بأنامل ناعمة يرسمنَ على بيضِ النعام

وكالات –

مشروع فني تديره مجموعة من النساء في الأردن يهدف إلى حماية الطبيعة وتحقيق استقلال اقتصادي خاص بهن، ويأتي هذا المشروع ضمن إطار المشاريع التي تقوم بها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.

المشروع هو الرسم على بيض النعامة فيأتي هذا العمل الإبداعي في إطار مشروع تديره الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، يهدف إلى تخصيص جزء من العائدات لتمويل محميات الحياة البرية بالمملكة الأردنية.

علماً أن الشعار الذي تنادي به الجمعية هو “ساعد الطبيعة تساعد الناس”، فهذا الشعار يوحي بأن حماية الطبيعة من شأنه أن يرتبط ارتباط وثيق بدعم المجتمعات المحلية أو بدعم الناس، فبالتالي المردود أو العائد المالي المتأتي من هذه المشاريع الاجتماعية الاقتصادية من شأنه أن يساهم في برامج حماية الطبيعة.

وتقضي نحو 20 امرأة وقتاً بين عدة ساعات وحتى بضعة أيام لإتمام العمل على بيضة واحدة في ورشة عمل بمحمية الشومري للحياة البرية. وتُباع الأعمال الفنية المزخرفة لاحقاً بأنحاء المملكة.

مشروع الرسم على بيض النعام بدأ سنة الألفين وجاءت الفكرة من أن البيض الفاسد يتم هدره وينكب لذا كان يجب الاستفادة منه بدلاً من رميه كشيء تالف، وبذلك اكتسبت المشاركات في المشروع مكسباً مادياً ومعنوياً بممارستهم هذه الحرفة المميزة.

وهدف المشروع هو المساعدة في تعزيز المحافظة على الطبيعة ودعم المرأة المحلية في مدينة الأزرق الأردنية بتوفير مصدر دخل دائم لها.

وتستخدم النساء في رسومهن تقنية تنقيط بعينها لتقليد الفسيفساء الصغيرة جداً.

وعادة ما يأتيهن الإلهام لفنهن من واقع الحياة البرية في المحمية الواقعة بمدينة الأزرق، على بعد نحو 110 كيلومترات شرقي عمان.

ونظراً للنجاح الذي حققته النساء في مشروعهن البسيط والمفيد هذه انضمت عشرات النساء لورش الرسم على البيض على مر السنين، ويتلقين راتباً شهرياً يُقدر بنحو 500 دولار، إضافة لحوافز أخرى.

ويتراوح سعر البيضة الواحدة المرسومة بين 70 و 300 دولار طبقاً لمدى تعقيد اللوحة الفنية المرسومة عليها. ويقدر عدد لوحات بيض النعام التي تُرسم سنوياً بنحو 600 لوحة كل عام.

ويحظى بيض النعام بشعبية لا سيما بين السياح الذين يبحثون عن شيء فريد يبقي ذكرى زيارتهم للبلاد.

وتربي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة النعام منذ سنوات، حتى قرروا أنه لم يعد مهدداً بالانقراض. والآن يحصلون على البيض غير المخصب من مزارع النعام المحلية في أنحاء المملكة.