بياع من يشتري حلمي ومواويلي… سيدات الخابور ورحلة البحث عن راعي

قامشلو/ جوان محمد ـ

بياع من يشتري حلمي ومواويلي، على ناس وناس يا دنيا، عناوين وكلمات أغاني باتت حال سيدات نادي “الخابور” بطلات الدوري السوري بنسخته الثانية، بعد أن قطعنَ الأمل بالحصول على الدعم المناسب للاستحقاقات القادمة، حيث نشرت الصفحة الرسمية للنادي إعلاناً؛ يتضمن شروط الحصول على راع للنادي في الفترة القادمة.

سيدات الخابور من وعدٍ إلى وعد، وأغلبها بقيت في خانة الشعارات فقط، في الكثير من البلدان يكرمون البطلات بما يليق بهن، أما لدينا القليل يساند والعدد الأكبر يحارب.

أحلام فتاة ضمن النادي تكمن بالحصول على بوطٍ رياضي مناسب للعب!، قليلاً من الراحة أثناء السفر أن يكون غير البر أو طائرة الشحن “إليوشن”.

قصص حقيقية وليست خيال

غداء مناسب لا غداء يتشاركن في تجهيزه في الفندق بدمشق لكي يوفرن القليل من المصاريف الباهظة الحالية في المشاركة بأي دوري يقام في البلاد، أنها قصص لو فتحت فلن ننتهي منها لأيام.

في ظروف استثنائية “كورونا”، أوضاع مادية مزرية، لا دعم، لا اهتمام، تخطو كل ما ذُكِر بروح المقاومة والمثابرة، الإدارة واللاعبات وأهالي اللاعبات صنعوا الإنجاز وأنهوا مرحلة الذهاب والإياب بدوري كرة القدم للسيدات على الملاعب المكشوفة بسوريا 2020 ـ 2021، بدون أية هزيمة وحققن اللقب.

صورونا مع بطلاتنا بعدين باي باي

بعدها حفلات وعزائم وصور ووعود بالمساعدة للمشاركة ببطولة غرب آسيا للأندية لسيدات كرة القدم والتي من المقرر أن تقام في الشهر الأخير من العام الحالي 2021، ولكننا لم نشهد أي دعم حقيقي يقدم لسيدات الخابور.

كل تلك الوعود من العديد من الجهات بقيت في الثلاجة لا أكثر ولا أقل، وأصبح مدرب سيدات الخابور الكابتن دليل آلبار “رشو” يركض هنا وهناك، ليؤمن المشاركة ببطولة الناشئات، ومنافسات الدوري القادم بنسخته الثالثة للسيدات المقررة إقامته في شهر تشرين الأول القادم، بالإضافة لكيفية المشاركة ببطولة غرب آسيا لسيدات كرة القدم والتي كما ذكرنا من المفترض أن تقام في شهر كانون الأول من هذا العام.

الاتحاد السوري خارج التغطية

الاتحاد الرياضي السوري التابع لحكومة لدمشق لا دعم حقيقي يقدمه لسيدات النادي، ولا إدارة النادي تبدو هي الأخرى قادرة لتحمل مصاريف الفريق، الإدارة الذاتية طالبت لائحة متطلبات النادي ورفعت لهم والنادي لا يطالب بتلبيتها جميعاً، على الأقل ما تستطيع تقديمه هذه الإدارة، ولكن حتى الآن لم تقدم أية مساعدة من ضمن تلك اللائحة، غير تلك التي كانت وقت استقبال سيدات الخابور في المجلس التنفيذي بإقليم الجزيرة بمقره بعامودا في شهر أيار الماضي.

وبعد فقدان الأمل بتقديم أي دعم، فقد شاهدنا قبل أيام إعلان للنادي يُطلب فيه لمن يود أن يكون الراعي على الشكل التالي:

“على من يرغب أن يكون الراعي الرسمي لناشئات وسيدات نادي الخابور الرياضي، التواصل مع لجنة الرعاية الرسمية في النادي”، وحدد ضمنه مبلغ معين للراعية على الشكل التالي:

– رعاية فريق الناشئات بـ 3 مليون ل.س.

– رعاية فريق السيدات بـ 10 مليون ل.س.

هذا الإعلان جاء على خلفية افتقار النادي للقدرة على المشاركة بالوضع الحالي في البطولات القادمة، وسط غياب الدعم الحقيقي من كافة من نراهم مسؤولين عن دعم سيدات النادي إن كانت الجهات الرياضية في الاتحاد السوري التابعة لحكومة دمشق، أو الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بمجالسها التنفيذية والجهات الرياضية والنسائية ضمنها.

تكريم يليق بهن.. متى؟

يتكون فريق سيدات الخابور من لاعبات نادي قامشلو أول نادي مُرخص من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والذي قام بتنشيط وتشكيل أول فريق نسائي لكرة القدم، وحقق الكثير من الألقاب.

وشاركت لاعبات نادي قامشلو لاعبات من نوادي أخرى في الحصول على لقب أول دوري في سوريا تابع لحكومة دمشق على الملاعب المكشوفة باسم سيدات “عامودا” الموسم 2019 ـ 2020 ويلعب لجانبهن حالياً لاعبات من نادي فدنك ومحترفات من مدن سوريا أخرى بالإضافة إلى اللاعبة فريال أحمد من كوباني، والتي تلعب مع نادي التربية بدوري إقليم الفرات وحققن معاً الدوري السوري للسيدات لموسم 2020 ـ 2021 كما ذكرنا باسم سيدات الخابور.

أما على الصعيد المحلي في إقليم الجزيرة، وبعد معاناة نادي قامشلو من الظروف المادية الصعبة فقد مثلن نادي الأسايش في الدوري الأخير بإقليم الجزيرة، وحققن لقب الدوري لموسم 2020 ـ 2021.

“بطلات روج آفا، ممثلات شمال وشرق سوريا”؛ شعارات الإدارة الذاتية، “بطلات سوريا”؛ شعارات الحكومة السورية، وكلها ما زالت في خانة الكلام لأنهم لم يقدموا الدعم المطلوب للبطلات، رمي الكلام سهل ولكن الأهم تطبيقه على أرض الواقع ويبدو هذا صعباً عليهم؟!.