سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تحصين الأطفال باللقاحات

محمد صالح حسين –

إن علم المناعة هو من أكثر العلوم الطبية دينامكية وتطوراً، ويتواكب هذا الأمر مع تبدلات سريعة في تلقيح الأطفال ضد الأمراض السارية .
أما النواحي الثلاثة من علم المناعيات والتي تعد وثيقة الصلة بموضوع (التمنيع الوقائي ) فهي:
1ـ دراسة العوامل الممنعة (اللقاحات هنا) من حيث نمطها ومصدرها وفعاليتها، ومتابعة جهود التطوير خاصة في خطى الفعالية وسهولة الإعطاء .
2ـ دراسة الأهلية المناعية للثوي لتحديد الأزمنة المثلى للتلقيح ومضادات الاستطباب الحقيقة .
3ـ معرفة التفاعلات غير المرغوب بها للتلقيح، وأخذ الحيطة لها والسعي إلى الإقلال منها .
ويشعر كل طبيب بمسؤولية شخصية تدفعه لاستيعاب ومتابعة ما سبق، لأن التحصين هدف وطني وعالمي لتحقيق عالم يصل بأطفال أصحاء في عام ألفين وعشرين وهو هدف، أدى شعور العالم بالبعد عنه إلى إعادة النظر في خطط التحصين ومعلومات وطرق ممارسة العاملين الصحيين في هذا المجال في العالم .
وترى منظمة اليونيسيف أن عدم اغتنام الفرصة المتاحة لإنقاذ ملايين الأطفال بالتحصين هو أمر لا يمكن قبوله؛ وهناك تخوف عام من الطمأنينة الكاذبة التي ولدها انخفاض عدد الضحايا والتي أدت إلى بعض التراخي في التحصين، ولذلك عاد التركيز على أنه لايزال هناك ملايين الضحايا، وبما أن هؤلاء الأطفال ليسوا ضحايا فيضانات مفاجئة أو مجاعات. فهناك خشية من أن وفاتهم ستمر بشكل عادي ودون أن تثير أية غضب عارم أو مطالبة باتخاذ إجراءات محددة لوقف هذه المذبحة البشرية كما يصفونها.
ونلاحظ التعبيرات القاسية المستعملة في توصية اليونيسيف ، ولكنهم في محاولتهم لإثارة أكبر قدر من الاهتمام يتوقعون أن ثلثي وفيات الأطفال في العقد الحالي ستكون ناجمة عن تلك الأمراض التي يتوافر التحصين ضدها. وهذه الأمراض إن لم تكن قاتلة أو مقعدة، فإنها ستكون مسؤولة عن أكثر من نصف حالات سوء التغذية. يتبين مما سبق أن الموضوع برغم أنه شائك إلا أنه ليس مستحيل التناول، وعندما تعترف الدول المتقدمة صحياً ببعض القصور في معلومات فريق التحصين، وبالتالي في برنامج التحصين، هنا أحرى بالدول النامية أن تناقشه إذ ينعكس مستوى الفريق الطبي المسؤول عن تمنيع الأطفال بشدة في تلك الدول على أهل الأطفال ومطاوعتهم.