الشدادي/ حسام دخيل ـ
يعاني عمال الأجرة اليومية في شمال وشرق سوريا من استمرار انخفاض أجورهم، بالتوازي مع انهيار قيمة الليرة السورية، وسط غياب نقابات خاصة تدعمهم وتساهم في ضبط أجورهم، وهو ما زاد الأعباء عليهم وفاقم من أوضاعهم المعيشية.
بلغت ذروة الأجور اليومية ٥٠٠٠ ليرة سورية، أي ما يعادل ١.٢ دولار أمريكي. يعمل هاني الأحمد /٣٣ عاماً/ نجار باطون بمتوسط ساعات عمل يصل إلى اثنتي عشرة ساعة يومياً بدءاً من الساعة السادسة صباحاً ولغاية السادسة مساءً، وذلك بأجر يومي لا يتخطى الدولار الواحد.
“كل شي بالدولار إلا يومياتنا“
ويقول الأحمد لصحيفتنا: “بعد الانهيار المستمر لليرة السورية ووصولها لأدنى معدلاتها انخفضت قيمة أجورنا بشكلٍ كبير، حيث بتُّ أتقاضى أجر اثنتي عشرة ساعة عمل دولاراً واحدً فقط، أي ٤٠٠٠ ليرة سورية”.
ويتابع الأحمد: “كل شيء يحسب بالدولار إلا أجورنا”، في إشارة منه إلى أن أسعار السلع التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية تُباع حسب الدولار.
ولفت الأحمد إلى أنه منذ أكثر من عامين كان يتقاضى /٤٠٠٠/ ليرة سورية على عمله كنجار، أي ما يعادل ثمانية دولارات، عندما كان سعر الصرف /٥٠٠/ ليرة سوري للدولار الواحد؛ منوهاً إلى أن الأجر لا زال ثابتاً منذ ذلك الحين على الرغم من الانخفاض الكبير في قيمة الليرة السورية.
لا يكفي لشراء لتر من الزيت!
“يوميتي ما تشتريلي لتر زيت”، بهذه الكلمات بدأ حسين العبد الله /٣٠ عاماً/ حديثه لصحيفتنا. ويتابع العبد الله حديثه: “أصبح ملخص حياتنا هو الركض وراء لقمة الخبز والبحث عن مصدر رزق لنسد جوع أطفالنا”.
ونوه العبد الله إلى أنه يعمل مع ورشة لصب الباطون بدون أجر محدد وذلك حسب مساحة سطح المنزل الذي يتم بناؤه. مشيراً إلى أن أجرته تتراوح ما بين الـ /٢٥٠٠ والـ٥٠٠٠/ ليرة سورية فقط، وهذا المبلغ لا يمكن الشخص من شراء لتر واحد من الزيت.
محفوفة بالمخاطر دون تأمين صحي
وأشار العبد الله إلى أن مهنهم محفوفة بالمخاطر، وكل العمال معرضون لخطر حوادث العمل، ولكن على الرغم من هذا لا يوجد تأمين صحي يحفظ حقوق العاملين.
وأشار إلى أن أحد زملائه في العمل سقط من السيبة الخاصة بـ”الجبالة” من ارتفاع يزيد عن أربعة أمتار، وتعرض لعدة كسور ورضوض في أنحاء جسده كافة، ولكن على الرغم من ذلك لم تشفع له إصابته وخسر مبلغاً يزيد عن المليون ليرة للعلاج في المشافي دون أي ردة فعل تذكر من رب العمل.