سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بيشمركة روج… من الارتزاق المبطن إلى العداء العلني للكرد

الدرباسية/ نيرودا كرد –

تستمر مرتزقة بيشمركة روج التابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني في عدائها للكرد علناً، وذلك من خلال تنفيذ أوامر دولة الاحتلال التركي وتحقيق أهدافها بمحاربة حركة التحرر الكردستانية، فالهدف المبطن من الارتزاق بات معلناً، ويفضح حقيقة أولئك المرتزقة.
منذ النشأة، تدور الشبهات حول مرتزقة ما يعرف ببيشمركة روج، حيث أُثيرت العديد من إشارات الاستفهام حول الدور المنوط بها من الحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي أدعى عند تأسيسها بأنها خاصة بمحاربة مرتزقة داعش إبان هجومهم على مناطق عدة من باشور كردستان.
إلا أن الوقائع على الأرض أثبتت بأن الهدف المعلن من تشكيل هذا الفصيل المسلح بعيد كل البعد عن الهدف الحقيقي، والمتمثل بالدرجة الأولى بمحاربة مقاتلي حركة التحرر الكردستانية وخلق اقتتال كردي – كردي بأمر مباشر من دولة الاحتلال التركي، وتنفيذ حرفي من الحزب الديمقراطي الكردستاني وقواته. ليتبين فيما بعد بأن تأسيس هذه المجموعة المسلحة ما هو إلا فصل جديد من فصول كتاب تأجيج الاقتتال الكردي لمؤلفه حزب الديمقراطي الكردستاني.
من هم بيشمركة روج؟ 
تشكل هذا الفصيل عام 2012 بطلب من مسعود البرزاني، من أبناء روج آفا بعد ثورة التاسع عشر من تموز في روج آفا، تلقوا تدريبات عسكرية على يد خبراء الاستخبارات التركية في معسكرات بباشور كردستان، وتم تسميتهم باسم “بيشمركة روج آفا”، وتبناهم ما يعرف بالمجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS، كما تدعي وزارة البيشمركة في باشور كردستان بأن هذه المجموعات المسلحة تابعة لها.
تتكون مجموعات بيشمركة روج من ثلاثة ألوية، تلقت دورات عسكرية، واللواء الأول متدرب على أنواع الأسلحة كافة، وعلى الحروب، ويعدُّ هذا اللواء أحد أهم المجموعات ضمن بيشمركة روج آفا، أما اللواء الثاني، والثالث فيضم الشبان التابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، وأغلبهم من كبار السن بنسبة 93%، ويحتوي كل لواء 1250 عنصراً أي العدد الكلي”3750 عنصراً” من ضمنهم ما يقرب من 200 عنصر من بيشمركة باشور كردستان. وتتمركز في عين عوير بالقرب من الحدود مع روج آفا. إضافة إلى ذلك، فإن ما يُعرف بقوات كولان، التابعة لعائلة البارزاني تعدُّ الرديف الرئيسي لمرتزقة “بيشمركة روج”.
لمن يتبعون بيشمركة روج وكولان؟
إحدى الشركات المشاركة في تنظيم المرتزقة هي شركة سادات (SADAT) التابعة للرئاسة التركية، ولديها علاقات قوية مع جهاز الاستخبارات التركية (الميت)، أُسِّست هذه الشركة عام 2012 من جنرال تركي يدعى عدنان تانريفيردي، وتهتم كبيرة مستشاري الرئاسة التركية غولنور أيبيت بالعلاقة بين الشركة والميت التركي، وهي مقربة من رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني.
وحسب تقرير لـ Lêkolîn.org، أنشأت شركة سادات أول قاعدة لها عام 2017 في محافظة دهوك، وتنفذ العديد من عملياتها في باشور كردستان بشكل غير مباشر من خلال شركات TİKA و  HAKSİADو ORSAM، كما أن هذه الشركة توفر أيضاً العملاء والجواسيس للاستخبارات التركية.
ووفقاً لبعض المعلومات التي أوردها تقرير لوكالة روج نيوز، فإن قوات ما تُسمى “كولان” التابعة لعائلة بارزاني و“بيشمركة روج” التابعة لما يُسمى بالمجلس الوطني الكردي في سوريا، تلقت تدريبات مكثفة على يد مجموعة من الخبراء العسكريين من شركة سادات في محافظة دهوك عام 2018، ويرجح بأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم أنشطة هذه الشركة.
كما أن قوات “كولان” التي تلقت تدريبات من شركة سادات، يتم إرسالها ضمن صفوف ما يُسمى “الجيش السوري الحر”، وعملت ضمن كتائب “صلاح الدين والفاروق”، ولم تقتصر عمل الشركة على سوريا فقط، بل أُرسلت المرتزقة إلى ليبيا وفي الآونة الأخيرة إلى أذربيجان، بهدف تحقيق أجندات تركية.
كما أن المرتزقة التي قاتلت الشعب الكردي في عفرين، وكري سبي، وسري كانيه تم تدريبهم على يد شركة سادات أيضاً، كما نظمت هذه الشركة دورات تدريبية عدة لمرتزقة من “بيشمركة روج” في كل من زاب، وخاكورك وكاره، بهدف محاربة حزب العمال الكردستاني.
حقيقة بيشمركة روج
يوم بعد آخر، تتكشف الحقيقة، التي أُسِّست على أساسها هذه المجموعة المسلحة، فقد تكشف بأن لا علاقة لهذه القوات بمحاربة مرتزقة داعش، وإنما المهمة الأساسية هي مساندة جيش الاحتلال التركي في شن هجماته على مواقع مقاتلي حركة التحرر الكردستانية، وبالتالي خلق اقتتال كردي – كردي في باشور كردستان، ما يؤدي حكماً لتوليد احتقان بين أبناء الشعب الكردي في روج آفا.
