سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تحافظ على ممارسة حرفتها منذ أكثر من ستة عقود.. وتشجع بناتها على ذلك

روناهي/ الشدادي- تتفنّن بمزج الألوان لتخرج لوحة فنيه تعكس ذوقها الرفيع، محافظةً بذلك على إرثٍ فني غني وتعكس من خلاله صورة رائعة لتراث المنطقة.
تعد حياكة السجاد من أهم الحرف اليدوية في مناطق جنوب الحسكة، وتعتبر هذه الحرفة صلة الوصل بين ماضي المنطقة البسيط وحاضرها، وعلى الرغم من التطور الذي حصل في المنطقة واعتماد الأهالي على الصناعات الجاهزة، لا زالت بعض الأمهات في الشدادي يزاولن هذه الحرفة.
شغفها الوحيد..
تعتبر حياكة السجاد من أهم الحرف التي أتقنتها النساء في المناطق الريفية على مر العقود المنصرمة على الرغم من صعوبتها وحاجتها للدقة والصبر للخروج بنتيجة مبهرة.
ففي قرية تبعد بضعة كيلو مترات عن مدينة الشدادي تجلسُ يومياً سودة القاسم /74/ عاماً، أمام عتبة منزلها مفترشةً كل الأدوات اللازمة للحياكة لتبدأ بإنشاء لوحه فنية رسمت تصميها الخاص في مخيلتها وعملت على اختيار الألوان وتنسيقها قبل أن تبدأ العمل دون حاجتها لجهاز حاسب متطور وبرامج تصميم خاصة، فهي تطلق العنان لخيالها فقط في كل مرة تريد فيها صنع سجادة.
وتصف سودة هذه الحرفة بأنها أصل العادات والتقاليد في المنطقة، وتعتبرها الشغف الوحيد لها على الرغم من تقدمها في العمر، فهي تجلس يومياً منذ ساعات الصباح الأولى لحياكة سجادة تُزين بيها أحد المنازل.
وأردفت بهذا الصدد: “حياكة السجاد في وقتنا الحاضر بات أمراً نادراً ويعتمد فقط على النساء المتقدمات بالسن لسد أوقات فراغهن بعد الانتشار الكبير للصناعات الحديثة التي باتت تغزو المنازل”، لافتةً بأنه وعلى الرغم من كل التطور الذي انتشر في المنطقة لا يكاد يخلو منزل من سجادة حيكت بأيادٍ محلية.
هدية للأصدقاء والمحبين
مضيفةً بأنها تعلمت حياكة السجاد من جدتها منذ أكثر من ستة عقود مرت ولا زالت تمارس هذه المهنة حتى هذا التاريخ، مشيرةً بأنها تصنع السجاد بدافع التسلية وتمضي بها أوقات الفراغ، منوهةً بأنها تقوم بشراء المواد الأولية على حسابها الشخصي أو تقوم بغزل صوف الأغنام بطريقة يدوية ليتم استعماله لاحقاً بعملية الحياكة. وبعد الانتهاء من صنع السجادة تقدمها كهدية بسيطة للأصدقاء والمحبين بشكل مجاني، فضلاً عن تخصيص القسم الأكبر من صناعتها للمساجد كصدقة جارية لها، على حد تعبيرها.
وأشارت سودة القاسم في ختام حديثها لنا بأنها “عملت على تعليم بناتها لهذه الحرفة حفاظاً عليها من الضياع وللمحافظة على ديمومتها واستمراريتها على الرغم مما تحتويه الحرفة من جهد وتعب واعتماد الأجيال الناشئة على الصناعات الجاهزة، متمنيةً بذلك أن يتواصل العمل بهذه الحرفة إلى أبعد وقت ممكن”.