سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بعد النقاهة.. انتكاسة للخطر في ظلّ الاحتلال

وكالة هاوار/ الشهباء ـ عاد إليه مرضه الذي أصابه منذ الطفولة، إثر هلعه من أصوات قصف طائرات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين، ومع فقدان المعالجة اللازمة وصعوبة تأمين الأدوية في الشهباء، حياة الشاب وعائلته في خطر.
داخل كل خيمة بمخيم برخدان في مقاطعة الشهباء قصص مأساة ومعاناة أهالي مقاطعة عفرين الذين خرجوا قسراً من منازلهم إثر عدوان جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
الشاب نوري محمد قاسم لا زال في الـ 18 من عمره، من أهالي قرية جوقة التابعة لعفرين، تقول والدته إنه حينما كان بعمر التاسعة تعرض لأول مرة لفقدان الوعي وارتفاع حرارته وتم نقله للمشفى، وتبين أنه يعاني من مرض العصب في شريان عند أذنه، وعندما يسمع أصواتاً قوية تؤثر على دماغه وتسبب فقدان الوعي لديه.
نوري وبعد معالجة مستمرة استطاع التخلص من المرض ولم يعد يشتكي من شيء حتى قبل خمسة أشهر من بدء هجمات وقصف طائرات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين واستهداف قريته، حيث أشارت والدته إلى أن الخوف من أصوات سقوط القذائف وتحليق الطائرات الحربية وقصفها على مدار الساعة، أثَّر على نفسية ابنها وهذا ما تسبَّب بعودة مرضه.
وتحدث والده محمد قاسم أنهم منذ عدة أشهر مجبرون على ربط ساقي ابنهم، وتابع: «يستيقظ في ساعات الليل بشكل فجائي نتيجة نوباته، ويدمِّر كلَّ شيءٍ حوله، حتى أنهم لا يستطيعون تركه يلهو مع باقي أصدقائه، وذلك بسبب قيامه عدة مرات ودون وعي بخنق رفاقه».
حالة الشاب نوري وتأثير قصف الاحتلال التركي عليه تهدد حياته وحياة من حوله للخطر، فمنذ مدة طويلة يمتنع نوري عن الأكل والشرب ويرفض الحديث، العائلة تسيطر على وضعه ونوباته عن طريق إبر مهدئة.
بحسب ما أكده الأطباء لعائلة الشاب نوري فإنه بحاجة ماسة لمشفى اختصاصي بالأعصاب ويتوجب مراقبته وتأمين أدويته بانتظام، إلا أن كل ما ذكر لا يتوفر في مقاطعة الشهباء، وعليها ناشد الوالدان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتأمين المعالجة السريعة وإنقاذ حياة ابنهم.
والجدير بالذكر أن حالة الشاب نوري ليست الأولى ولا الأخيرة وهناك المئات من الحالات المشابهة يعاني منها أهالي عفرين.