رامان آزاد_
بعد إعلانِ الرئيسِ التركيّ عن شن هجمات وشيكةٍ وإحالته القرار إلى اجتماعِ مجلس الأمن القوميّ لاتخاذِ القرارِ، إلا أنّ الرفض الدوليّ جعل قرارَ المجلس يوم الخميس ضبابيّاً، ليواصلَ جيشُ الاحتلال التركيّ قصفَ عشراتِ القرى في شمال وشرق سوريا، وفيما تراجعٍ الزخم الإعلاميّ عن الحديث عن الهجمات، واصلت مواقعُ المرتزقة التطبيلَ للهجمة وكأنّها واقعٌ قائمٌ، إلا أنّ النشاطَ العسكريّ الروسيّ كان لافتاً.
الهجمات الاحتلالية اقتصرت على التهديدِ
قال مصدر مطلع فيما يسمى “الجيش الوطنيّ” الموالي لأنقرة، لم يذكر اسمه، لموقع العربيّ الجديد إنّ الجانب التركيّ أبلغ قادة الفصائل بتأجيل ما تسمى بالعمليّة العسكريّة إلى أجلٍ لم يُحدد بعد، خلال الاجتماع الذي جرى، مساء أمس السبت، في منطقة حوار كلس على الحدودِ السوريّةِ التركيّةِ، وأكد المصدر، أن تأجيل ما تمسى بالعملية قد جاء فجأةً بعد تحديد مسارها ومراحلها خلال اجتماع جرى قبل يوم من التأجيل.
ولم تحظَ ما تسمى بالعملية العسكريّة التركيّة بموافقة إقليميّة ودوليّة، مع رفض أيّ تغيير على خريطة السيطرة على طول الشمال السوريّ، وهو ما قد دفع أنقرة إلى تأجيل شن هجماتها الاحتلالية المعلنة في شمال وشرق سوريا، وما إن تمّ الرفض، حتى خفتت التصريحات الإعلاميّة عن شنَّ الهجمات، غير أن القصف التركي تصاعد في شمال وشرق سوريا خلال الأيام الماضية.
أما المواقعُ الإعلاميّةُ والصفحاتُ المواليةُ لأنقرة فقد روّجت لخبرِ أنّ قرارَ بدء ما تسمى بالعملية قد اتُخذ، وأنّها مسألةُ ساعاتٍ قليلةٍ لانطلاقها، وأنّ أنقرة ستقومُ بالمستحيلِ من أجلِ نصرتهم! ونشرت الخبر مع فيض من الشتائم والاتهامات.
استهداف تركيّ مستمر
ويستهدف جيش الاحتلال التركي بشكلٍ متكرر قرى وبلدات في شمال وشرق سوريا، رغم اتفاقية وقف إطلاق النار مع الجانب الأمريكي في 17/10/2019، واتفاق سوتشي مع الجانب الروسيّ في 23/10/2019.
وقصفت المدفعيّة التّركيّة بقذيفتين مدفعيتين، الأحد 29/5/2022، محيط قرية أم حوش والوحشيّة بريف حلب الشمالي، بالقرب من نقطة تمركز للقوات الحكوميّة، وفق ما ذكره مصدر عسكري لنورث برس، وقبله بيوم، قصفت المدفعية التّركية، قرية صوغانكة التّابعة لناحية شيراوا بريف عفرين بريف حلب الشمالي.
كما شهدت بلدتي زركان وتل تمر شمال الحسكة، مساء السّبت الماضي، قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة من جيش الاحتلال التركي، وأشار مصدر عسكريّ، إلى أنّ جيش الاحتلال التركي قصف بوابل من قذائف المدفعية والهاون قرية الغيبش غرب بلدة تل تمر، ما أسفر عن أضرار ماديّة.
وفي الليلة نفسها، قصفت المدفعيّة التّركيّة قرية تل كيفجي الآشوريّة، شمال بلدة تل تمر، بريف الحسكة الشمالي. وفي صباح اليوم نفسه، شهدت قرى “الدّشيشة والطّويلة وتل طويل” غربي تل تمر، قصفاً تركيا عنيفاً.
وفي عين عيسى شمالي سوريا، أصيب الشّاب “فادي خلاوي”، الأحد، جراء استهدافه بالأسلحة التّركية الخفيفة، وفق ما ذكره مصدر عسكريّ.
ومن جانبه قال المركز الإعلاميّ لمجلس منبج العسكريّ، إنّ جيش الاحتلال التركي قصف، منتصف ليل السبت، من القاعدة المقابلة لقرية شيخ النّاصر 14 كم شمال غربي منبج، قريتي اليالنلي والصّيادة في الرّيف الشمالي الغربي لمدينة منبج، شمال سوريا.
وأشار المركز الإعلامي إلى أنّ الاستهداف كان بعشرات القذائف المدفعية والهاون، وفي الوقت نفسه استهدفت فصائل معارضة موالية لتركية قرية أم جلود شمال منبج بالأسلحة الثّقيلة والمتوسطة.
وقال مجلس منبج العسكري على موقعه الرسميّ، إن القصف التركي طال كل من قرى (الهوشرية والتوخار والمحسنلي وأم جلود والصيادة واليالنلي)، بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأضاف أن الحصيلة الأولية لثلاثة أيام متتالية، كانت 41 قذيفة، من قواعده المتمركزة في قرى (توخار والهوشرية والياشلي وشيخ الناصر).
ويوم الأحد صباحاً قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بالمدفعية الثقيلة قريتي تنب وشوارغة في ناحية شيراوا، ما تسبب في أضرار ماديّة، ومساءً قصف جيش الاحتلال التركيّ قريتي أم حوش وتل قراح، في منطقة الشهباء.
