سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تأثير تدني الليرة السوريّة أمام العملات الأجنبية على الحركة الشرائية

تقرير/ جان فرزند –

روناهي/ قامشلو ـ منذ بدايةً الأزمة السوريّة؛ يتعرض سعر الليرة السورية لاضطراب وانخفاضٍ كبير؛ وذلك نتيجة للوضع السياسي القائم الذي أدى إلى حرب دائرة داخل البلاد؛ نتج عنها توقف جميع الأنشطة الداعمة لاقتصاد سوريا لأسعار صرف الليرة السورية بمواجهة الدولار، والعملات الأجنبية.
وبهذا السياق؛ أجريت صحيفتنا عدة لقاءات مع المعنيين بهذا الشأن وأعدت التقرير التالي:
والتقينا برئيس اتحاد الصرافين في إقليم الجزيرة وليد علي الذي أكد على أنّ سبب ارتفاع الدولار يعود بشكل مباشر إلى البنك المركزي السوري الذي يتحكم بسوق العمل، حيث شهد الدولار الامريكي خلال هذه الشهر ارتفاعاً ملحوظاً وصعد سعر صرف الدولار الواحد الـ 603 ليرة سورية، وهذا أثر سلباً على المواد الغذائية والتموينية كافة؛ لأن التجار يقومون بشراء البضائع بالدولار.
وأشار وليد علي إلى نقطة وهي أن ارتفاع الصرف في هذه الفترة جاء مفاجئاً من قبل البنك المركزي السوري؛ ما أدى إلى خسارة الصرافين وفقدان ثقتهم بالنبك المركزي، وأضاف: “الأكثر تضرراً هم المواطنين والعاملين؛ كونهم يتقاضون رواتبهم بالليرة السورية”.
ولمعرفة مدى تأثير الدولار على الخضار والفواكه؛ كان لنا لقاء مع تاجر في سوق الهال بمدينة قامشلو وهو أحمد عارف الذي أفادنا قائلاً: “نحن أيضاً غير راضين عن ارتفاع الأسعار. ولكن؛ الدولار يتحكم بالأسعار؛ لأنه يتم التداول بالعملات الأجنبية بين التجار. شكل ارتفاع الدولار في الفترة الأخيرة انعكاساً على جميع التجار، حيث يتم شراء البضاعة بالعملة الأجنبية، والبيع بالليرة السورية، وهذا يؤثر سلباً على المواطنين وبخاصةً ذوي الدخل المحدود”.
وأشار عارف بأن الإقبال يكون على المنتجات المصرية أكثر، وأضاف: “أما فيما يتعلق بكيفية وصول البضاعة إلى مقاطعة قامشلو، فذلك يتم عن طريق منبج والباب كونهما من المناطق القريبة من حدود باكور كردستان، ومن هنا يبدأ ارتفاع الأسعار، حيث يتم دفع الضرائب، وهذا يؤثر بشكل مباشر على ارتفاع الأسعار.
وتابع: “قدمنا عدة شكاوي إلى الجهات المعنية وغرفة التجارة لسهولة نقل البضاعة من المناطق التابعة للإدارة الذاتية، وانخفاض الضرائب على التجار ولكن لم نتلقَ أي رد منهم”.
وناشد أحمد عارف في ختام حديثه الجهات المعنية؛ قائلاً: “يجب على الجهات المعنية النظر بعين الاعتبار سهولة التعامل مع التجار لتأمين احتياجات المواطنين كافة، ورفع الثقل على المواطنين كونهم الضحية”.
الأكثر تضرّراً
ولارتفاع الدولار تأثير كبير على المنتجات كافة؛ وصرح تاجر الألبسة في مدينة قامشلو فؤاد خضر بهذا الصدد: “إن ارتفاع الدولار في الفترة الأخيرة أثر على الأصعدة كافة بما فيها الصعيد التجاري والمتضرر الوحيد هو المواطن”.
وأشار خضر: “يتم شراء البضاعة بالعملة الأجنبية من دول الجِوار، والبيع بالليرة السورية وهنا نلاحظ ارتفاع الأسعار بالنسبة للألبسة واحتياجات المواطنين كافة، والبضاعة المتداولة في الأسواق هي بضاعة وطنية وتركية، وهناك إقبالٌ ملحوظ على البضائع التركية في الأسواق؛ نتيجة سهولة نقل البضائع ورخص تكاليف الشحن، علماً أن تكاليف الشحن وسعر البضاعة من دول الجوار أقل تكلفة من تكاليف الشحن والسعر من الصناعة الوطنية”.
ونوه خضر بأنه يستورد البضائع من باشور وباكور كردستان، إيران، ومصر، ويقوم بتوزيع البضاعة إلى عدة مناطق في شمال وشرق سوريا ومنها الحسكة، سري كانيه، الدرباسية، عامودا، وعين عيسى، وأحياناً إلى كوباني.
وقال التاجر فؤاد خضر: “في حال تمّ مقاطعة البضائع التركية يجب أن يكون هناك بديل والاعتماد على الصناعات المحلية وهذه الخطوة تتطلب خطوات هامة وجدية”، وأكد على أنّ غرفة التجارة تتمتع بالإمكانيات المطلوبة كافة لفتح ورشات ومعامل تتعلق بالألبسة، وأعقب: “وأنا كتاجر أطلب من غرفة التجارة تزويد التجار بالقروض المالية لفتح ورشات ومعامل، والاعتماد على الصناعة المحلية، وتوفير فرص العمل لأبناء المجتمع، ومن هنا نحن نستطيع تصدير البضاعة إلى دول الجوار، وليس العكس كما هو واقع الحال الآن”.
ارتفاع الدولار يؤثر بشكل سلبي على الحركة الشرائية ويُضعِف القوة الشرائية كما أنه يؤدي إلى تدني مستوى المعيشة.