سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بأداة صغيرة تحمي تراث شعبها

 تُزيّن منزلها بمنقوشات من صنع يديها فيزداد جمالاً ورونقاً، فبالنقش والتطريز تحافظ على تراثها العريق، انها ابنة تربه سبيه حامية تراث شعبها ميري مالكي.
 تعدّ ناحية تربه سبيه نموذجاً فريداً للتعايش المشترك بين الشعوب والإثنيات والأديان من كردٍ وعربٍ وسريان وأرمن وإيزيديين، الذين استطاعوا بعد ثورة روج آفا خلق مجتمع متحابٍ و متآخٍ، يتشاركون في الأفراح والأحزان وفي كافة المناسبات.
وقد تمكنت شعوب ناحية تربه سبيه من الحفاظ على إرثهم الحضاري وتطوير ثقافتها وتراثها أكثر من السابق، بعد ثورة 19 تموز 2012 وكان للمرأة بصمة في هذا الشأن التي مارست دورها الجوهري في الحفاظ على تراث شعبها العريق.
ميري مالكي امرأة سريانية من قرية محركان شمال شرق ناحية تربه سبيه 5 كم، في العقد الثامن، تعمل في مجال التطريز والخياطة منذ 60 عاماً، وتهدف الآن من خلال عملها إلى الحفاظ على الهوية والتراث السرياني، عبر النقوش والرسوم التطريزية.
يختلف منزل ميري مالكي عن باقي المنازل في قرية محركان، وحتى منازل ناحية تربه سبيه، حيث يوجد فيه العشرات من القطع المنقوشة يدوياً، والتي تعبّر عن تراث المنطقة وتراث المكون السرياني.
بإبرة صغيرة تحمي تراثها
 وتستخدم ميري مالكي التي ورثت مهنة النقش والتطريز من والدتها ـ التي كانت تصنع تجهيزات العرائس، من فرش وأغطية وأسرّة ـ في عملها فقط إبرة التطريز ولا يتجاوز طولها 10 سم.
توضح ميري مالكي لوكالة أنباء هاوار بأن عملها مُجهد لأنه يتطلب التركيز وعدّ القُطب، لكي تظهر الرسومات المنقوشة بشكل أجمل، كما ترى بأن عملها ممتع، فكلما تصنع قطعة تتحفز أكثر لصنع أخرى.
 وعدا عن تطريز الأقمشة، فهي تصنع من أكياس الخيش تُحفاً ومستلزماتٍ منزلية جميلة، كـ (ِليَف الحمام، ومستلزمات المطبخ).
لديها منقوشات صُنِعت منذ 40 عاماً
 ميري مالكي لازالت تحتفظ ببعض نقوش ورسومات والدتها التي توفيت قبل 40 عام،  من خلال عملها تحاول إبراز الثقافة والهوية السريانية وبذلك تحافظ على التراث السرياني.
وتمنت ميري مالكي أن يعمّ السلام والأمن في المنطقة، وأن يحافظ أبناء المنطقة على وحدتهم، وتوجهت بنداء إلى العالم باللغة السريانية، وقالت: “أتمنى أن يعمّ السلام في العالم أجمع”.