سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بعد سنوات من القطيعة تعود مواكب الحجيج إلى مكة انطلاقا من الأراضي السورية

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

بعد قطيعة دامت اثني عشر عاما، تعود مواكب الحجيج مواصلة رحلة الحج الأعظم إلى الأراضي المقدسة، انطلاقا من الأراضي السورية؛ لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام وهو فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلاً.
فريضة الحج عبادة، وأخلاقيات، وحكم، وسلوك، وتأديب النفس الإنسانية، والحج مؤتمر كبير يجمع ملايين المسلمين من أنحاء العالم المختلفة، على اختلاف لغاتهم وألوانهم وثقافاتهم وبيئاتهم وأعراقهم، متعلمين وأميين، ذكورا وإناثا، أثرياء وفقراء، على صعيد عرفات الطاهر، مؤدين الركن الخامس من أركان الحج الأعظم.
رحلة المغفرة 
وتعد مناسك الحج من المقاصد الشرعية التي يؤديها الحاج بدءاً من طواف القدوم، إلى طواف الوداع، فهي عبادة البدن بالطواف والسعي، والوقوف والرمي، وعبادة المال بنفقة الحج، وتقديم الهدي بالذبح، وفي عبادة تَرْكيَّة لكثير من المباحات في أيام المؤمن العادية، ففيه ترك الجماع، وتحريم الخطبة وعقد النكاح، إضافة إلى ترك الطيب، وقص الشعر، وتقليم الأظفار، وغير ذلك من وجوه الترفه والتنعم، فالحج عبادة جامعة تتعلق بقلب الحاج من حيث النية والقصد، كما تتعلق بجسده وجوارحه في المناسك عامة، كما تتعلق بماله، لأنه يتفقها في سبيل العبادة، وأعمال الحاج التي توجب مغفرة ذنوبه؛ إذا لم يرفث ولم يفسق، لو يجادل في الحج. ومنها: التلبية والطواف، ووقوف بعرفة والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات، مناسك تاق إليها كثير من السوريين الراغبين بالحج، لكن حال دونهم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض ودمشق منذ 12 سنة، وفي عام 2024 عادت مكاتب الحج تستقبل ملفات السوريين لأداء مناسك الحج انطلاقاً من سوريا.
الحج بعد 12 عاماً من القطيعة
هذا وأعلنت وزارة الأوقاف في حكومة دمشق، الشهر الماضي، قبولها العدد المحدّد بـ 17 ألفا و500 شخص لأداء فريضة الحج من أصل نحو 50 ألف متقدم بطلب عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض، وجرت المفاضلة بينهم، وفقا لمعيار السن، ليتم قبول المتقدمين من مواليد 1957 فما دون مع مرافقيهم المسجلين.
وهي المرة الأولى، التي ستنطلق فيها حملات الحج من دمشق منذ نحو 12 عاما، ذلك بعد أن استأنفت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة دمشق العام الماضي.
وقد انطلقت أول دفعة للحجاج يوم الثلاثاء، بمائة وخمسين حاجا من مطار دمشق الدولي، هذا ومن المتوقع أن تُشغِّل مؤسسة الطيران السورية قرابة خمس رحلات يومية لنقلهم إلى الأراضي المقدسة.
تكلفة باهظة والدفع بالدولار
رغم البهجة، التي رُسِمت على وجوه السوريين ممّن سيذهبون للحج من دمشق، إلا أن الغضب يعتري العديد منهم، والسبب هو قرار “مصرف سوريا المركزي” بإلزام جميع من حصلوا على موافقة وزارة الأوقاف لتأدية فريضة الحج، بتسديد الرسوم المترتبة عليهم للوزارة بالدولار الأميركي، كما سمحت لجميع محلات الصرافة المرخصة ببيع الدولار للمتقدمين مع فرض عمولة عليهم مقدارها عشرة بالمائة.
و”صحيفة الوطن” السورية؛ نقلت عن صاحب مكتب سياحة وسفر يعمل بخدمات الحج والعمرة قوله، إن تكلفة أداء الفريضة لهذا الموسم لمدة 14 يوماً، تبدأ من 85 مليون ليرة سورية، وقد تصل إلى 200 مليون ليرة سورية، حسب رغبة الحاج والفندق المراد الإقامة فيه، متضمنة كامل نفقات الرحلة ذهاباً وإياباً.
من جانبه قال موقع “أثر برس”، إن تكاليف أداء فريضة الحج وسطياً لهذا العام انطلاقا من دمشق، تراوحت بين 4000 و5150 دولاراً أميركياً، وفقا لتسعيرات مكاتب الحج والعمرة في دمشق، ونقل الموقع عن المكاتب المخصصة لرحلات الحج والعمرة، أن المبلغ المذكور يشمل تذكرة الذهاب والإياب والإقامة في الفندق، والتنقلات بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، بالإضافة إلى وجبتي الفطور والغداء.