انتشار اللاشمانيا في إقليم الفرات.. والحاجة إلى الأدوية

عين عيسى ـ انتشر في الآونة الأخيرة مرض اللشمانيا بكثرة في إقليم الفرات (مقاطعة كوباني، بلدة صرين، وناحية عين عيسى)، فتوجَّه الأهالي إلى مستوصفات الهلال الأحمر الكردي في إقليم الفرات والتي للأسف الشديد لا تتوفر لديها الأدوية اللازمة لمنع انتشار هذه الأمراض السارية.
واللشمانيا هو مرض طفيلي المنشأ يتنقل عن طريق لسعة ذبابة الرمل وهي (حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية لونها أصفر)، وتنتقل قفزاً ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً. لذا؛ قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها، وتنتقل ذبابة الرمل الطفيلية المُسبِّبة للشمانيا عن طريق مصِّها من دم المصاب إنساناً كان أم حيواناً كالكلاب والقوارض، وينتشر المرض في المناطق الزراعية والريفية وتظهر أكثر الحالات من هذا المرض على الأطفال الذين يقومون باللعب بجانب المستنقعات ويظهر بشكل جلي على الأشخاص المصابين به في المناطق المكشوفة من الجسم، وينتج هذا المرض من جرَّاء الأوساخ، الركام، الجثث، وعدم وجود ظروف معيشية ملائمة وتجاهل المنظمات الدولية في تقديم الأدوية المطلوبة، وبدخول فصل الصيف وازدياد درجات الحرارة ونقص الرعاية الصحية وعدم تنظيف الصرف الصحي داخل المخيم وريف بلدة صرين، الذي أدَّى إلى تشكُّل المستنقعات في داخله وخارجه، ووفَّرت بذلك بيئة ملائمة للبعوض الناقل لمرض اللشمانيا، ويبدأ أعراض هذا المرض بظهور كتلة صغيرة حمراء اللون في الجلد، وذلك خلال فترة تتراوح بين أسبوعين لأربعة أسابيع بعد التعرُّض للَّسعة في مناطق الجلد المكشوفة، يكبر حجم الكتلة بشكل بطيءٍ خلال بضعة أسابيع وأحياناً تصبح الكتلة مُتقرِّحة، تدوم الآفات في الجلد لفترة تتراوح بين 6 أشهر و18 شهراً، ومن ثمَّ يتماثل المريض للشفاء لكن ندوباً تبقى ظاهرة على الجزء المصاب، كما أنَّ مخيم عين عيسى في إقليم الفرات والذي يُؤوي آلاف النازحين من مختلف المناطق السورية بات اليوم عرضةً للأمراض في ظل غياب الرعاية والتوعية الصحية من قبل الجهات المعنية والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى وجود مستنقعات بمساحة 2000 متر مربع بجانب المخيم يتم تصريف مياه الصرف الصحي والفضلات إليها بشكل عشوائي الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الأوبئة في حال استمرار وجودها، وللوقاية من مرض اللشمانيا يجب عدم استعمال الألبسة المكشوفة في المناطق الموبوءة واستعمال المبيدات الحشرية والناموسيات سواء العادية أو المطلية بالمبيدات وأيضاً التعاون مع حملات البخ وإدخالهم إلى البيوت (بخ حول اللمبات، وإطارات النوافذ والبرادي وملء شقوق البيوت والأسقف بالكلس الحي لقتل البيوض)، ووصل عدد المصابين باللشمانيا في مخيم الأقطان بعين عيسى حوالي 30 حالةً بحسب القائمين على إدارة المخيم، أما في بلدة صرين فوصل إلى حوالي 60حالةً من مرض اللاشمانيا، وفي مقاطعة كوباني وصل إلـى 70حالةً، ولم تتوفر الأدوية في إقليم الفرات، حيث العديد من المرضى يلجؤون إلى مستوصف الهلال الأحمر الكردي. ولكن؛ لا تتوفر أدوية في المستوصف للمعالجة، ويناشد إداريو الهلال الأحمر الكردي المنظمات والجمعيات الإنسانية والمعنية بتقديم الأدوية اللازمة لمعالجة مرض اللشمانيا والسل والحد من انتشارهما وبخاصةٍ في بلدة صرين ومقاطعة كوباني؛ ذلك أن هذه الأدوية غير متوفرة في مستوصفات الهلال الأحمر الكردي في المناطق المذكورة سابقاً للمعالجة من المرض والحد منه.