حلب/ رامان آزاد ـ
قتل واقتتال وسرقات بأنواعها واستيلاء غير مشروع على ممتلكات الأهالي الكرد وحوادث اختطاف وإخفاء قسريّ؛ هي عناوين عامة لسلوك مرتزقة الاحتلال التركيّ في عفرين المحتلة، وأسوأها على الإطلاق اختفاء مواطن أو مواطنة ليجد الأهالي بعد أيام الجثة مرمية في الطرقات أو العراء.
العثور على جثة فتاة مقتولة بعد خمسة أيام من اختطافها
أفادت مصادر محليّة بأنه بتاريخ 28/3/2021 عثر في مدخل قرية معملا/ معمل أوشاغي على جثة المواطنة جيجك عمر (21 سنة) مقتولة في ظروف غامضة. وقد تعرف عليها أهالي القرية.
وكانت المواطنة جيجك قد اُختطفت من قبل مسلحين يوم الإثنين 23/3/2021، من قرية معمل أوشاغي التابعة لناحية ماباتا/ معبطلي. ولا تتوفر معلومات تفصيلية حول ظروف الاختطاف وأسباب القتل.
اقتتال المرتزقة بباسوطة في عهدة القضاء العسكريّ
بعد الاشتباكاتِ العنيفة التي شهدتها بلدة باسوطة مساء السبت 27/3/2021 بين مسلحي الوحداتِ الخاصة التي يتزعمها المدعو “عبد الله حلاوة” المنشقِّ عن مرتزقة الحمزاتِ والملتحقِ بمرتزقة “فيلق الشام”، ومن الطرف الآخر مرتزقة الفاروق التي يتزعمها المدعو “رامي البطران” (أبو جابر)، بادرت لجنة التحكيم (رد الحقوق) إلى التوسطِ لوقفِ إطلاقِ النارِ بين الطرفين، بعد أن توسعتِ الاشتباكاتُ وشملتِ القرى القريبة وهي برج عبدالو وكفر زيت وشاديرة وغزاوية… ووقوع قتلى وجرحى في الصراع المسلح.
بعد التوقيع على ما سُمّي صك تحكيم رضائيّ، أعلنت لجنة التحكيم (لجنة رد الحقوق) في بيانٍ صدر الأحد 28/3/2021 الانسحابَ من المسألةِ، ووضعها في عُهدةِ القضاءِ العسكريّ، فيما تستمر حالةُ الاستنفارِ بين الطرفين.
وأفادت مصادر محليّة بأنَّ الاشتباكات أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى من الطرفين، ووقوع عددٍ من مسلحي “الحمزات” أسرى لدى مرتزقة “فيلق الشام”، وضُبطت في حوزتهم كمية من الحشيش المخدر. يُذكرُ أنَّ الاشتباكاتِ جاءت في سياقها المعهودِ، وهو التنافسُ الفصائليّ على السيطرةِ على مزيد من القرى، مع الأخذِ بالاعتبارِ أنَّ طريقَ باسوطة ــ غزاوية معبرٌ مهمٌ للتهريبِ والمكاسبِ الماليّةِ. ووقعت الاشتباكات على خلفيّة عمليات التهريب والمخدرات وفي محاولة “لمرتزقة “فيلق الشام” السيطرة على قطاع بلدة “باسوطة” و”جبل الأحلام” وقرية “برج عبدالو” وقرية “كفر زيت”؛ بحسب منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا.
اختطاف مواطن كردي في قرية قره كول
أقدم مسلحون تابعون للمدعو “أبو سالم” المسؤول الأمني في مرتزقة “الحمزات” المسيطرون على قرية “قره كول” التابعة لناحية بلبله، يوم الثلاثاء 23/3/2021 على اختطاف المواطن الكردي “أسد احمد حنان” بعد عودته من مدينة حلب، التي سافر إليها لاستكمال إجراءات بيع سيارته (الفراغة)، وتم اقتياده إلى المقر الأمنيّ الكائن في مركز ناحية بلبله، ولا تتوفر معلومات عن وضعه منذ تاريخ اختطافه.
في قرية حاج خليل التابعة لناحية راجو أقدم مسلحون من مرتزقة “الحمزات” التابع للاحتلال التركي يوم الجمعة 26/3/2021 على اختطاف المواطن حسين حنان رشيد (59 عاماً)، من أهالي حاج خليل، دون تبيان التهمة الموجهة إليه ولا الجهة التي اقتيد إليها.
سرقات متنوعة أحد أشكالها رفض تسديد الديون
ذكرت عفرين بوست أن مستوطنين تراكمت عليهم الدين تجاه محل سمانة نتيجة استجرار مواد غذائيّة وأسطوانات غاز، وبلغت حجم الديون 4 آلاف ليرة تركية، إلا أنهم يرفضون الوفاء بالديون المتراكمة لصاحب المحل المواطن الكردي (م.و.أ). وهو مبلغ كبيرٌ بالنسبة لمحل سمانة، ويعدّ عدم تسديد الديون شكلاً من السرقة أيضاً. من جهة أخرى أقدم لصوص على سرقة خشب باطون (البناء) من أمام منزل المواطن “محمد شيخو- من أهالي قرية ميدانا” الكائن بحي الأشرفية، وتبلغ كمية الأخشاب المسروقة 60 متراً.
ثلاث سنوات على اختطاف مواطن كرديّ
ما زال مصيرُ المواطن الكردي عبد الله عبدك بن حميد (63 عاماً) من أهالي قرية خرابي شران ــ ناحية شرا، معلقاً، وقد استكمل ثلاث سنوات على الاحتجاز القسريّ، فقد اختطف من منزله، بتاريخ 28/03/2018 من قبل عناصر مرتزقة “السلطان مراد”، واقتيد إلى سجن سجو (المعصرة)، وأفادت مصادر محلية بأنه نُقل إلى سجن الراعي وما زال قيد الاعتقال حتى تاريخه دون أي محاكمة، ولم تعرف التهمة الموجهة إليه.
وكان المواطن عبد الله قد اُختطف من منزله في القرية، فور عودته إلى منزله من الحقل وجلب معه المحرك المولد للكهرباء خشية سرقته.
قصف تركي عنيف… وتحرير عفرين ترد وتشتبك
جدد جيش الاحتلال التركي وفصائل المرتزقة التابعين له مساءَ الأحد 28/3/2021، قصفه المدفعيّ المكثف على قرى الشهباء مستهدفاً القرى الآهلة بالسكان من السكان المحليين والمهجّرين من أهالي عفرين.
ووفقاً لشبكة عفرين بوست، فقد استهدف جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين لها بشكلٍ عنيفٍ وبأكثر من خمسين قذيفة قرى “الوردية والشعالة وتل جيجان وسموقة وسد الشهباء” من نقاط تمركزه في قرية زويان بريف منطقة الباب المحتلة.
فيما ردّت قوات تحرير عفرين على القصف، باستهداف النقطة التركيّة في قريتي زويان وحزوان بالمدفعيّة الثقيلة، وبالتزامن مع القصف العنيف اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين قوات تحرير عفرين ومرتزقة الاحتلال على محاور زويان وحزوان، ولا تتوفر معلومات عما أسفرت عنه الاشتباكات.
وتزامن القصف المدفعيّ المتبادل مع تحليق لطائرات استطلاع وحربيّة روسيّة في أجواء المنطقة. وكانت “قوات تحرير عفرين” قد نفذت مساء يوم الجمعة 26/3/2021 عملية تسلل إلى نقاط مرتزقة الاحتلال التركيّ المتمركزة في محور كفر خاشر بريف حلب الشمالي في تمام الساعة 11:30، أسفرت عن مقتل مسلحين اثنين وإصابة آخرين بجراح. عرف من المقتولين المدعو “ياسر حاج احمد” من بلدة منغ وإصابة عدد آخر بجروح.
ويُشار إلى أن جيش الاحتلال التركي قد قصف بشكل مكثف وعنيف يومي الأحد والإثنين ٢١ و٢٢ آذار،المالكية، شوارغة، طاطمرش، مرعناز، شوارغة، تل عجار، كفرأنطون، بريف حلب الشمالي.
وكانت قوات تحرير عفرين قد نفذت عملية تسلل مماثلة 9/3/2021، على نقاط مرتزقة الاحتلال التركيّ المتمركزة في محور كفر خاشر بريف حلب الشمالي، وأسفرت عن مقتل مرتزق يُدعى “محمد حوراني” وإصابة عدد آخر بجروح، عُرف من بينهم المدعو “شحدو دنون”.
قطع 131 شجرة زيتون
أقدم مرتزقة الاحتلال التركيّ وعوائلهم المستوطنون في مخيم سهل كتخ بناحية موباتا/ معبطلي، على قطع ٤٠ شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن محمد مصطفى علي من أهالي قرية بعدينا، كما قطعوا 15 شجرة في مفرق قرية شيتانا، تعود ملكيتها للمواطن عبد الرحمن مصطفى، من أهالي قرية شيتانا. وعلى أطراف بحيرة ميدانكي قطع مستوطنون 76 شجرة تعود ملكيتها للمواطن محمد معمو من أهالي قرية جمان/ شران.
وتجاوز عدد الأشجار المثمرة وأبرزها الزيتون، التي تم قطعها بهدف الاحتطاب والاتجار بها نصف مليون شجرة، فيما تحوّل 15 ألف هكتار من الغابات الحراجيّة والصنوبريّة إلى مساحات جرداء.
“أبو عمشة” يقدم إعانات إغاثيّة للكاميرون
من السذاجة طرح سؤال “من أين لك هذا؟” ومعروف أنّ العمشات تسيطر على مركز ناحية شيه/ شيخ الحديد وثماني قرى، وقد اشترى السيطرة على قرية جقلي الوسطى من مرتزقة “محمد الفاتح” في بداية الاحتلال، وبالتدريج بنى أبو عمشة إمارته الخاصة، على حساب مواسم الزيتون للحقول التي استولى عليها وفرض إتاوة 15% على الموسم ثم جعلها 25% في موسم 2019 وعيّن مسلحاً في كلّ معصرة من المعاصر الثمانية العاملة. وبلغ مجموع ما تمت مصادرته 16 ألف تنكة زيت في ذلك الموسم، وبلغ مجموع ما تم تحصيله من فرض إتاوات على أهالي ناحية شيه/ شيخ الحديد لعام 2020 نـحو 12 مليون دولار أمريكيّ.
إرسال المعونات إلى الكاميرون تحت العلم التركي هو تصرفُ مواطن تركيّ، وأبو عمشة كغيره، حصل على الجنسية التركيّة، ومثل هذا جزء من عمل المؤسسات التركيّة التي تمثل القوة الناعمة التركية لتجميل صورتها في العالم، وتقوم به مؤسسات مثل إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، والهلال الأحمر التركيّ، ووقف الديانة التركية، وهيئة الإغاثة الإنسانيّة İHH وجمعية الأيادي البيضاء.
في ناحية شيه تم الاستيلاء على الكثير من العقارات والبيوت والأراضي لإقامة مشاريع خاصة من محلات تجارية ومول ومؤخراً وضع حجر الأساس لبناء مشفى وكراج… على أراضٍ مستولى عليها. ويحرص أبو عمشة على رفع العلم التركيّ في كل ركن حتى مئذنة المسجد الذي أعيد بناؤه بعد انهياره بسبب أعمال الحفر تحته بحثاً عن الآثار.
ما مصير العائلة الكرديّة؟
بعد تداول خبر اعتقال عائلة المهندس وليد حسن بركات من أهالي قرية جلمة التابعة لناحية شيراوا فيما كانت تنوي السفر إلى أوروبا، مع مجموعة أخرى، فقد تم الإفراج عن الجميع والإبقاء على هذه العائلة.
وكانت العائلة قد سافرت إلى إسطنبول الصيف الماضي بقصد الهجرة إلى أوروبا، واعتقلتها السلطاتُ التركيّة في 8/12/2020 في منطقة أدرنه بتركيا، وتم توكيل محامٍ تركيّ لمتابعةِ القضيةِ، وقد أفاد بأنّ السلطاتِ التركيّةَ سلمتِ العائلة إلى جهاتٍ مسلحة في سوريا، وأنّ تلك الجهة هي هيئة تحرير الشام في إدلب، فيما أفادت مصادر أخرى أنّ العائلة نُقلت إلى سجنٍ في قرية كلس الحدوديّة والتابعة لمنطقة إعزاز تديره مرتزقة “السلطان مراد”.
ومع تضاربِ المعلوماتِ، بقي مصير العائلة غير معروف حتى تاريخه. والعائلة هم أربعة أفراد:
المهندس وليد حسن بركات (42 سنة) وزوجته أربيل إبراهيم حنان، والطفلان حسن وليد بركات (8 سنوات) ولافند وليد بركات (6 سنوات).
