سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

امرأة في العقد الخامس تتحدى الزمن في إعالة أسرتها

الطبقة/ كامل المحمد ـ

امرأة متقدمة في العمر اجتمعت عليها مصائب الدهر كافة، وأرغمتها الأوجاع في الوقوف وجها لوجه مع صعاب الحياة، فأصبحت المعيل لأسرة كاملة بعد وفاة زوجها، وثلاثة من أبنائها وزوج ابنتها، بمهنة منزلية تقتات عليها هي وأسرتها الفقيرة، وقد اتخذت من العمل شعار التضحية والنضال بعيدا عن الفاقة والعوز.
غصون حمشو “أم عمر” كما يحلو للأهالي أن ينادونها، من مدينة الطبقة، اثنتان وخمسون عاماً، فقدت زوجها وثلاثة من أبنائها، وزوج ابنتها أبان سيطرة مرتزقة داعش على المدينة، إضافة إلى فقدانها ابنتها وزوجة ابنها منذ سنتين في سجون حكومة دمشق، عند ذهابهما لإجراء عملية لعين حفيدها البالغ من العمر أربع سنوات، وباتت الآن مسؤولة عن سبعة أطفال، وثلاث بنات شابات، ومنذ وفاة زوجها وأولادها، وهي تقوم بإعالتهم، وإعالة نفسها.
امرأة مكافحة وعاملة
ومن خلال لقاء صحيفتنا “روناهي” مع المواطنة غصون حمشو: بعد فقدان زوجي، وأبنائي وزوج ابنتي اتخذت قراري في العمل لإعالة عائلتي، فكان أنسب عمل أستطيع أن أقوم به، وأن أكون بجانب الأطفال في آنٍ واحد، هو عمل مؤونة لأهالي المنطقة، بعد أن يأتوا بالمواد اللازمة، فاتخذت هذا العمل مصدراً لإعالتي، وإعالة عائلتي.
وعلى الرغم من معاناتها من مرض السكري، وفي ظل هذه الظروف المادية الصعبة، التي يعاني منها غالبية المواطنين في سوريا، لم تضعف الجدة غصون حمشو إرادتها بوفاة زوجها وأولادها بل على العكس تحدت كل ذلك بصبر وإصرار على المقاومة في وجه المصاعب.
وأشارت: “أنا فقدت زوجي وأولادي ولم أفقد عزيمتي وإصراري على متابعة الحياة وتربية ابني وبناتي وأحفادي، وسأبقى مستمرة حتى آخر يوم في حياتي”.
واختتمت حديثها بتوجيه رسالة إلى كل امرأة فقدت زوجها أو أولادها، وألَّا تقف مكتوفة الأيدي، وتجعل من هذه الظروف، التي مرت بها سبباً لكسر إرادتها بل العكس تماماً يجب عليها الوقوف في وجه المصاعب، التي تواجهها لكي تحافظ على استمرارها في الحياة.