بعد توقف دام أربع سنوات.. مخبز زارات يعود للعمل ويُغطي حاجة شيراوا

تقرير/ شيار كرزيلي –

روناهي/ الشهباء ـ تمتاز مقاطعة الشهباء بأهميتها الاستراتيجية الكبيرة، كما تمتاز بوجود العديد من المقومات الاقتصادية التي تُعتبر عماد الاقتصاد في حلب على مدى التاريخ، وبسبب الحرب التي دارت في المنطقة خرجت مرافق عامة عدة عن الخدمة ومنها مخبز زارات، ونظراً لتوجه أهالي مقاطعة عفرين إلى الشهباء بعد شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته هجماته على عفرين؛ عملت الإدارة الذاتية بإعادة تفعيل مخبز زارات ووضعه في الخدمة مجدداً.

بعد نزوح أهالي عفرين إلى مقاطعة الشهباء وشيراوا؛ قامت الإدارة الذاتية بالعمل على تأمين المواد الإغاثية والتموينية، بالإضافة إلى تأمين المأوى للأهالي، حيث قاموا بتأسيس العديد من المخيمات مثل “مخيم برخدان، سردم، الشهباء، ومخيم العودة”، كما قاموا بإعادة تأهيل المخابز التي توقفت عن العمل جرّاء الحرب؛ بهدف تأمين مادة الخبز دون الاعتماد على المخابز الخارجية، ففي المقاطعة قامت الإدارة الذاتية على تأهيل عدة مخابز؛ ومنها “مخبز تل رفعت، أحرص، فافين، أم حوش، ومخبز حاصين”، وفي شيراوا تم تجهيز مخبز زارات الذي يعتبر المخبز الوحيد فيه.

إعادة تأهيل مخبز زارات

 تأسّس مخبز زارات في بداية التسعينات، وهو مخبز آلي كامل، حيث تم توقفه عن العمل منذ أكثر من أربع سنوات؛ بسبب الحرب الدائرة في سوريا، وبعد قدوم الأهالي إلى مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا، تم إعادة تأهيله وتجهيزه من جديد، ويقوم المخبز بتغطية ناحية شيراوا بمادة الخبز بشكلٍ كامل، ويبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من /10500/ ربطة خبز يومياً، ويعمل الفرن بدوام واحد، ويبدأ العمل من الساعة الحادية عشر ليلاً ويستمر حتى الساعة التاسعة صباحاً.

أقسام المخبز ومراحل العمل

يقسم المخبز إلى عدة أقسام؛ منها قسم الطحين ومن ثم غرفة العجانة ثم تأتي مرحلة القطّاعة الآلية أو الرقاقة، ومن ثم تدخل إلى بيت النار، وعند الخروج يذهب عن طريق الآلة ويتم تبريده في أخر مرحلة وهي تجميع الربطات والتصفيف.

وبخصوص تحضير العجين وقطعه؛ حدثنا العامل في القسم عتش محمد قائلاً: “يبدأ الدوام من الساعة الحادية عشر، يتم العمل على عدة مراحل وتبدأ بوضع الطحين في العجانة مع إضافة الملح والمياه والخميرة، ليتم بذلك تحضير العجينة عن طريق العجانة، ففي حال الانتهاء من هذه المرحلة تأتي عملية قطع العجين إلى قطع صغيرة، ثم تتوجه إلى الرقاقة”.

وأضاف: “وعند الحضور أقوم بوضع أكياس الطحين في العجانة ويقوم رفاقي بمساعدتي وبعد وضع الملح والماء ومادة الخميرة أبدأ بتحضير العجين عن طريق العجّانة ثم أقوم بنقل العجين من العجانة إلى القطاعة التي تقوم بقطعها آلياً إلى قطع صغيرة ثم يتم نقل القطع من القطاعة إلى الرقاقة وهي المرحلة الثالثة من العمل عن طريق الآلة”.

ومرحلة الرقاقة تعتبر المرحلة الثالثة من العمل وبعد عملية الترقق تأتي عملية الغربال التي تُنزِل الطحين؛ بهدف إعاقة سير العمل بتجمع العجين بالألة، حيث يتم إعطاء العجينة شكل دائري، ومن ثم يمر بمرحلة التخمير وبعدها إلى بيت النار؛ ويخرج من بيت النار ليتم تبريد الخبز ليصل إلى مرحلة تجميع الخبز، هذا ما أشار إليه عامل مراقبة الآلة وتعييرها؛ بهدف ضبط جودة عملية الرق عامل الرقاقة محمد كلي.

وأكد جوان محمد وهو عامل تجميع الخبز بأن عمله هو تجميع وحساب الخبز في الربطة، حيث يقوم بوضع كل /14/ رغيفاً من الخبز في الكيس الواحد، ويقوم بحساب الربطات وتسليمهم لمندوبي الكومينات العائدة لقرى ناحية شيراوا، حيث يقوم به العامل صلاح محمد.

حلول بديلة

إنّ عملية الإشراف على المخبز والعمال ومراقبة سير العمل وجودة رغيف الخبز يمارسه المشرف حسين محمد؛ حيث يبدأ دوام المخبز في تمام الساعة الحادية عشر ليلاً، أما في حال حدوث أخطاء أو عطل فني فيستعان بالفني المشرف على صيانة الفرن إذا كان العطل مستعصياً، أما إذا كان بسيطاً يقوم عمال المخبز بصيانته، ففي حال توقف العمل بشكل نهائي في مخبز زارات يتم تأمين الخبز للأهالي عن طريق مخبز تل رفعت الذي تم التعاقد معه؛ بهدف تفادي أزمة الخبز في المنطقة في حال خروج المخبز عن الخدمة؛ نتيجة الأعطال، وأكد حسين محمد على أنه في حال حدوث ضغط في المخبز؛ بالإمكان العمل على وردية ثانية.

والجدير ذكره أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته شن هجماته على مقاطعة عفرين  في 20 كانون الثاني 2018، حيث قتل المدنيين ودمّر المرافق العامة والمنازل.