعي، مضيفاً أن “السباعي لا يستحق المنصب ويفتقد للخبرة الإدارية”.
مَنْ يكذب منهم؟
وعن تصريحات السباعي رد: “كل ما قاله عارٍ عن الصحة، أنا لم أفرض أي اسم، المدرب الروماني تيتا فاليريو، هو من طلب ياسر لبابيدي، في منصب مدير المنتخب، وهو لاعب دولي سابق، ومدير للكرة في نادي الاتحاد الحلبي ومكسب كبير”.
تم التواصل مع لبابيدي من قبل بشير عبود، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، رئيس مكتب الألعاب الجماعية، ورغم اعتذار لبابيدي في المرة الأولى، إلا انه وافق في اليوم الثاني لكون المهمة وطنية، وفراس معلا، رئيس اللجنة الأولمبية، أكبر من أن يفرض على السباعي أي اسم، معلا كان متعاوناً ومتجاوباً مع اللجنة.
وعن أسباب هجوم السباعي عليه أوضح: “هي المرة الثانية التي يهاجمني، المرة الأولى بعد طلب فاليريو أن أكون معه بصفة مدير المنتخب، وحينها قدّم السباعي استقالته، وبرر رفضه لطلب فاليريو بعدم قناعته بي بهذا المنصب، وأنا شخصياً غير مقتنع به في منصب رئيس اللجنة المؤقتة، حيث يقود كرتنا من فشل لفشل وتخبطات وأزمات وأخطاء إدارية”.
وأشار بخصوص هل أن شخصه تدخّل بأي قرار فني بالمنتخب قائلاً: “ليست لي أي صفة بالمنتخب حتى أتدخل، ولم أتواجد معه في الإمارات، ومن طبعي أنا لا أتدخل بأي قرار فني، أخي محمد درب الاتحاد والجيش ومع ذلك لم أتدخل بأي قرار، قد أنصح وهذا واجبي ولكن القرار الأخير بكل تأكيد للمدرب، خاصة فاليريو الذي لا يقبل من أحد التدخّل بقراره الفني”.
وعن رضوخ فاليريو لقرار السباعي باستبعاد السومة من مباراة كوريا الجنوبية أجاب: “هكذا قال ياسر لبابيدي، وهو أمر غريب من السباعي، وهو تدخّل سافر، وغير منطقي، ويجب أن يُحاسب من اللجنة الأولمبية السورية”.
وعن التعاقد مع فاليريو نوه العقيل: “التعاقد جيد، وكان يجب أن يأخذ كامل فرصته كما أخذها باقي المدربين، وليس من المعقول أن نُقيّم مدرباً خلال شهرين، للأسف جاء قرار إقالة فاليريو بشكلٍ غير مدروس، أعتقد أن قرارات السباعي ليست من رأسه وهو ضعيف الشخصية، وقيادته للعبة سيئة ولا يمتلك أي خبرة إدارية”.
وعن طلب اللجنة لتمديد عملها لستة أشهر إضافية كشف قائلاً: “هم طلبوا ذلك، لأنهم حققوا نتائج متميزة خلال الأشهر الماضية! اللجنة وبكل صدق لا تبحث عن أي تطوير بالكرة السورية، جل اهتمامها السفر مع المنتخبات، والاستفادة من الأموال المجمدة بالاتحادين الآسيوي والدولي، لأنهم يعتبرونها أموال مستباحة”. وأكد أنه مع التعاقد مع مدرب أجنبي، لأنه يمتلك تاريخاً مُشرّفاً، ومدرباً آخر للمنتخب الأولمبي، وكذلك مدير فني أجنبي لقطاع الناشئين والشباب وتحت إشرافه مدربين محليين مؤهلين بشكل علمي وعملي.
وعن الطريقة المناسبة لتحقيق حلم الوصول للمونديال اختتم حديثه وائل عقيل رئيس لجنة اللاعبين المحترفين قائلاً: “نحتاج للعمل والتخطيط والبدء من الصفر، والأهم وجود لاعبين محترفين بالمنتخب، لأنهم يمتلكون الخبرة والثقة، الوصول للمونديال لا يتحقق بالفوضى وافتعال المشاكل، كل منتخبات العالم تعتمد على المحترفين وخاصةً في أوروبا، فيما نحن نحاربهم وبدون أي مبرر”.
سبب غياب السومة
بينما كشف ياسر لبابيدي، المدير السابق للمنتخب السوري، أن نبيل السباعي، رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة، وراء غياب عمر السومة عن مواجهة كوريا الجنوبية، ضمن منافسات الدور الثالث المؤهل لمونديال 2022.
وقال لبابيدي، في تصريحات إذاعية: “بعد صيحات الغضب من الجماهير السورية عقب الخسارة من الإمارات، انفعل السومة، فقرر السباعي وبشكلٍ منفرد إبعاده عن مواجهة كوريا الجنوبية”.
