سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تالا الزغير.. فتاة شابة بحرفية فنانة في عالم الرسم للصغار

الحسكة/ آية محمد ـ

صنعت عالمها الخاص بريشتها وأقلامها، ولونته بألوانها الخلابة، فقد شقت فتاة بريشتها طريقها على اللوحات البيضاء، راسمةً أبهى الصور، فظهرت موهبتها للعلن عبر رسومات في عالم الطفولة والبراءة.
شابة في مقتبل العمر نسجت بأناملها الصغيرة حلمها، وسعت جاهده في سبيل تحقيقه، وهي في عمر 15 عاماً، لترسم من الحلم حقيقة، ولتخط ألوانها لوحات تحمل التميز والإبداع.
أنها الشابة “تالا يحيى الزغير” من مدينة دير الزور من منطقة الحويقة، تقيم مع عائلتها في حي الكلاسة بمدينة الحسكة منذ عام 2012م، رسمت لوحات تملؤها الألوان والحياة.
قلم فنان بارع وريشة الطفولة
ظللت الوجوه في بورتريه مميز بقلم رصاص تمايل بين أناملها، رسمت التفاصيل، وأتقنت الأحجام والقياسات بالرغم من أنها لم تتعلم الرسم الأكاديمي لأساسيات الرسم والقياس، وظللتها بكل انسياب بين اللونين الأسود والأبيض، وما ميز البورتريه لديها هو اختيارها وجوها عدة في لوحة واحده.
وأكثر اللوحات، التي تناسب سنها، كانت لوحات لنساء، ملونة بألوان الطبيعة فخصلات الشعر رسمتها كأغصان وزهور، ورسمت وجوهاً تحمل مواصفات أفلام الأنمي والكرتون، مضيفة لمستها الخاصة إليها، وبريق ألوان تنبض بالحياة، لتعبر عن المرحلة العمرية، التي تعيشها.
فدمجت بين قلم الفنان البارع، وريشة الطفولة وألوانها في تناسب يسر الناظر للوحات، ويبين مدى قدرتها واحترافها للفن، فقد عملت تالا على تنمية موهبتها وتطويرها بمتابعة أشهر الرسامين عبر “اليوتيوب” لرسم البورتريه، وهي من عشقت هذا القسم من الرسم، فقد كانت سريعة التعلم، وتسعى لتطبيقه باحترافية، لتلقب بين أبناء جيلها بالمبدعة الصغيرة، فهي لم تدرس الرسم لكنها سعت لتحقيق حلمها في تنمية موهبتها من خلال التعلم الفردي.
مواهب متعددة بدعم أسري
المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأسرة في تنمية مواهب أطفالها وصقلها، وقد قدمت أسرة تالا لها الدعم وسعت لتطوير هذه الموهبة، التي اكتشفتها في سن الرابعة من عمرها، حيث لاحظت والدتها موهبتها، بعد رؤيتها تقوم برسم الشخصيات الكرتونية، التي تراها، وكانت أول الداعمين لها في تنمية موهبتها؛ إذ تقول والدتها “منار الحُمادة” عن الدعم الذي تقدمه لتالا: “لابدّ من الأسرة أن تنمي وتطور موهبة طفلها وتخرجها للنور حتى تكبر الموهبة مع الطفل”.
لم تهمل تالا دراستها بالرغم من ولعها بالرسومات، فقد كانت من المتفوقات في الحساب الذهني، وحصلت على المرتبة الثانية فيه على مستوى الشرق الأوسط، كما أنها متفوقة بإلقاء الشعر، وكان لها مشاركات كثيرة في تحدي القراءة، وسعت إلى تطوير اللغة الإنكليزية لديها من خلال المحادثة إلى جانب تحصيلها الدراسي، وقد وفقت بين هذه المجالات من خلال دعم الأسرة، وسعيها للأفضل دائماَ.
صقل الموهبة وبناء الشخصية
ويبقى لتالا متسع من الوقت لممارسة هوايتها بالرسم فهو الأحب إلى قلبها، حيث أنها ترسم في وقت فراغها، وهي متفوقة في دراستها.
وقد بدأت مؤخراً باستغلال وسائل التواصل الافتراضي لبناء شخصيتها ودعم غيرها، كما بينت والدتها: “بدأت في تسجيل فيديوهات لبرامج رسمها، وتحب أن تقدم محتوى هادفاً، تمكنت تالا من أن تعمل على تطوير نفسها بنفسها بشكل ملحوظ، فقد شاركت في العديد من المسابقات وحصلت على عدد من الجوائز”.
طفلة جميلة في عمر الزهور، حديثها يحمل الكثير من الثقافة والوعي والرقي، ولا يعبر أبداً عن صغر عمرها، فتعد نموذجاً إيجابياً للإنسان السوري الذكي الطموح القابل للتطوير مع ثقته الكبيرة في إمكاناته وقدراته.