والهدف الحقيقي لتأسيس هذه المجموعة المسلحة، يكشفها العقيد رياض صلاح الدين حسين، العقيد السابق والمنشق عمَّا يُعرف بـ “بيشمركة روج آفا”، والذي كان من مؤسسي هذه القوة المسلحة، وذلك في لقاء سابق أجرته معه وكالة أنباء هاوار إبان انشقاقه عن بيشمركة روج، حيث يقول العقيد رياض: “في أول اجتماع لتشكيل المجموعة اجتمعنا مع قيادات باشور، وكان الشرط الوحيد هو عدم الارتباط مع أي حزب سياسي في باشور، والمجلس الوطني الكردي في سوريا بالأخص، ووافقت حكومة باشور على شرطهم”.
وأضاف: “بعد أن تشكلت مجموعات “بيشمركة روج آفا” بدأت سلطات باشور بالترويج لها، وفتحت الحدود أمام الشبان لضم أكبر عدد من الشبان لهذه المجموعة، فيما بدأت وقتها السلطات بنشر أكاذيب عن وحدات حماية الشعب والمرأة، وكانت تروج لهذه المجموعة والانضمام إليها، حتى بدأت أحداث كوباني، وهجوم مرتزقة داعش عليها. مع بداية تشكيل وحدات حماية الشعب وانضمام الشباب إليها فُتح معبر سيمالكا لجلب الشبان إلى باشور وضمهم لمجموعات بيشمركة روج آفا، ولم يكن الغاية من المعبر إنسانية كما ادعت سلطات باشور ولا لحماية سكان روج آفا من ويلات الأزمة فيها”.
أولى هجماتها ضد الكرد
في الثالث من آذار 2017 كان أول هجوم شنته مرتزقة بيشمركة روج التابعة للحزب الديمقراطي على خانصور في شنكال، واستشهد فيها أربعة مقاتلين من وحدات حماية شنكال YBŞ، وعضو أساييش إيزيدخان، وصحفي وامرأة، واثنان من الكريلا كان يسعيان للتوسط بين الطرفين لوقف الهجوم، وكان من بين الشهداء عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)، نازية نايف، والصحفية نوجيان أرهان.
وعن هذا الهجوم يقول حميد رياض، وهو أحد المنشقين عن مرتزقة روج، ومن المشاركين في هجمات خانصور، لروج نيوز: “عادت بيشمركة روج من خلال الحزب الديمقراطي، والميت التركي وENKS لحمل سلاح الخيانة ضد مجتمعنا”.
استمرار النهج ذاته 
منذ نشأتها، وحتى اليوم، لم تأتِ مرتزقة روج بأي حركة من شأنها التكفير عن الذنوب، التي اقترفتها ضد الكرد منذ اليوم الأول من تأسيسها، على العكس من ذلك، تُثبت هذه المرتزقة يوماً بعد آخر بأنها ماضية في نهج الخيانة، الذي رسمته لهم سلطات الديمقراطي الكردستاني، والذي لم يحيدوا عنه قيد أنملة حتى يومنا هذا.
ففي الهجمات التي قامت بها دولة الاحتلال التركي في الآونة الأخيرة ضد مناطق الدفاع المشروع، فقد شاركت فيها مرتزقة روج جور “الكشافة” والسجان لدى جيش الاحتلال التركي، حيث أن ألويتها الطليعية تُمهد الطريق أمام جيش الاحتلال التركي، ليأتي الأخير، ويشن عملياته البرية والجوية على جبال كردستان، كما أن هذه المرتزقة تقوم باحتجاز مقاتلي حركة التحرر الكردستانية، الذين تأسرهم دولة الاحتلال التركي خلال المعارك الدائرة بينهم.
خلافات داخل باشور
أدى تأسيس مرتزقة روج إلى نشوء خلافات داخل البيت الكردي في باشور كردستان، حيث يرى بعض الساسة بأن هذه المرتزقة لا شرعية لها في باشور، سواء كان من جهة تأسيسها، أو من جهة المهمات الموكلة إليها من سلطات الديمقراطي الكردستاني. وقد وصل هذا الخلاف إلى أروقة برلمان باشور كردستان، حيث يقول عضو برلمان باشور كردستان لقمان وردي في هذا السياق: إن قوات “روج” هي قوات غير شرعية على أراضي إقليم كردستان، ويستخدمها الحزب الديمقراطي الكردستاني لأجنداته الخاصة.
وبالرغم من هذه الانتقادات، التي تطال هذه المرتزقة والأعمال، التي تقوم بها، إلا أن سلطات الديمقراطي الكردستاني مُصرة على المضي قدما بتجنيد هذه المرتزقة، كما أنه ما تبرح في توجيههم لقتال حركة التحرر الكردستانية. وخلال المخطط الأخير الذي رسمته دولة الاحتلال التركي بالتعاون مع حكومة بغداد، فقد لعبت هذه المرتزقة، إلى جانب المجموعات المسلحة الأخرى التابعة للديمقراطي الكردستاني، دوراً محورياً في تمهيد الطريق لجيش الاحتلال التركي لشن هجمات احتلالية على مناطق الدفاع المشروع، لا سيما وأن أغلب نقاط مرتزقة روج تقع بمحاذاة مناطق الدفاع المشروع.
وعلى إثر هذا التعاون مع دولة الاحتلال التركي، ارتقى عدد من مقاتلي حركة التحرر الكردستانية إلى مرتبة الشهادة وأصيب عدد آخر بجروح على يد هذه المرتزقة، وباقي الفصائل المسلحة التابعة لسلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني.