سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بين غضب الأرض وظلم من فوقها.. ما العمل؟

ليلى خالد (كاتبة وقاصة)_

يُعرف الزلزال بأنه ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة الاهتزازات الارتجاجية المتتالية في وقت لا يتعدى الثواني، ويحدث دون سابق إنذار بسبب تحرك مفاجئ لطبقة الصخور تحت سطح الأرض أو بسبب نشاط بركاني أو صهاري، وغالباً ما يسبب الزلزال أضراراً جسيمة بالإضافة لأخطار وكوارث طبيعية أخرى مثل الحرائق والفيضانات وانزلاقات أرضية، هناك العديد من الزلازل الضخمة التي كانت مدمّرة ومفجعة لكن أشدها كانت في شانشي عام ١٥٥٦ حيث قُتل نحو ثماني مئة ألف إنسان وشرّد الملايين منهم.
الأنظمة تستغل وتُسيّس الكوارث
 الشيخ مقصود والأشرفية حيين من أحياء محافظة حلب يقطنهما سكان من عدة شعوب وأديان، ويمتازان بالصبغة الكردية نظراً للنسبة العالية من الكرد القاطنين فيهما، رغم أنها يشكلان موزاييكاً من الشعب السوري بتآلفهم وتعاضدهم وتكاتفهم طيلة سنوات الأزمة العشرة، بَيْدَ أنهما تعرّضا لهجمات عنيفة من المرتزقة المرتبطين بأجندات الدولة التركية، إلا أنهما وبوحدة سكانهما مع الإدارة المجتمعية الرشيدة والحكيمة تمكنا من التغلب عليهم وطردهم بعيداً عن الحي، والتمتع بحياة جميلة رغم بساطتها في ظل العدالة والمساواة التي سادت الحيين، لتغدو القوات الدفاعية الذاتية المُشكَلة من قِبل الإدارة المسؤولة في الحيين والمؤلفة من أبناء كافة المكونات لتغدو صاحبة أقوى تجربة ناجحة في إدارة الأزمات والتعايش المشترك.
حي الشيخ مقصود استقطب ولا زال يستقطب المهجّرين والنازحين من كافة المناطق التي تعرضت للهجمات، ونخص بالذكر مهجري عفرين الذين لجأوا إليه في 2018 إبّان هجمات المحتل التركي واحتلاله لقرى ومدن عفرين وتهجير سكانها الأصليين إلى خارج مدينتهم،  ليتمحور قسماً منهم حول عفرين في مناطق الشهباء، وقسم منهم لجأ إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ليسكنوا في بيوت تعرضت في السنوات الماضية في 2013 وحتى 2016 لقصف عنيف مما خلَّف معه تصدّعات كبيرة في أغلب المنازل في الحيين، لكن للضرورة أحكام، بعد تهجيرهم من مدينتهم عفرين  وجدوا مسكناً لهم في هذه البيوت المتصدعة، لتأويهم من ظلم الليالي الباردة والشمس الحارقة وأخطار اللصوص، ولحين تحقيق حلمهم المبجل في العودة الرغيدة لعفرين وقراها.
غضبت الطبيعة وتحركت الصفائح التكتونية للأرض وتزلزلت على رؤوس الناس دون هوادة، والحصار المفروض منذ سنوات وحتى الآن لم يتحرك ولم يُحرِّك ضمائر الأنظمة والمسؤولين!!! فالحصار لازال مفروضاً وبشكلٍ أكبر وتدقيق أكثر على الحواجز المتموضعة على مداخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية والشهباء، منعت هذه الحواجز من دخول المساعدات القادمة من مناطق شمال وشرق سوريا لإغاثة المنكوبين من العوائل الذين تشردوا وخرجوا من بيوتهم، نتيجة إصابتها بتصدعات أكبر بعد الزلزال، الآلاف باتوا في العراء أطفال ونساء وكبار السن ومرضى وعجزة، كلهم باتوا في العراء دون مأوى، وحياتهم في خطر نتيجة البرد القارس، ورغم ذلك لازالت شوفينية الدولة مستمرة دون رحمة ورأفة على السكان المنكوبين، هذا يأتي نتيجة تسييس الكوارث الطبيعية لمآربهم الشوفينية والدولتية، وعدم التقرّب منها بضميرٍ إنساني وأخلاقي وعلى أنها كارثة إنسانية حلّت على الجميع دون تمييز بين عربي أو كردي أو تركماني أو……إلخ.
الإدارة العامة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية لم تقف مكتوفة الأيدي بانتظار المساعدات الخارجية أو فك الحصار المفروض عليها منذ بداية الأزمة وحتى الآن، فهي تعتمد بشكلٍ أساسي على نفسها وتكاتف الأهالي بمختلف انتماءاتهم عبر الكومينات والمجالس، حيث سارعت إلى تشكيل خلية الأزمة وقامت بتوزيع المهام فيما بينهم لتقديم الإرشادات والتوجيهات للأهالي حول كيفية إخلاء المباني المتصدعة والابتعاد عنها، والخروج إلى الساحات الواسعة والمكشوفة، ومنهم من سارعوا لنصب الخيم لإيواء المنكوبين، وتوجيه قسم منهم إلى الصالات والمدارس، وبعض الفرق واللجان أشرفت على تأمين الطعام والشراب وحاجيات الأطفال والعجزة حتى غدا حي الشيخ مقصود وحي الأشرفية كخلية نحل، الكل فيها يعمل دون تقاعس، وهذه ليست المرة الأولى في إدارة الشعب نفسه بنفسه، فحي الشيخ مقصود صاحب تجربة فريدة في الدفاع عن ذاته دون الاعتماد على الخارج.
هذين الحيين لم يُعيلهما أحد، لا جهات حكومية ولا منظمات دوليّة، وهذه من إحدى ممارسات وسياسات الأنظمة الشوفينية في استغلال الكوارث الطبيعية لضرب الشعوب وإضعافهم وإخضاعهم لسلطتهم، ناحية جنديرس التابعة لناحية عفرين المحتلة أيضاً شهدت كارثة الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة والتي لم تكن أقل من الكارثة في  تركيا وسوريا، ومع ذلك تركيا منعت المساعدات عنها  بحجج واهية منها: أنها لا تمتلك طائرات ومعدّات خاصة لمساعدة المنكوبين، بينما تملك الطائرات لقصف مناطق الشهباء، وأيضاً شمال وشرق سوريا، وتجاهلت تحليقها بعشرات الطائرات إبّان احتلال عفرين بل زادت من ممارساتها اللاأخلاقية ولم تسمح بفتح المعابر أمام قوافل المساعدات الضخمة والقادمة من شمال وشرق سوريا باتجاه المدن السوريّة المنكوبة وحتى في نفس يوم وقوع الزلزال قصفت تركيا منطقة تل رفعت التي يقطنها أهالي عفرين المهجرين.
الزلزال زادَ من جِراح عفرين وجندريسه
 بات المشهد واضحاً أمامنا وهو أن تركيا تمنع المساعدات عن جندريسه لأنها منطقة كردية، فالكردايتية تتصدّر الموقف في هذه اللوحة المؤلمة.
فأي تغطية إعلامية مكثفة عليها يعني فضح الاحتلال التركي في عفرين وفضح كل سياسات الدولة التركية ومرتزقتها، بالمقابل ستعكس الضوء على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية الناجحة في عفرين قبل الاحتلال، وبالتالي سيُسلط الضوء على القضية الكردية عامةً.
من ناحية أخرى نرى أن كارثة الزلزال كشفت عن فساد المقاولين في البناء والهندسة في الأبنية الاستيطانية التي بنتها جمعيات كويتية وقطرية وبعض الجمعيات الفلسطينية، بهدف إجراء التغيير الديمغرافي في المنطقة ،هذه الأبنية لم تستطع مقاومة أول نشاط زلزالي ضرب المنطقة، مع العلم أنه من المفروض أثناء بناء أي مبنى يجب أن يكون بمقاييس ومعايير تقاوم الزلازل بحسب المختصين حتى درجة (٧) درجات بمقياس ريختر وإلا ستكون غير آهلة للسكن، مرة أخرى أذكر بأن تركيا تمتلك آلاف الطائرات والمعدات والدفاعات المدنية وسيارات الإسعاف لكنها لم تعمل في خدمة وإسعاف المنكوبين، بل عملت على نقل جثامين السوريين بعد أن قضوا نحبهم تحت الركام في تركيا، و فتحت المعابر أمامهم ليدخلوا منها بعد انقضاء حلمهم في العودة إلى الوطن وهم جثث هامدة، رحلوا ورحلت معاناتهم وآلامهم وآمالهم معهم.
يستمر أعلى هرم السلطة في تركيا على تسييس كارثة الزلزال لأجنداته الانتخابية، يحاول أن يستقطب كل الدعم والمساعدات الخارجية الإغاثية ومنها المادية، والذي سوف يُسخّرها في حملته الانتخابية المزمع إجراءها في حزيران 2023، رغم أن هناك تحليلات تأكد بأن الحكومة التركيّة لها الدور الأكبر في هذه الكارثة عبر إنشاء السدود وحبس المياه المخزونة في سدودها، والتي تناهز800 سد، وتحارب بهذه المياه المخزونة دولتي العراق وسوريا، وتشكل ضغطاً لكسب بعض المكاسب منها التي تدعم الامتداد العثماني في المنطقة بحلته الجديدة.
