“تدني حالات العنف ضد المرأة من80% إلى حوالي40% في الطبقة”

روناهي/ الطبقة ـ يشهد مجلس المرأة التابع للجنة المرأة في الإدارة المدنية الديمقراطية في منطقة الطبقة العديد من حالات العنف المطبق على النساء، ويعمل للحد منه أو التخفيف من أثره وحماية المرأة، والعمل من أجل عدم التعدي على حقوقها.

عانت المرأة ولاتزال تعاني من تصرفات الذهنية الذكورية من ممارسة العنف المطبق ضدها، دون أن يكون لها أية اعتبار ورادع يثني من أساء لها في لحظة ضعف منها قد تصل للضرب أو الشتيمة أو تعرضها للأذى المعنوي أو الجسدي.

3000حالة عنف ضد المرأة بعد التحرير

 وللاطلاع على الممارسات وحالات العنف التي تُطبّق على المرأة، ألتقت صحيفة روناهي بإدارة الصلح في مجلس المرأة في مدينة الطبقة رجاء عبد الرحيم، والتي أكدت على تعرض المرأة خلال الفترة الماضية منذ إنشاء إدارة الصلح لعدد كبير من حالات التعنيف، وأضافت بالقول: “بلغ عدد حالات العنف ضد المرأة حوالي 3000حالة مختلفة، من قبل الزوج أو الأب أو الأخ، وأغلبها نتيجة الضغط الاقتصادي أو العادات والتقاليد البالية، وبعضها يرجع لأسباب العقلية الذكورية، وظروف الحرب خلال الفترة الماضية في المنطقة، وكذلك تعود للظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية من الطرفين”.

وأضافت رجاء بأنه من أنواع العنف الذي طبق على المرأة العنف الجسدي؛ الضرب المبرح والمؤذي أو ممارسة الضغط النفسي، وضعف الحالة الاجتماعية نتيجة التفكك الأسري، ونتيجة الجهل تتصعد الأمور بين الطرفين وتنتهي بالضرب، وبيّنت رجاء بأن قلة الدخل لدى بعض الرجال يلعب العامل الأساسي في انهيار العلاقات بين الطرفين، ونوهت قائلةً: “الضغط النفسي الذي يؤجج في البيت على الزوجة والأولاد ينعكس مباشرةً على الأسرة، وينتهي بشكل سيء، ويكون أكثرها تأثيراً على أفراد الأسرة هو الضغط النفسي”.

انخفاض ملحوظ في حالات العنف بعد سنتين من التحرير

وأردفت رجاء بأنه تم الحد من الكثير من حالات العنف، وتابعت قائلةً: “بعد الاطلاع على الحالات التي ترد لنا، يتم الاستفسار عن الأسباب التي تحط من قدرِ المرأة وتثير من المشاكل المنزلية مع الأطراف الأخرى كالزوج أو الأب أو الأخ وتجعلها الطرف الأكثر عرضةً للضرب، ولكن لوحظ خلال السنتين الماضيتين أن نسبة حالات العنف انخفضت لتصل اليوم إلى  حوالي40 %، بعد أن كانت نسبتها مرتفعة تصل لحدود 80%، نتيجة التوعية والندوات من خلال نشر الفكر الإيجابي والوعي”.

وأشارت رجاء بأن المرأة تُحمل مسؤولية العنف للعادات والتقاليد البالية والعقلية المتخلفة التي يتصف بها بعض الرجال، وهناك أسباب أخرى كتدخل الأهل أو الجيران في الحياة الزوجية ويجعلون من المرأة شماعة أخطاء لهم، وذكرت رجاء قائلةً: “فمثلاً إن المرأة إذا فتحت الباب وخرجت دون غطاء رأس يحدثون الجيران بعضهم عن تصرفها أو ينعتون أهل وأقارب المرأة بكلام لا يليق، ليتدخل الجميع من ابن خالها وابن عمها فيما وصل إلى سمعهم ممن نقل الخبر لهم أو لزوجها، لتصدر ردات فعل تؤدي أغلبها للضرب والزجر، ويمارس العنف على الزوجة بدون فهم ما حدث”.

حلول إدارة المرأة للحد من العنف ضد المرأة

وأوضحت رجاء بأن هناك حلول يقدمها مجلس المرأة لهذه الحالات، وأضافت قائلةً: “من بعض الحلول التي نقدمها كالاجتماع مع الطرفين ومناقشة المواضيع بوجود الطرفين، وكذلك بحضور الندوات، والتعريف بدور المرأة الإيجابي بالنسبة للمجتمع، والاستماع لمحاضرات التوعية، ونشر الفكر اللائق الذي يشرح حقوق وواجبات المرأة وأهمية مشاركتها في الخروج من قوقعتها وعدم خوفها من المجتمع، وشرح مفهوم المرأة المحررة والمرأة الديمقراطية، وذلك لتمارس حريتها ضمن الحدود الأخلاقية، حيث كان هناك تجاوب والأخريات يحتجن لفترة من الإعداد ليعرفن دورهن بشكلٍ فعال”.

ونوهت رجاء بأن هناك صعوبات تواجه إدارة المرأة لإيقاف العنف، ومنها قلة الوعي بين الطرفين، وأردفت بالقول: “هناك من الرجال لديهم عقلية لا تتقبل إلا أن تكون الزوجة خاضعة لأوامر الرجل، وبالمقابل هناك نساء لديهن عقلية لا تتقبل ما يمليه الرجل عليها وربما تقبل بما تمليه على الرجل، والحل بكلا الحالتين هو الوصول إلى التفاهم بين الطرفين”.