سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بتكاليف مرتفعة بدأ مزارعو جنوب الحسكة بحراثة أراضيهم

الشدادي/ حسام الدخيل –

ارتفعت تكاليف الزراعة في مناطق جنوب الحسكة مع بداية الموسم الشتوي، وذلك بعد قرار قطع مخصصات الجرارات من المحروقات. وصل سعر حراثة الأرض المروية إلى سبع دولارات للدونم المروي، بينما وصل سعر حراثة الدونم البعلي الواحد إلى 15000 ليرة سورية، مما يشكل ضغطاً كبيراً على المزارعين.
في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر، يبدأ المزارعون في مناطق جنوب الحسكة زراعة محصولي القمح والشعير، لكن يواجه المزارعون في المنطقة تحديات كثيرة، ساهمت بشكلٍ كبير تراجع الزراعة في المنطقة، أهمها ارتفاع تكاليف الزراعة، بالإضافة إلى الجفاف الذي تتعرض له المنطقة طيلة السنوات الثلاث المنصرمة، فضلاً عن قطع دولة الاحتلال التركي لمياه نهر الخابور الذي يعتبر الشريان الرئيسي للمزارعين في مناطق جنوب الحسكة.
ارتفاع تكاليف الحراثة
المزارع “سالم المخلف” بين لصحيفتنا “روناهي”: “هناك عدة عقبات تواجه المزارعون هذا الموسم، أهمها ارتفاع التكلفة حيث بلغ الطن الواحد من بذار القمح المعقم ذا الجودة الجيدة إلى قرابة 600 دولار للطن، كما أن سعر حراثة الدونم المروي الواحد بلغ سبع دولارات أي ما يعادل مئة ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر حراثة الدونم الواحد البعلي /15ألف/ ليرة سورية”.
وأضاف المخلف أن هذا الارتفاع في تكلفة الحراثة يعود إلى قطع مخصصات المحروقات المخصصة للجرارات. مشيراً إلى أن قطع مخصصات الجرارات من المحروقات أثر سلباً على قدرتهم على زراعة مساحات كبيرة من الأرض، خاصةً في ظل وارتفاع أسعارهما في السوق السوداء.

الصعوبات والعراقيل التي يواجهها القطاع الزراعي
وتعتبر تلك الزيادة في تكاليف الزراعة مشكلة جديدة يواجهها القطاع الزراعي، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة. فالمزارعون يجدون أنفسهم مضطرين لرفع أسعار منتجاتهم لتعويض تكاليف الزراعة العالية، مما يؤثر على الأسعار النهائية للمستهلكين ويزيد من الضغوط على الجميع.
وطالب المخلف الجهات المعنية بإعادة النظر في هذا القرار وتوفير المحروقات بأسعار معقولة للفلاحين. وأشار إلى أن ارتفاع تكلفة زراعة الموسم الشتوي سيؤدي إلى تراجع إنتاجية المحاصيل الزراعية وزيادة فجوة الطلب والعرض في الأسواق، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجهات المعنية لدعم القطاع الزراعي والحفاظ على أمنه.
كما نوه المخلف إلى أن هناك مشكلة أخرى تواجه المزارعون تضاف إلى مشكلة ارتفاع التكلفة، وهذه المشكلة تعتبر الأهم، وهي قلة مصادر المياه وخصوصاً للمزارعين الذين يعتمدون في ري مزروعاتهم على نهر الخابور.
وفي الصدد قال المهندس “عبد الحميد المحمد” العامل في مديرية الزراعة والري في الشدادي: “إن هذا الموسم لم يتم توزيع مخصصات الجرارات من مادة المحروقات، وإن أصحاب الجرارات هم من قاموا بوضع التسعيرة الخاصة بحراثة الأراضي الزراعية بما يتناسب مع أسعار المحروقات في السوق المحلية”.