سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

انتفاضة 12 آذار نقطة انطلاق لبناء سوريا ديمقراطية

قامشلو/ ليلاف أحمد ـ

استذكر أهالي مدينة قامشلو انتفاضة 12 آذار؛ معبرين عن آلام الشعب الكردي إزاء سياسات النظام البعثي، ومدى آمال أبناء المنطقة في التحرر من الاستبداد والوصول للحقوق المشروعة.
ارتكب النظام البعثي في الثاني عشر من شهر آذار عام 2004 مجزرة بحق أبناء الشعب الكردي في مدينة قامشلو راح ضحيتها أكثر من ثلاثين مدني في مدن الجزيرة، ففي ذلك الوقت استغل البعثيون وأجهزة الاستخبارات المباراة بين ناديي الجهاد والفتوة لبث الفتنة بين الشعب السوري الواحد، واستغلال ذلك في ضرب الشعب الكردي، فوجهت السلطات البعثية أوامر بإطلاق أعيرة نارية عشوائية على مشجعي نادي الجهاد ما أدى إلى استشهاد عدد من أبناء مدينة قامشلو، وندد أبناء الشعب الكردي في جميع المدن السورية بهذه المجزرة الشنيعة مطالبين بمحاسبة المسؤولين، وتطور الأمر إلى اعتقال المزيد من أبناء الشعب الكردي، فكانت تلك الانتفاضة عبارة عن لبنة لبداية الانتفاضة رداً على القمع الممنهج.
أحداث انتفاضة 12 آذار
 وفي السياق تحدث المواطن “ج .م” عن الأحداث التي وقعت في ذلك الحين بقوله: “في البداية شاهدنا الكثير من الملاحظات قبيل المباراة، كزيادة القوى الأمنية والقيادين، والتفتيش، حيث أخذت أبسط الأشياء من مشجعي نادي الجهاد، في حين لم يتم تفتيش الطرف الآخر، ولوحظ وجود الأحجار بحوزتهم”.
وأردف قائلاً: “اعتقدنا أن الأمور تسير بشكل طبيعي ليبدأ بعد ذلك جمهور فريق الفتوة برمي الأحجار والضرب المبرح، فيما تراجع الجمهور الآخر، وما زاد الأمر حدة مساعدة القوات الأمنية معهم، وقد ترافق ذلك وقوع الأطفال من الأدراج، مما أدى إلى وفاة أعداد منهم وحدوث العديد من الإصابات”.
ما هدف النظام البعثي؟
وأشار “ج.م” إلى الهدف من هذه الخطة بقوله: “غاية النظام البعثي واضحة جداً وهي بث الفتن بين الشعبين الكردي والعربي وكذلك خوفهم من وصول الشعب الكردي إلى أبسط حقوقهم، كالمشاركة في المباريات، والتقدم بخطوات حثيثة آنذاك، فالطرف الآخر لم يقبل ذلك إلى أن شنوا هجوماً على أرضنا وأثاروا الشغب بين أبناء المنطقة كرداً وعرباً”.
فيما أوضح أن النتائج كانت وخيمة على السلطات الشوفينية، لأن الكرد استطاعوا أن يتوحدوا في وجه القمع والاستبداد، واستمروا بالانتفاضة وكذلك أدرك الشعبين الكردي والعربي المؤامرة التي يسعى النظام السوري إلى خلقها فسعوا إلى إفشالها.
سياسات البعثيين
 فيما تحدث المواطن “سالم غانم” من مدينة قامشلو عن سياسة البعثيين، من قساوة وعدم تقبل ثقافة الآخر، وأشار في حديثه إلى أن المؤامرة التي ارتكبت في مدينة قامشلو حدثٌ لا يُمحى من ذاكرة الأهالي، وقد ارتكبت بحقهم أبشع الجرائم من قبل البعثيين، حيث كانوا يوصفون الكرد بالانفصاليين، كما يريد البعثيون إبعاد الكرد عن شعوب المنطقة من العرب والسريان والآشور.
وأوضح غانم من خلال حديثه أن التدخلات التركية العسكرية في سوريا وعلى وجه الخصوص في مناطق شمال وشرق سوريا، زادت من التلاحم بين أبناء شعوب المنطقة بجميع أديانها وطوائفها.
فيما أشار “غانم” إلى الحس والشعور الوطني عبر وجود التعايش السلمي بين أبناء المنطقة في ظل الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، واختتم حديثه بقوله: “انتفاضة قامشلو وضعت الحجر الأساس، وباتت نقطة انطلاق للبحث والسير لبناء سوريا ديمقراطية موحدة”.