سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تجارة الدراجات النارية.. مصدر رزق لكثير من أهالي الحسكة

الشدادي / حسام دخيل –

اتّجه عشرات الشباب في مدينة الحسكة وأريافها ممن لم تُسعِفهم الظروف وخصوصاً بعد اندلاع الحرب في سوريا قبل عشرة أعوام إلى العمل في تجارة الدراجات النارية الجديدة والمستعملة وخصوصاً بعد زيادة الطلب عليها في الأعوام المنصرمة بسبب رخص أسعارها وقلّة تكاليفها وغياب وسائل النقل العامة.
تنظم مناطق ريف الحسكة الجنوبي أكثر من سوق لبيع وشراء الدراجات النارية أهمها في سوق الحدادية الشعبي وسوق قرية الحريري “أربعة كم” شرق مدينة الشدادي.
ووفرت هذه التجارة فرص عمل لكثير من الأشخاص ومنهم خريجين جامعيين لم تحالفهم الظروف في إيجاد فرصة عمل أو استخدموها كمصدر دخل ثانٍ.
ويقول خالد الأحمد وهو تاجر دراجات نارية: “أعمل ببيع وشراء الدراجات النارية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، عندما نفذت كل فرصي في الحصول على العمل، حيث أتنقل بين أسواق ريف الحسكة الجنوبي لبيع وشراء الدراجات النارية”.
وأضاف الأحمد: “يُعد سوق الحدادية ٢٠ كم شمال الشدادي وسوق الحريري هما الأكثر شهرة في الريف الجنوبي حيث يتوافد إليهما غالبية الأهالي الراغبين ببيع وشراء الدراجات النارية من كافة المناطق والقرى في الريف الجنوبي، فضلاً عن توفر كل ما يلزم الزبون في هذين السوقين”.
وعن أسعار الدراجات النارية قال الأحمد: “تتراوح أسعار الدراجات أو “الميتورات” كما يطلق عليها باللهجة المحلية بدءاً من ٢٠٠ ألف ليرة سورية أي حوالي ٧٠ دولار أمريكي وصولاً إلى الـ ١٠٠٠ دولار وذلك كلاً حسب نظافتها ومدة استخدامها واستعمالها”.
بينما قال محمد العبد وهو تاجر دراجات نارية: “بدأت العمل في تجارة الدراجات منذ قرابة العامين وذلك بعد سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي للمنطقة ووجدت في تجارة الدراجات النارية المصدر الأسهل لجني دخل ثاني إضافةً إلى مُرتبي الشهري وخصوصاً أن أوقات العمل في بيع وشراء الدراجات النارية لا تتقاطع مع وقت عملي حيث تفتح أسواق الدراجات أبوابها في وقت العصر أي ما بعد الساعة الخامسة في فصل الصيف”.
وأضاف العبد: “تؤمّن لي تجارة الدراجات النارية دخل لا بأس به يؤمّن لي ولعائلتي حياة كريمة ويكون مدخول إضافي يضاف إلى مرتبي الشهري الذي أتقاضاه”.
أما الشاب حسين العلي وهو خريج جامعي ويعمل في تجارة الدراجات النارية قال لصحيفتنا “روناهي”: “لم أحظَ بأي فرصة للعمل بتخصصي الجامعي على الرغم من محاولاتي العديدة سواء في مؤسسات الإدارة الذاتية أو في المنظمات المحلية والدولية، فبدأت بالعمل بشراء وبيع الدراجات النارية لأستطيع تأمين دخل يتناسب مع الظروف الحالية”.
وأشار العلي إلى أنه يتنقل يومياً بين الأسواق المتواجدة في ريف الحسكة الجنوبي “سوق الحدادية وسوق مركدة وسوق الحريري وسوق الدشيشة” لشراء دراجة أو بيعها.
وعن آليه العمل قال العلي: “نقوم بشراء الدراجات المستعملة وعمل بعض التعديلات والزينة عليها ونقوم ببيعها في اليوم التالي”.
ولفت إلى أنه يؤمّن دخل شهري جراء عمله بالتجارة يتراوح بين الـ ٣٠٠ و٥٠٠ ألف ليرة سورية شهرياً أي ما يعادل من ١٠٠ إلى ١٧٠ دولار أمريكي.
وتشهد أسواق ريف الحسكة الجنوبي حالة نشطة في بيع وشراء الدراجات النارية لكونها تعتبر وسيلة النقل الرئيسية في غالبية المناطق وذلك بسبب ارتفاع أسعار السيارات وغياب وسائل النقل العمومية في معظم المدن والأرياف.