سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تجهيز محال لبائعي الخضار في سوق حطين بقامشلو بين القبول والرفض

قامشلو/ علي خضير ـ

في ظلِّ تجهيز محال للباعة في سوق حطين من قِبل بلدية الشعب في قامشلو، من أجل جعل هذا السوق ذي مظهر حضاري، إلَّا أنَّ الباعة اشتكوا من ضيق مساحة المحل الذي تم منحهم إياه، كما اشتكوا من غلاء الراتب الشهري الذي حددته البلدية لتقتضيه منهم.
تسعى الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا لجعل المدن والأسواق والأماكن العامة ذات مظهر حضاري وأكثر جمالاً، ما يعرّضها لتكاليف كبيرة جداً، حيث قامت بلدية الشعب في قامشلو مؤخراً بتجهيز محال ذات مظهر حضاري فضلاً عن بسطات خشبيّة الصنع، كما حددت مبلغ 20 دولار يدفعه صاحب المحل للبلدية بشكلٍ شهري.
الغاية من المشروع وما تمَّ إنجازه والتكاليف
وبهذا الصدد؛ أرادت صحيفتنا “روناهي” أن تُسلط الضوء على ما تم إنجازه من قبل بلدية الشعب في قامشلو لهذا المشروع، وعلى آراء بعض الباعة في سوق حطين، فالتقينا الرئيس المشترك للدائرة الفنية ببلدية قامشلو “عدنان أحمد”، وقال: “كانت الغاية من هذا المشروع هي إزالة البسطات والعربيات المتواجدة في الشارع، وتنظيمها وإعطائها شكلاً حضارياً موحداً، في سبيل الرّقي بالمدينة والأسواق نحو مظهر جميل ومُنظَّم”.
وكشف أحمد أنَّه قبل البدء بتجهيز الأعمال المعدنية تم تجهيز البنية التحتية للمحلات من قشط وفرش الحجر المكّسر ومد قميص أسفلتي في المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية تم البدء بالأعمال المعدنية، وحالياً تم الانتهاء من تجهيز المحلات وتوزيعها على المتواجدين القديمين من الباعة في السوق من أصحاب البسطات والعربيات، بالتنسيق مع اللجان المُشكلة منهم.
فيما بيَّن أحمد أنه تمَّ تحديد مبلغ شهري بقيمة 20 دولار أميركي كتحصيل لصالح البلدية، وبموجب عقود تم تنظيمها بالمكتب القانوني، وهذا المبلغ تم تحديده بعد المشاورة مع لجنة السوق.
وقال إنَّ التكلفة التقديرية للمشروع بلغت ما يقارب الثلاثين ألف دولاراً أميركياً حسب الكشف التقديري.
انتقادات الباعة
أما بالنسبة لآراء الباعة العاملين في سوق حطين، أفاد مواطن يُدعى “عمران شمدين“، إنَّ: “تركيب الإنشاءات جعل مساحتنا ضيقة للغاية، حيث كانت مساحة كل محل ما يقارب الستة أمتار، أما الآن أصبحت متر ونصف، بالإضافة إلى ذلك، طُلب منا دفع 30 دولاراً مقابل تركيب الأثاث، لكننا رفضنا ذلك، لأننا لا نستطيع دفع هذا المبلغ كل شهر، ليتم تخفيض المبلغ إلى 20 دولاراً”.
وفي نهاية؛ حديثه بيّن المواطن عمران شمدين: “أمنيتي أن تعود بسطاتنا كما كانت، وأن تُحَل هذه المشكلة”.
ومن جهته أدلى بائع يدعى “زنار رمضان” من مدينة قامشلو برأيه وقال أنَّ البلدية تطالب البائع شهرياً بمبلغ 20 دولاراً، ما يُعرّضهم لخسارة كبيرة.
وأردف على ذلك: “أعمل بهذه المهنة منذ ثلاثين عاماً، نحن لسنا ضد هذا المشروع، بل نتمنى الرُّقي بمدينتنا نحو الأفضل والأجمل، لكن العائق الذي نواجهه هو أن مكاننا أصبح صغير جدًا”.
ونوّه: “هذه المبادرة جيدة، لكن بعض الباعة لا يستطيعون دفع عشرين دولاراً بشكلٍ شهري، كما نتمنى من البلدية توسيع المحال بشكلٍ أكبر، أو منح البائع مساحة أكبر”.
بعد إنجاز مشروع تجهيز محال للباعة في سوق حطين وإعطائها مظهر حضاري ومتميّز، إلا أنَّه هناك انتقادات من قبل أصحاب البسطات بأنَّ المحال لا تكفيهم كمساحة، حيث أثنوا على جهود بلدية الشعب في قامشلو على هذه المبادرة الجيدة، ولكن أرادوا أيضاً أن يكون الراتب الشهري الذي خصصته البلدية والمحدد بـ (20) دولاراً أمريكياً أن يكون أقل من ذلك، بحجة أنهم لا يستطيعون دفع هذا المبلغ.