بعد تنويه صحيفتِنا.. تعديلُ ببرنامجِ دوريِّ كرةِ السّلةِ… وزخمُ البطولاتِ، يخلقُ الفوضى

قامشلو/ جوان محمد ـ النجاح والتميّز في الموسم الرياضي، لا يأتي بكثرة البطولات بتاتاً البتّةَ، فكلّ لعبة بالكاد لها بطولة في العام، فلماذا لا تكن ناجحة بأغلب المقاييس؟ وبعيدةً عن تأدية الواجب فقط، وكلّنا نشهد، أنّ وضع العديد من البطولات في يوم واحد، يؤدّي إلى فوضى عارمة برياضتنا، وإلى نقطة سلبية لا إيجابية، والدليل على هذا، التداخل الذي حصل في برنامج دوري لعبتي، السلة، والطائرة.

اعتدنا على وضع العديد من البطولات في يوم واحد، وخاصةً يوم الجمعة، حيث العطلة للجميع بشكلٍ عام، وهي فرصة لتكن يوماً رياضيّاً بامتياز، ولكن ليس بهذا الشكل، أو الطريقة المتبعة في إقليم الجزيرة؛ لأنّ البطولات تتداخل، والإعلام يتشتّت، والذي بات يضعف كثيراً من عملية المتابعة الميدانية للبطولات، وناهيك عن عدم قدرة الأندية على التوجّه للعديد من المدن؛ للمشاركة في البطولات الرياضيّة والدوريّات المقامة.

طبعاً هذا الأمر يضعنا أمام نقطة هامّة، وهي أنّ الكثير من النوادي؛ بسبب الضائقة المالية لوضع إداريين، ومدربين لتسير أمور الفرق، فالقضية كلّها تحلّ بشخص واحد، وهو الرئيس المشترك للنادي، أو مدرّبه لكرة القدم.

وإنّ الرئيس المشترك للنادي، أو مدرّب كرة القدم، يدير الدفّة الألعاب جميعها، على عكس البشرية، فالكثير من رؤساء النوادي، لا أحد يعرفهم في بلدان العالم، أما لدينا فهو الرئيس المشترك، والمعالج، والإعلامي، والمدرّب، وإلخ…، ولا ننسى النادي باسمه: أيّ نادي فلان، وليس الاسم المُسمّى به النادي والمرخّص به!.

ضاعت الطاسة

هذا الأمر يأتي من الفوضى العارمة، التي تحصل في رياضتنا، مع إقامة العديد من البطولات في يوم واحد، ورغم الكثير من الألعاب، تُقام بطولة واحدة لها في الموسم الرياضي، أن كانت لفئة أو فئتين، ورغم هي بطولة تحدث في العام مرة واحدة، إلا أننا نجد فيها تأخيراً في الوقت، أيّ موعد انطلاق البطولة؛ وذلك بسبب عدم قدوم نادٍ مبكّرًا، أو تأخّر اللجان الفنية، والطامّة الكبرى، البطولة في قامشلو، وبعض الفرق في قامشلو، هي من تتأخّر عن الوصول بالوقت المحدّد، وفرق، ديرك والحسكة تصل قبلها، هذا غير يوم البطولة، في بعض الألعاب القتالية، تأخذ الأوزان، ولتتأخّر البطولة على الأقل، ساعة عن الموعد المعلن للبطولة، طبعاً الكلام غير معمّم، وكلّ لجنة ومشرفوها ومدربو الفرق واللعبة يعرفون أنفسهم.

نذكر كلّ ما ذكر؛ لنشرح قليلاً ماهيّات العوامل، التي تؤدّي لخلق التشتت، والفوضى، وعدم الانتظام في البطولات، ومع بداية الموسم الرياضي الجديد 2021 ـ 2022، سرعان ما وضعت عدة بطولة في يوم واحد، وهي للسّلة، والقدم، والطائرة، والطاولة، ومهارات أنثوية لكرة القدم، وبعد الإعلان عن برنامج دوري للكرة الطائرة، على أن يكون يوم السبت، وبعد مطالب بعض النوادي، أن يكون الجمعة؛ لكسب المتابعة الجماهيرية حسب ادعائها، وبعد الجولة الأولى من انطلاقة الدوري، ولعبها يوم السبت، فقد أذعن الاتحاد الرياضي لهذا الطلب، وتعدّل البرنامج ليصبح مباريات دوري الطائرة يوم الجمعة.

