بعد نفيهم جُرم الاختطاف… الإفراج عن شقيقتين من سجون الاحتلال التركي

تقرير/ صلاح إيبو –

بعد نحو مئتي يوم من نقلهن من سجن تابعٍ لمرتزقة الحمزات بحي المحمودية في مدينة عفرين المحتلة، رأت الشقيقتان، لونجين وروجين عبدو، النور، بعد عامين ونيف من التغييب القسري في سجون مرتزقة الحمزات، إلا أن انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته لم تتوقف بعد

ووفق تأكيدات من أقارب لونجين البالغة من العمر 25 سنة الذين تواصلت صحيفتنا معهم، فإنها متواجدة في منزل ذويها بمدينة عفرين الآن، إلا أن مصير والدها الذي اختطف في نفس لحظة اختطاف لونجين وشقيقتها مازال مجهولاً،  وظهرت صور لونجين مع النساء المختطفات اللواتي عثرن عليهن في سجن الحمزات قبل ثلاثة أشهر ونيف.

وتداول نشطاء في 28 أيار 2020 مقاطع فيديو لـ 11 امرأة وطفل رضيع داخل سجن سري لمرتزقة”فرقة الحمزة” العامل ضمن “الجيش الوطني” في حي المحمودية، إثر حادث تبادل إطلاق النار بين الفصيل ومستوطنين من الغوطة الشرقية نقلوا إلى عفرين بعد الاتفاق التركي الروسي بتهجيرهم وتسليم الغوطة للحكومة السورية.

وخلال العامين الماضيين من اختطاف لونجين التي كانت طالبة في كلية الاقتصاد بجامعة عفرين، نفت سلطات الاحتلال التركي قيامها باختطاف أفراد العائلة، ولم تدلِ بمعلومات عن مكان تواجدهم، وقال أقارب لونجين، أنه خلال السنتين توجهت والدة لونجين إلى كافة المراكز الأمنية في مدينة عفرين، إلا أنها لم تحصل على معلومات عن مكان تواجد ابنتيها وزوجها.

بعد الحادثة تم نقل النساء إلى سجن تابع لما يسمى “الشرطة العسكرية”، لتتم إعادتهم مجدداً إلى سجن الحمزات، بدل تسليمهم للقضاء، ومحاكمتهم أو الإفراج عنهم، كونهم كانوا (مختطفات)، واليوم مازال مصير 9 نساء منهن مجهولاً رغم دعوات العديد من المنظمات الحقوقية للجانب التركي، باعتباره سلطات احتلال، لوقف الانتهاكات والإفراج الفوري عن المختطفين في عفرين.

وتعمل الهيئة القانونية الكردية اليوم على جمع البيانات والمعلومات حول مصير النساء المختطفات في عفرين، لتقديمهم كملف دعوى أمام بعض المحاكم وفق ما نشرته الهيئة في وسائط التواصل الاجتماعي.

18 مختطفاً

إلى ذلك ما تزال الانتهاكات اليومية الممارسة بحق أبناء عفرين مستمرة، إذ وثقت “شبكة نشطاء عفرين” التي تعمل بشكلٍ سري في المناطق المحتلة؛ اختطاف الفصائل الموالية لتركيا 18 مواطناً ضمنهم أربع نساء منذ أواخر شهر تشرين الثاني إلى تاريخ إعداد هذا التقرير، وآخر حالات الاختطاف كانت في ناحيتي جندريسه وماباتا، لثمانية مدنيين من بينهم امرأتان.

كما خطفت الاستخبارات التركية في 28 الشهر المنصرم مواطنين من قرية “أنقلة” التابعة لناحية شيه، إضافة إلى خطف ثلاثة مواطنين آخرين من قرية “كفر صفرة” التابعة لناحية جندريسه من قبل مرتزقة “اللواء سمرقند” وتم إبلاغ أهاليهم بدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، وقالت مصادر من قرية بعدينا أن أخبار ثلاثة مواطنين مختطفين من القرية ما زالت منقطعة من نهاية الشهر المنصرم دون معرفة الجهة التي اختطفتهم.

