سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تداعيات جائحة كورونا تفرض نفسها على أجواء رمضان في منبج

تقرير/ آزاد كردي –

روناهي/ منبج ـ فرضت جائحة كورونا نفسها مع بدء شهر رمضان الكريم، ظاهرة التباعد الاجتماعي، بعد قرار الحظر الذي فرضته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. ومن المعلوم أن الشهر الفضيل يسوده التواصل والتقارب، وتعتبر لمة العائلات فيه من أجمل تفاصيله، بما تشهده من التزاور الأسري، لكن مع جائحة كورونا سوف لن يتمكن الأقارب من التجمع حول موائد الإفطار، كما جرت العادة، والذي سيكون هذا العام استثنائياً.
وشهدت أسواق مدينة منبج قبل دخول شهر رمضان حركة غير اعتيادية من السكان على الرغم من سريان حظر التجول الأمر الذي يفسر رغبة عارمة منهم في تلبية احتياجاتهم المعيشية لساعات محدودة من الفترة الصباحية.
أسوأ سنة على الإطلاق
وتوافد السكان في شارع السندس ودوار الخضرة والسوق المسقوف لشراء المواد الغذائية والخضار بكثافة كبيرة بينما بقيت محلات اللحوم بنسبة أقل. في أسواق وشوارع مدينة منبج المترامية، حيث لا مجال للسكون ولا تهدأ فيها الحركة في العادة تقريباً، وكان لوقع مخاطر انتشار فيروس كورونا تداعيات كارثية، قال صاحب تجارة لبيع الغذائية في السوق المسقوف؛ اسمه محمود المحمد:” شهدت الفترة السابقة انخفاضاً في حدة الشراء ولا سيما بعد قرار حظر التجول إذ لا يريدون زيارة المحال والشراء أيضاً، يخافون من مخاطر انتشار المرض، هذه أسوأ سنة على الإطلاق، مقارنة بالسنة الماضية لم نَبِع حتى الربع».
رمضان مختلف هذا العام
واعتادت خديجة الخلف، وهي من أهالي الرقة زيارة أختها في مدينة منبج وكانت عند أختها قبل أن يمنعها حظر التجول من العودة هناك وقضاء شهر رمضان عند أختها، وعن ذلك قالت:” كل عام احتفي باستقبال الأقارب والجيران في بيتي لتناول الشاي أو العصائر خلال الشهر الكريم مع صناعة المعروك والحلويات، لكن بكل تأكيد أن رمضان هذا العام مختلفاً، إن الجو السائد هذا العام ليس جواً رمضانياً على الإطلاق”، موضحة أنها اعتادت المجيء إلى أسواق مدينة الرقة لشراء احتياجاتها. لكن الأمر مختلف في مدينة منبج، حيث يتسارع الناس على المحلات بعجلة أشبه بمهرجان جماهيري، فالناس منتشرون في كل مكان.
واعتاد الباعة في شهر رمضان أن يتزاحموا على وضع مناضد خشبية لبيع حوائج شهر رمضان من التمر وشراب التمر الهندي والعرقسوس والمشمشية والفواكه المجففة التي يفطر عليها الصائمون، إضافة إلى بيع الحمص المطحون والفتة، فضلاَ عن بيع الألبان بكميات كبيرة بقصد صناعة اللبن الرائب ( الشنينة) في لغة أهل منبج. أما قبيل ساعات قليلة من تناول الإفطار يتسابق السكان على شراء المعروك بنوعيه العادي والمحشو.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد مددت فترة حظر التجول المفروض بسبب جائحة كورونا عشر أيام إلى غاية 1/5/2020م بعد أن مددت ذلك في فترتين سابقيتين أخريين.