وتناسوا أنّ هناك دوريّ لكرة السلة في الصالة نفسها، بعامودا، وذلك يوم الجمعة المصادف لـ 19/11/2021، حيث في نطاق دوري الطائرة يتقابل كلٌّ من رجال ناديي، سردم، والأسايش، ضمن الدوري، للدرجة الأولى، والمباراة تبدأ بتمام الساعة الحادية عشر صباحاً، وبنفس الساعة والصالة، وأُدرِج سابقاً برنامج كرة السلة، بالموعد نفسه هناك مباراة لكرة السلة، بين ناديي الأسايش، وقنديل، ولذلك نوّهت صحيفتنا على هذا التضارب، الذي حصل، فقام مكتب الألعاب الجماعية بتعديل برنامج دوري كرة السلة؛ تفادياً لهذا التضارب.

سباقُ البطولات

وفي بعض من الأحيان نتساءل: هل المكاتب تتسابق فيما بينها من ينهي بطولاته أولاً؟ أم القضية صدفة؟ فعدّة من المكاتب، وكلّ أسبوع بطولة من حقّ المكتب، وذلك أمر عادي، ولكن نعود، ونسأل: طالما أكثر البطولات، هي بالعام مرّةً واحدة فقط، فلماذا هذه السرعة كلّها؟ وعدم التروي للخروج ببطولات ناجحة بجوانبها كلّها؟ وخاصةً نمتلك المواهب والفرق الجيدة لمختلف الألعاب.

وبهذا الاتحاد نفسه يضيع مع كثرة البطولات، والدليل تداخل برنامج السلة والطائرة، وهذه نقطة من بحر، وحتى إعلام الاتحاد نفسه، بات ينسى أن يدرج إعلان البطولات قبل البطولة بيوم للتذكير فقط، وذلك بسبب الزخم الحاصل في البطولات، والضغط القائم على هذا المكتب، وعبر شخص واحد، فكيف يغطّي أربع أو خمس بطولات في مناطق مختلفة اليوم نفسه؟ ويصبح مجبراً؛ لأن يستعين باللجان الفنية، أو رؤساء المكاتب، لمختلف الألعاب النشطة في إقليم الجزيرة.

البعض يظنّ أنّنا ننتقد كثرة البطولات في يوم واحد؛ لأنّه نحن غير قادرين على تغطية الأحداث، أولاً: الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تتابع ميدانياً مختلف الألعاب، هي صحيفتنا “روناهي” فقط، ومن له كلام آخر، فهو مدعو لأثبات ذلك، والدليل عندما كانت هناك جائزة أفضل وسيلة إعلامية، تُمنح من قبل الاتحاد، استطاعت صحيفتنا “روناهي” الحصول عليها أعوام: 2015ـ 2016ـ 2017ـ وهذا مجموعة جوائز وتكاريم، حصلت صحيفتنا “روناهي” عليها من خلال المتابعة الميدانية للأحداث الرياضية، في إقليم الجزيرة، وحتّى كُرِّمَتْ على صفحة الاتحاد الرياضي لكوباني عام 2016؛ لتغطية نشاطات كوباني وقت ذاك.

كي نبقى صوتَكم

نذكِّر من يظنّ أنّ القضية عدم قدرتنا على التغطية، نقول له: لا نريد أن نصبح مثل بعض وسائل الإعلام، مجرد ناقلين للخبر، فصحيفتنا روناهي، تعتمد طرح الحلول، والنقد، والمطالب بحقوق الرياضيين، والإشادة بأية بطولة ناجحة، عندما يتطلّب ذلك.

وحتى لو كانت هناك في اليوم الواحد عشر بطولات، فنحن قادرون كغيرنا لتغطيتها، أما الاعتماد على أشخاص متواجدين في الحدث، أو نمرّ على كلّ فعالية، ونأخذ عدّة صور ونمشي، ولكن بهذا الأسلوب، لن نفي الحدث، ولن نمنحه حقّه أولاً، وثانياً، سنبقى بذلك ناقلين للخبر دون معرفة الشاردة والواردة في البطولة.

من ثُمّ قدر المستطاع سنحاول تغطية النشاطات كافّة، ومعرفة معاناة الرياضيين، ونشرها بشكلٍ مستمرٍّ، والابتعاد عن النشر الخبريّ قدر الإمكان، وحتى نبقى صوت الرياضيين والرياضة في شمال وشرق سوريا على الدوام.