سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بداية الانهيار لحكومة العدالة والتنمية

آلدار آمد –

لقد تلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صفعات عديدة على وجهه خلال الثمانِ سنوات الماضية، وادخل تركيا في متاهات كبيرة، حيث تحولت تركيا بكل قطاعاتها الصناعية والتجارية والزراعية والسياحية إلى سلعة للمقايضة بين الدول الكبرى، وبمباركة ومشاركة أردوغان؛ وذلك من أجل تحقيق هدف واحد هو القضاء على الشعب الكردي وحركته التحررية في روج آفا وباكور كردستان. وقد كانت السياسة التركية وممارساتها في الشمال السوري هي الأكثر فظاعة وتخبطاً، حيث تم فضح سياسته الفاشية وعدائه لشعوب المنطقة لمنعها من الوصول إلى الحرية والديمقراطية، كما أن وقوف تركيا في وجه مخططات وأجندات الدول الكبرى في رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط وضعته في موقف لا يحسد عليه، بالإضافة إلى دعمه للإرهاب العالمي الذي جعل من الدولة التركية هدفاً لكل قيادات دول العالم التي تخشى من الإرهاب الذي يمتد إليها من تركيا خاصة، مما دعاها إلى محاربة من يساندها سِراً وعلناً.
وصل الاقتصاد التركي إلى حافة الانهيار، وانتشرت البطالة، وغلاء المعيشة، وزيادة القمع، وإرهاب الشعب وخنق الحريات وفرض الرقابة على الصحافة وزج السياسيين والإعلاميين في السجون، وفصل الآلاف من الوظائف بحجج واهية، كان له تأثيره الفعال على الشعب التركي وزاد من نقمته على أردوغان وحزبه.
 أردوغان لم يعترف إلى الآن بأن سياسته الفاشلة قد أوصلت تركيا إلى هذه الحالة، ويعيدها دوماً إلى التهديدات الخارجية والخطر على الأمن القومي التركي وكذلك حزب العمال الكردستاني، أي إن هناك في خارج الحدود من يريد تدمير تركيا ليُقنع الشعب التركي ويصرف نظره عن ممارسات أردوغان وحكومته وحزبه، وقد اقتنع الشعب التركي بهذه الأكاذيب لبرهة من الزمن. ولكن؛ إلى متى؟ والحقيقة انجلت وأصبحت واضحةً للعيان مع الانتخابات الأخيرة وما تمخّضَ عنها من نتائج، والتي أصبحت كالقشة التي قصمت ظهر البعير، وأظهرت الوجه الحقيقي لهم ولأفعالهم وأكاذيبهم، وانهار أردوغان على إثرها، ومن جهته  كان للصوت الكردي دوره في قلب الموازين على صعيد تركيا برمتها، فما أن نادى رئيس حزب الشعوب الديمقراطية المعتقل في سجون أردوغان صلاح الدين ديميرتاش مواطنيه إلى التصويت لصالح حزب الشعب الديمقراطية والابتعاد عن حزب العدالة والتنمية حتى تغيرت نتيجة الانتخابات كلياً في المدن الكبرى والتي كان أردوغان يأمل الفوز فيها، مثل إسطنبول وأنقرة ومرسين وملاطيا، والتي جاءت نتائجها كالصاعقة على رأسه. ولكنه؛ تجاهل كعادته للهزيمة وبدأ بإطلاق بطاقات الشكر والثناء لأخوته الكرد في شرناخ لمساعدتهم له والتصويت لمرشحيه ليصرف النظر عن خسارته في إسطنبول وأنقرة. إن هزيمة حزب العدالة والتنمية في إسطنبول وأنقرة يعني أنه فقد مقاليد السيطرة على السياسة التركية التي ستتجه في منحى آخر سترسم خيوطها في المستقبل القريب مع انطلاقة الربيع التركي الديمقراطي.