قيمة الفدية تحدد قبل الاختطاف

ووفق المصادر الحقوقية والنشطاء الذين يقومون بتوثيق الانتهاكات في الشمال السوري المحتل من قبل تركيا، فإن دولة الاحتلال تطلق يد مرتزقتها بشكلٍ سافر في المنطقة ولا سيما في عفرين التي لا يمر يوم إلا وتحدث فيه عملية اختطاف بهدف دفع الفدى المالية، وفي هذا الإطار وثقت شبكة نشطاء عفرين إطلاق ما يسمى الشرطة العسكرية سراح عشر مواطنين اختطفوا خلال فترات متفاوتة بعد دفهم فدى مالية تراوحت بين الألف إلى الأربعة آلاف ليرة تركية.

إذ أفرج فصيل سمرقند التابع للاحتلال التركي سراح مدنيين من قرية “كفر صفرة” بعد دفعهم فدية مالية قدرها 2000 ليرة تركية، في حين قامت الاستخبارات التركية برفقة مسلحي مرتزقة الحمزات بخطف 8  مدنيين في قرية قدا بناحية راجو مطلع الشهر الحالي، وساقتهم إلى سجن معراته في عفرين وأفرج عنهم يوم أمس بعد دفع فدية مالية قدرها 3000 ليرة تركية عن كل شخص.

وكان موقع عفرين بوست نشر قبل أيام خلال لقائه بمختطف سابق لدى جيش الاحتلال التركي في سجن معراته، أن الفدية المالية الواجب دفعها والتهمة التي يتم اختطاف الكرد بموجبها جاهزة قبل إتمام عملية الاختطاف، وقال الموقع أن ضباط اتراك يُشرفون على عمليات الاستجواب في ذاك السجن المقسم إلى عدة أقسام، من ضمنها قسم خاص بالنساء.

تحذيرات من زوال غابات عفرين

إلى جانب هذه الانتهاكات، بدأ مرتزقة تركيا والمستوطنون القاطنون في عفرين وقراها، بعملية قطع الأشجار الحراجية والمثمرة، بعد انتهائهم من عملية سلب محصول الزيتون الاستراتيجي في المنطقة، إذ شارفت مساحات كبيرة من الغابات الطبيعية والاصطناعية في مقاطعة عفرين على الاختفاء نتيجة القطع الجائر والحرائق المتعمدة والرعي الجائر على مدى العامين المنصرمين، وقالت مصادر من هيئة الاقتصاد في إقليم عفرين أن مساحات واسعة من غابة “كاشي دينا” الواقعة في قرية “كوردا” التابعة لناحية جندريسه تعرضت للاحتطاب.

حذرت الهيئة من أن غابات جبل قازقلي وهاوار ستختفي قريباً، في حين أن غابات كاملة مثل جبل خاستيا وأخرى مثل شيخ محمد في كفر صفرة والمحمودية في عفرين المركز؛ على وشك الانقراض، هذا ويؤكد الأهالي أن الفصائل المسلحة يقومون بتصنيع الفحم في عفرين وتصديره لتركيا، لذا بلغ عدد الحرائق المفتعلة في غابات عفرين أكثر من 80 حريقاً خلال فصل الصيف والخريف.

إلى جانب ذلك قالت مصادر في المنطقة أن مسلحين من فصيل المعتصم أقدموا على قطع 40 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكردي “حسين محمد” من أهالي قرية قيبار.

وأكد نشطاء من عفرين أن عناصر من فصيل فيلق الشام بقيادة المدعو صليل الخالدي ومعاونه الرائد هشام المسيطرين على بلدة ميدان أكبس التابعة لناحية راجو وعناصر من فصيل أحرار الشرقية المسيطرين على مركز الناحية؛ أقدموا على قطع أكثر من 700 شجرة غابية (أشجار الصنوبر والسنديان) الواقعة على طريق موقع “خريبه سولك – وقرية قره بابا”، إضافة إلى 500 شجرة بلوط معمرة (كلبري) تقدر أعمار البعض منها بحوالي 500 – 600 عام، إحدى تلك الأشجار واقعة في حقل المواطن عوني عثمان محك أو ما يعرف سابقاً بحقل المواطن “نظمي عيشي” الكائن بالقرب من بئر الماء الحكومي.

ويبلغ سعر الطن الواحد من الحطب المخصص للتدفئة في عفرين من 60 – 100 دولار أمريكي، وهو ما يشجع على احتطاب المزيد من الغابات في المنطقة وتهريب الحطب الناتج إلى إدلب أو إعزاز ويهرب جزء منه إلى مدينة حلب عبر معابر تهريب بين مناطق الاحتلال التركي وسيطرة الحكومة السورية.