سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بمياهها اتعمد كل فجر…

عبير عبدالرحمن دريعي –


(مهداة إلى مدينة “سري كانيه ـ رأس العين” مدينة الينابيع والحوريات، عاصمة الميتانيين “واشوكاني”).

رسائل تحملها لي الأمنيات

والصديقات تقول لي: كوني بخير!

فكيف أكون بخير ومدينتي احترقت

اُغتصبت، سُرقت…

هم لصوص حفاة عراة

من قيعان الصحراء أتوا

من (ثقافة) النهب والسلب والذبح

يقطعون الرحم والشجر

ينكرون على الورد عطره

ويغتالون في الفجر الحقول

لا يدركون روعة العيون الناعسة

سرقوا من عيني حبيبتي

كحلها الكشميري

ومن شفاهها سلبوا خمرة الكروم

سرقوا خلخالها الفضي

واحرقوا قفطانها الميتاني

سرقوا أحذيتها الأنيقة

ومدينتي لا تتقن الرقص حافية

كان الخابور يغسل قدميها

ويعطر الزيزفون جسدها..

سرق العراة خابورها

نهبوا ينابيعها

اهرقوا دنان نبيذها

نهبوا ليلها… ونهارها

احرقوا سنابلها المقدسة

الحفاة

القادمون

من الشرق

ومن الغرب ومن الشمال

والجنوب

من كل الجهات

أتوا

مضوا يسفحون دماً نقياً

وحقلاً ندي بهي..

سيأتون

ويمضون

وسيموتون كما الجراد

على تخوم الخريف

لن يستطيعوا أن يسرقوا شمس مدينتي

أو ترابها

لن يقدروا أن يسرقوا هواءها

كما سرقوا ضحكة طفل

هنا في المخيم

أو طفلة هناك في التشرد

الرسائل تقول لي: كوني بخير

وأقول للأمنيات

سيعود الخابور

يعمد جسدك الطهر

وسنعود

ونعود…