وأردف: “ثم اجتمع بشكلٍ عاجل وبدون علمي وغيابي مع المدرب الروماني تيتا فاليريو، وأبلغه إبعاد عمر السومة، وهو قرار غير صحيح من السباعي وتدخّل غير منطقي بعمل فاليريو”.
وتابع: “المنتخب السوري يعيش ظروف صعبة، من عدم استقرار إداري وفني وعدم وجود استراتيجية ولذلك لم ننجح، وفاليريو لا يحمل عصا سحرية، وهو جاء لعام ونصف، وليس ستة أشهر أو شهرين”.
وأضاف: “أنا لا أتحمل مسؤولية نسيان عدد من جوازات السفر للاعبين المغتربين في دمشق، هذه مهمة أشخاص في لجنة المنتخبات، يجب أن يكون هناك منظومة عمل متكاملة”.
وأتم: “يجب أن يكون هناك استقرار إداري وفني ولسنوات حتى يحقق المنتخب نتائج جيدة.. ولست مع بقاء اللجنة المؤقتة لنهاية العام الحالي، ويجب الإسراع بانتخاب اتحاد كرة جديد”.
أول تصريح لتيتا
بينما تيتا في أول حديث إعلامي أوضح أن المسؤولون عن كرة القدم في سوريا هم بعيدون عن الاحترافية، وعقلية وآلية العمل المتبعة مرّ عليها زمن بعيد، كما أكد بأنه كانت هناك محاولات للتدخل في عمله الفني ولكنه منع ذلك!، رغم أن كل التصريحات كانت تؤكد بأن التدخل في عمله كان قائماً وخاصةً في قضية إبعاد السومة عن تشكيلة المنتخب السوري في مباراة كوريا الجنوبية والتي خسرها المنتخب السوري وعلى إثرها تم إقالة تيتا.
وأجرتْ شبكة غلوبال الإعلامية – غلوبال سبورت حواراً مع المدرب الروماني تيتا، وهو الحوار الأول له بعد إقالته من تدريب منتخب سوريا الأول، وأبرز تصريحاته كانت:
ـ كان هناك محاولات للتدخّل في عملي الفني، لكن عقليتي وشخصيتي لا تسمحان بذلك، مثل هذا السلوك الّذي يمكن أن يضر بالكرة السوريّة.
ـ لدي من الأسرار والخفايا الكثير، ولكن سأتحدّث عنها لاحقاً.
ـ أنا شخصٌ لا أسمح بالتدخل في عملي ولا أقبل التنازلات.
ـ كوّنتُ علاقة خاصة ومميزة مع عمر السومة، وغيابه أمام كوريا الجنوبية لم يكن لأسباب تكتيكية بل لسبب آخر.
ـ كان إبراهيم عالمة الحل الأفضل في مركز الحراسة، بعد إصابة خالد حاج عثمان.
ـ لم أندم على استبعاد محمد عثمان لأنّه لم يكن مع نادٍ، والمدافع سعد أحمد تعرض لإصابة لم تكن مطمئنة.
ـ المسؤولون عن كرة القدم في سوريا هم بعيدون عن الاحترافية، وعقلية وآلية العمل المتبعة مرّ عليها زمن بعيد.
ـ كان الاتصال الأول من وائل عقيل وفراس معلا، والعقيل شجعني وحفّزني على استلام المهمة والتوقيع، وتربطني علاقة جيدة مع المعلا وأشكره على ثقته.
ـ اخترتُ كادر مساعد محترف بإرادتي، ومدرب الحراس هو حارس روماني مشهور وليس كما يشاع بأنّهُ مدرب لياقة.
ـ الوقت كان قصيراً أمامي، جاء اللاعبون المحترفون قبل أيام قليلة من المباريات، وذلك في كأس العرب والتصفيات المونديالية، بينما باقي المنتخبات اجتمعت قبل “15” يوم، كنتُ أرغب بمعسكر خارجي بقطر ولكن لم تنجح الإجراءات.
ـ لعبتُ بطابع هجومي في كلّ المباريات، وذات أسلوب اللعب أمام تونس 3/3/4، ولكن تلقيتُ انتقادات بعد الخسائر.
ـ أنا آسف حقاً للجماهير السورية ربما لو كان لدي وقت أكثر لنجحتُ في إسعادكم، لكم ولسوريا كلّ المحبة والاحترام.
تصريحات وحروب نارية كبيرة بين المسؤولين عن لعبة كرة القدم التي تقام تحت مظلة حكومة دمشق، وكلها دلالات الفشل المستمر منذ عقود، وحتى ظهر العديد من الإعلاميين الرياضيين على شبكات التواصل الاجتماعي ومنهم لطفي الأسطواني واتهموا القيادات الرياضية بالفساد وأنه أصبح الوقت للاستقالة والعمل بعقلية جديدة، وأنهم صابهم الملل من التصريحات الفارغة والتي يسمعوها منذ عقود من الزمن، وتخوفوا من استمرار هذه المهزلة إلى عقود أخرى.