سؤال يطرح نفسه ما هو دور المجالس المحلية المُشكلة من قبل الاحتلال التركي في عفرين ونواحيها في كارثة زلزال مرعش (٦ شباط)؟
يُلاحظ منذ تشكيل هذه المجالس إنها شكلية لا تمثل الشعب بتاتاً وهي مُشكَلة من قبل الاحتلال التركي وتابعة لهم وتعمل بقراراتهم ولا تملك أي صلاحية لخدمة أهالي عفرين ونواحيها، حيث ظهرت صورتهم الحقيقية في هذه الكارثة والفاجعة بشكلٍ أوضح والتي أخرجت الشعب عن صمته بعد أن أدركوا حقيقة مآربهم السياسية والفردانية التي لا تخدم سوى الطبقة الأوليغارشية لذا الشعب سيحاسبهم ولو بعد حين.
ما قبل الزلزال وبعده
غيّر الزلزال من أسلوب الناس في تصرفاتهم وتفكيرهم، لن نغوص كثيراً في ذلك سنكتفي بذكر أسلوب حياة الناس أثناء سقوط القذائف والزلزال عندما بدأت الأزمة في سوريا وانتشر الموت بأشكال عدة في أرجاء سوريا، قبل الزلزال كان الأهالي يحتمون في المنازل الداخلية في الطوابق السفليّة والأقبية وأثناء الذهاب إلى المدارس والأعمال أو إلى السوق كان الناس يمشون بمحاذاة الجدران والمنازل للاحتماء من خطر سقوط قذيفة بالقرب منهم أو رصاصات طائشة، لكن بعد الزلزال أصبحوا يمشون وسط الطريق بعيداً عن الأبنية  قبل الزلزال وأثناء الأزمة السوريّة الكثير ممن نزحوا وخرجوا من بيوتهم عادوا لمنازلهم لأنهم لم ينعموا ولم يشعروا بالراحة بعيداً عن مسكنهم الذي وجدوا فيه حياتهم ومأمنهم، لكن بعد الزلزال أخرج الجميع من بيوتهم مذعورين.
الكوارث توحّد مصير الشعوب
الحديث عن سوريا والشعوب المتعايشة فيها بكافة أديانها ومعتقداتها، ولبرهةٍ من الوقت وفي خضم الفاجعة راودني سؤال: ما المطلوب منا بعد أن شهدنا كارثة وفاجعة الزلزال وتلقينا فيه نفس المصير (الهجرة والتشرد والموت بأشكاله)؟ المطلوب منا نحن السوريين بنسيجنا الفسيفسائي المتنوع والمتعدد تشكيل سقف إنساني موحد والعمل بقوة ووحدة جماعية مجتمعية دون تمييز، والابتعاد عن تسييس الكارثة التي حلّت بنا جميعاً دون تفرقة، فالكارثة إنسانية وليست حزبية أو قومية، لذا علينا التخلي عن كل المآرب السياسية والشخصية والدولتية وضرورة فتح المعابر الداخلية والخارجية لإنقاذ ما تبقّى من الشعب السوري.
فالشعوب المتعايشة في شمال وشرق سوريا وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، عاشت  تجربة ناجحة دون الاعتماد على أي جهة أو سلطة خارجية في كنف الإدارة الذاتية الديمقراطية بتآلف اجتماعي وثقافي، والزلزال أثبت أنه لا بد لنا من الاعتماد على الذات والوعي وإدراك الواقع المعاش وقبول الآخر، فالأوبئة والأزمات والكوارث لا تميز بين المختلفين في الثقافات، وأيضاً أثبتت لنا بأن الأنظمة والقوى الحاكمة لا تعرف إلا مصلحتها وهذا يجب أن يحثنا على تشكيل ثقافة جديدة في لوحة فسيفسائية جميلة، ودعم تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية وطرحها كإحدى الحلول للأزمة السوريّة.
وأستغل مقالي في هذا مناشدة الإنسانية جمعاء ومن يدّعون الإنسانية بأن يعودوا لرشدهم والعمل على إيقاف الحروب وفتح المعابر والطرق، لعودة كل مُهجّر إلى أرضه وبيته، وعلى المجتمعات أن تُدرِك أن مواجهة ذهنية الرأسمالية أولى من مواجهة الشعوب، وبأنها السبب الرئيسي للكوارث التي تستغل الطبيعة والإنسان تحت عنوان الربح الأعظمي.
من خلال هذه السطور المتداخلة أردت أن أكتب مقالي الذي يفوح منه عبق الموت والحقيقة الواضحة للأنظمة الشوفينية التي تشنُّ حروبها على الشعوب والتي لا تقل كوارثها عن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والبراكين.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle