“بدي بسكليت” زخم كبير بالدعم من الرياضيين

جوان محمد/ قامشلو ـ

“بدي بسكليت” الحملة التي أطلقتها الصحفيّة ميديا غانم؛ تكللت بالإعلان عن أول فريق للدراجات الهوائية للسيدات بشمال وشرق سوريا بقيادتها، وسط تلقي دعم كبير من الرياضيين.

لم يجلب أي حدث اهتماماً محلياً وعالمياً بهذا الشكل، “بدي بسكليت” حملة تكللت بالإعلان عن أول فريق للدراجات الهوائية للسيدات في شمال وشرق سوريا بقيادة الكابتن ميديا غانم وذلك بعد الانتهاء من الماراثون الأول للحملة الذي أقيم برعاية الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة وهيئة البلديات بناحية عامودا. فتاريخ 16/1/2021، سيُخلّد في ذاكرة كل فتاة وامرأة تريد أن تقود دراجتها بحرية في شوارع مدنها، لماذا هذا الكلام؟ لأن الحملة ستستمر حتى تحقيق أهدافها، والهدف الرئيسي هو أن تتجول الفتاة بدراجتها بدون أي مضايقات، أو كلام جارح، الحملة مستمرة لتقام في عموم مناطق شمال وشرق سوريا.

وتولى مهام هذه الحملة والاستمرار فيها الفريق الذي أُعلن عنه عبر قائدة الفريق ميديا غانم ولديها الآن 15 لاعبة، وتلقوا الدعم على الفور من الاتحاد الرياضي ومن رياضيين وأندية رياضية في إقليم الجزيرة، ويسعى هذا الفريق إقامة ماراثونات في كافة المدن كما ذكرنا لتصبح قيادة الدراجات الهوائية عادة وليست جريمة، كما أن الفريق له آمال بالذهاب لإقليم كردستان لإقامة ماراثونات هناك، بالإضافة لتمثيل شعوب المنطقة في المحافل الدولية والمشاركة بالمسابقات الدوليّة، البعض سوف يسخر من هذا الكلام والبعض لن يصدق، ولكن إرادة امرأة واحدة أثارت ضجة إعلامية كبيرة فمنذ شهرين، وهي تقاوم كل المضايقات من خلال قدومها من منزلها بحي الهلالية إلى مكان عملها في صحيفة روناهي بالحي الغربي، وخرجت أصوات من هنا وهناك تقول “سوقوا مين مانعكم” ولكن نفس هؤلاء لن يعرفوا ما تعانيه ميديا غانم لو لم يشاهدوا أهاليهم وهم يسوقون الدراجات الهوائية في شوارعنا لن يدركوا حجم التنمر المتواجد.

وهذ الحملة لا تتركز على الجانب الاجتماعي فقط، بل هو مشروع رياضي لم يسبق أن حدث في مناطقنا حملة وماراثونات وفريق للدراجات الهوائية، ولو لم يكن ذو أهداف سامية لما جلب كل هذه الهالة الإعلامية على الصعيد المحلي، وعلى قنوات وصحف عالمية باتت تغطي الحملة ومنها:  قناة الحرة الأمريكية ـ سكاي نيوز عربي ـ التحالف الدولي ـ راديو BBC عربي ـ صحيفة ليفانت البريطانية.

ميديا كان شعورها لا يوصف يوم الماراثون هكذا ذكرت لصحيفتنا “روناهي”: ” شعوري لا يوصف أبداً”، نعم ليس أمراً عادياً أن تقاوم وسط كل العقبات من المجتمع، ولكن بنفس الوقت كان هناك دعم ومساندة أيضاً.

الفريق جاهز لتدريب الفتيات وإقامة بطولات لتفعيل رياضة الدراجات الهوائية وتصبح مثلها مثل أي رياضة أخرى وخاصةً الأندية الرياضية كانت مشجعة للحملة والفريق.

الاتحاد الرياضي قام برعاية الماراثون الأول لحملة “بدي بسكليت”، وقدم الدعم للحملة وكذلك كانت هيئة البلديات راعياً أيضاً، بينما قدمت أندية عديدة الدعم مثل نادي سردم: درع لقائدة الحملة ميديا غانم ـ دراجة هوائية وباقة ورد وحقيبتين طبيتين للفريق، وباص نقل من قامشلو إلى عامودا وبالعكس.

نادي الأسايش قدم باص نقل وساند الفريق، وحضر نادي قامشلو للسيدات الماراثون وهن بطلات إقليم الجزيرة لعدة مرات ومثلن عامودا وحققن لقب الدوري السوري معهن وتصدرن مرحلة الذهاب للدوري السوري باسم نادي الخابور هذا الموسم.

نادي قنديل شارك بالماراثون وحققت لاعبته ريم عبد الصمد المركز الأول ونالت دراجة هدية من الشاب فرهاد سعيد شقيق حامي عرين الجهاد سابقاً سامر سعيد وقدم دراجة للفريق كما دعم الحملة مادياً ومعنوياً منذ البداية، وقدمت هيئة الشباب والرياضة دراجة هوائية للفريق أيضاً.

طفلتان تقدمتا الماراثون كبادرة لتعليم الأطفال حب قيادة الدراجات وبأن الدراجة الهوائية كما هي للشباب هي للفتاة أيضاً، وبعدها انطلقت لاعبات الفريق ومتسابقات من مدينة قامشلو وعامودا، وبدأ الماراثون من دوار درباسية وانتهى عند ساحة المرأة الحرة، ولتقام مراسم التتويج بتكريم الفائزين بالمراكز الأولى من قبل الاتحاد الرياضي وهيئة البلديات بكؤوس وجوائز وميداليات وورود، وقدم الاتحاد الرياضي درعاً للهلال الأحمر الكردي لجهوده وحضوره الماراثون ومثلهم قوات الأمن الداخلي “الأسايش” بعامودا، وقامت قائدة حملة “بدي بسكليت” والفريق الذي أعلنت عنه ميديا غانم بتقديم درع شكر لكلاً من الاتحاد الرياضي وهيئة البلديات لرعايتهما الحملة.

الفريق يتعرض للانتقادات والسخرية مثله مثل فرق كرة القدم للسيدات، واليوم نفسهم يتفاخرون بهم بعد تحقيق الإنجازات على مستوى سوريا، وهذا الفريق أيضاً سيكون يوماً من الأيام في المحافل الدولية وسيتفاخرون به.