سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تدمير البيئة الجبليّة في بشدر يُثير استنكاراً واسعاً في مناطق إقليم كردستان

تشهد منطقة بشدر في إقليم كردستان عمليات تخريب واسعة للبيئة الجبلية بغرض استخراج الكتل الحجرية، مما أثار استنكاراً واسعاً بين محافظي البيئة والنشطاء المدنيين الذين يحذرون من تأثيرات لا يمكن تعويضها على الطبيعة المحلية.
بدأت عمليات تخريب وتدمير واسعة في بيئة منطقة بشدر بإقليم كردستان بهدف استخراج الكتل الحجرية من الهضبات والتلال والجبال. وقد أثارت هذه العمليات انتقادات حادة من محافظي البيئة الذين يرون في هذه الأعمال جرحاً غائراً في جسد الطبيعة لا يمكن شفاؤه أبداً.
في مناطق عدة من بشدر، بما في ذلك قمة “كلكا” في سلسلة جبال “مامندة”، يتم حفر وتنقيب المناطق الجبلية لاستخراج الكتل الحجرية، مما يسبب تدميراً هائلاً للإيكولوجيا المحلية ويشوه المناظر الطبيعية الجميلة للمنطقة. هذه الأعمال لاقت استنكاراً واسعاً في الأوساط المجتمعية وبين النشطاء البيئيين.
حول هذا الموضوع، تحدّث محافظو البيئة والنشطاء المدنيون في قلادزي لوكالة (روج نيوز).
وقال محمد جاوشين، أحد متسلقي الجبال والمحافظين على البيئة: “نستنكر وندين الأعمال التخريبية التي تقوم بها الشركات بموافقة حكومة تصريف الأعمال في حكومة إقليم كردستان، هذه الانتهاكات لا يمكن تعويضها أبداً”.
وأشار جاوشين إلى أنه وفقاً لقوانين تسلّق الجبال، يُمنع تحريك حتى حجر واحد من مكانه لأن العديد من الكائنات الحيّة تعيش تحته، مما يساهم في توازن البيئة. وأضاف: “إذا تم تدمير وتحريك جبل بالكامل لبيع أحجاره، فماذا سيحدث للبيئة حينها؟”.
وأوضح أن هذه الكارثة لا تقتصر على منطقة بشدر بل تمتد إلى كافة مناطق حكومة إقليم كردستان، حيث تقوم الشركات بتدمير الجبال واستخراج الكتل الحجرية بموافقة حكومة تصريف الأعمال. ودعا النشطاء المدنيين ومحافظي البيئة إلى العمل السريع والجدي لوقف هذه الانتهاكات.
ومن جانبه، أوضح حاجي عمر، أحد المحافظين على البيئة: “يعتبر هذا تدميراً صارخاً للبيئة والطبيعة. حفر وقلع الجبال والتلال يؤدي إلى تدمير الأشجار والخضرة، ويشوه المناظر الطبيعية، ويقضي على مواطن العديد من الكائنات الحيّة. هذا الجرح المفتوح في جسد المنطقة لا يلتئم أبداً”.
وأشار حاجي عمر إلى ضرورة تنفيذ هذه الأعمال وفق التعليمات والأذونات من الجهات الحكومية المختصة، مع مراقبة مستمرة من قبل اللجان المختصة. وأضاف: “ما يحدث الآن من عمليات تنقيب وحفر عشوائية هو انتهاك وتدمير لتلك المناطق من أجل مكاسب مالية فقط، وندعو إلى الوقف الفوري لهذه الأعمال التخريبية”.
رغم أن جبال وتلال حكومة إقليم كردستان تتعرض للانتهاك على مر السنين لإقامة المشاريع السكنية والتجارية، إلا أن عمليات تدمير الجبال والتلال في منطقة بشدر لاستخراج الكتل الحجرية وبيعها أصبحت ظاهرة متزايدة خلال الشهرين الماضيين، حيث يتم انتهاك جبل أو تلة أو هضبة يومياً.