سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بيادق أنقرة

الشاعر: مصطفى سينو –


تعبٌ وعقليَ لا يُصـــدِّقُ مـا جرى

كــيفَ البِلادُ غــدتْ كَلَيلِ المقبرة؟!

لا صوتَ يعلو فوقَ صـــوتِ أنينها

وهي التي كـانتْ تُجــيدُ الزَّمجرة

لــــفَّ السَّوادُ نقاءَهـــا وبياضــــها

وغدتْ لأصحابِ اللِّحى مُستعمرة

التَّارِكـــونَ جـــراحَ إدلـبَ خـلفهم

متأسـلِمونَ ولسـتُ أرجو المعذرة

والسـارِقـونَ مِــــنَ البـــلادِ ربيعها

وهُتافَ حُنجرةِ الشَّـــبابِ المُقهَرَة

قد سـلَّموا (للــرُّوسِ) جُلَّ تُرابـِهم

وغـدوا بيـادقَ في أناملِ أنـقـــرة

ستمرُّهم سُـحبُ الدُّخـَانِ وعينهم

سترى الأماني كيفَ تُصلبُ مُجبرة

وسيدرِكونَ إذا انقضتْ سـاعاتُهم

والرُّوحُ قد بلغتْ حــدودَ الغرغرة

إنَّ الـــــبلادَ ومـــاءَهــا وتـُـــرابَها

اليومَ قد بيعتْ بســوقِ السَّمسَرة

يا أيُّها الشَّــعبُ المُغَرَّرُ قُمْ أفـــِـقْ

أنتَ الوقودُ لنار ِحـَـــربٍ مُسـعَرَة

مــا هَمَّ( أردوغــــانُ) يومـاً موتنا

كــــلّا ولا (بـوتينُ ) عـــادَ القهقرة

وجيوشُ (أمريكا) وكُلُّ ســلاحِها

جـــاءَتْ لتأخُـذَ نفطنا وتُصــــدِّره

المـــوتُ يُشهِرُ سيفهُ في وجـهنا

برداً وأنيــابُ الشِّــــتاءِ مُكَـــشّرة

في كـُـلِّ فجرٍ نستفيقُ على أسىً

مُدنٌ تُبادُ وكــُـلَّ حـــينٍ مجـــزرة

للَّهِ شــكوى النَّازحـينَ وحُـــزنهم

النَّاسُ ما عـــادتْ تُجـيدُ المَغفِرة

مـن ذا ســـيغفِرُ للُّصوصِ ذنوبهم

أصواتُ بعضِ النَّاسِ باتتْ مُنكَرَة

يتراقصـونَ على الدِّماءِ وجُرحُنا

نَزِفٌ وأحــلامُ الشَّـــــبابِ مُبعثرة

بِئسـاً لتُجَّـــارِ الحــُــروبِ وأهـلها

والويلُ جــــرحُ بلادنا ما أكـــبره

إنّا خَسِرنا في الحُـــــروبِ شبابنا

لم يبقَ شيءٌ في الحياةِ لنخسره