سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بكر حج عيسى: “سياسة الحديد والنار أسقطت أردوغان وحزبه”

جرت في الثالث والعشرين من شهر حزيران المنصرم إعادة انتخابات البلديات في مدينة إسطنبول بعدما كانت بقية المدن التركية قد شهدت أواخر آذار المنصرم الانتخابات نفسها. لكن؛ نتائج انتخابات إسطنبول جرى إلغاؤها بعدما زعم حزب العدالة والتنمية الذي خسر فيها أمام أكبر أحزاب المعارضة، وجود حالات مخالفة في مراكز الاقتراع. لكن؛ حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عاد ليخسر مرة أخرى في المدينة التي صعد منها لأول مرة إلى المشهد السياسي في تركيا.
وحدة المعارضة أفشلت سياسة العدالة والتنمية
وتعليقاً على هذا التطور اللافت في تركيا، تحدث لوكالة هوار للأنباء المسؤول في العلاقات الخارجية والدبلوماسية بحزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات بكر حج عيسى فقال: “أردوغان ومن ورائه العدالة والتنمية كان طموحه السيطرة على إسطنبول ظناً منه أن من يُسيطر عليها؛ فإنه يُسيطر على تركيا كلها. إن إعادة الانتخابات كانت بمثابة الحدث القاصم لظهر الدكتاتورية، وشكلت تقارباً من جهة أخرى بين الشعبين الكردي والتركي؛ ما أدى إلى فشل سياسة العدالة والتنمية”.
وأضاف: “الانتخابات كانت درساً لكلا الطرفين المتصارعين، حيث عملا جيداً أنه لا يمكنهم التفرد بالحكم في البلاد دون الطرف الكردي، وحزب الشعوب الديمقراطية تمكن من تحقيق النصر من خلال سياسته الناجحة في التعامل مع دكتاتورية العدالة والتنمية. تمكنت المعارضة التركية وبمساعدة حزب الشعوب من كسر جدران الطائفية التي كان حزب العدالة والتنمية يعتمد عليها في تقريق الشعوب وتشتيتها”.
يحصد نتائج سياساته الديكتاتورية الفاشلة
وحول مدى تأثير أصوات مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطية تحدث حج عيسى قائلاً: “إن النصر الحقيقي في الانتخابات هو نصر الشعوب على الطاغية”، موضحاً بأن التقارب الذي حصل بين المعارضة وحزب الشعوب الديمقراطية إنما يمثل إرادة وديمقراطية الشعوب. وأضاف: “إن الدولة التركية المحتلة أمام مفترق طرق أحدها يؤدي إلى انهيارها والثاني يلزمها أن تُغيّر من سياستها تجاه الشعب الكردي والتعامل وفق المصالح المشتركة للشعوب. العدالة والتنمية ليس بالقوة ذاتها التي كان عليها قبيل الانتخابات، فبهذه الخسارة خسر دوره كلاعب أساسي في الحرب السورية ولا سيما أن الحزب المعارض غير راضٍ عن سياساته وتدخلاته في الأراضي السورية”.
وتابع بكر حج عيسى حديثه بالقول: “إذا ما استمرت الحكومة التركية التي تتزعمها العدالة والتنمية بسياستها القمعية والدكتاتورية؛ فستلاقي صعوبات في البقاء على دفة الحكم، في الوقت الذي تُدار فيه كبرى مدن البلاد من قبل أحزاب المعارضة، وكثُرت التوقعات بشأن المستقبل الذي ستؤول إليه تركيا بعد خسارة الحزب الحاكم كبرى مدن البلاد، فيما يرى البعض بأنها ستؤثر على السياسة التركية الخارجية خاصة أن حزب العدالة والتنمية كثيراً ما يخلط بين السياسة الداخلية والخارجية، كما يرى آخرون بأن الخسارة الأخيرة جاءت نتيجة لسياسات قمعية في الداخل ومتخبطة في الخارج ينتهجها حزب الرئيس التركي أردوغان”.
واختتم المسؤول في العلاقات الخارجية والدبلوماسية بحزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم الفرات بكر حج عيسى حديثه بقوله: “على حزب الشعب الجمهوري ألا يسلك السياسة نفسها التي اتبعها أردوغان، خاصة أن الأول يعيش نتائج تلك السياسية على الساحة السياسية والاجتماعية داخل تركيا. والكرد بات لهم الدور الهام والبارز على الساحة السياسية في تركيا والمنطقة برمتها”.