سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

اليوم العالمي لمكافحة التصحر

 محمد سعيد_

منذ ما يقارب من ثلاثين عاماً أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع عشر من حزيران يوماً عالمياً لمكافحة التصحر والجفاف، وذلك لتسليط الضوء أكثر على هاتين المسألتين حيث تتعدد الوسائل والمواضيع والورش التعريفية التي تهدف إلى زيادة وعي السكان بمخاطر هاتين المسألتين الخطيرتين…
وعلى الرغم من مرور ثلاث عقود على إعلان هذا اليوم إلا أن نسبة كبيرة جداً من الناس لا يعرفون المعنى الحقيقي للتصحر ومخاطره الكارثية على العالم كله، التصحر هو عملية تحول الأرض الخصبة إلى أرض قاحلة (ندرة الغطاء النباتي أو انعدامه) يصعب زراعتها بالمحاصيل، ويتركز تواجد الصحارى عادةً في المناطق الجافة والقاحلة التي يقل الهطول السنوي فيها عن 250 مم، ومن أشهر الصحارى في العالم هناك الصحراء الكبرى الإفريقية والصحراء العربية في شبه الجزيرة العربية وصحراء فيكتوريا الكبرى في أستراليا وغيرها الكثير….
ويعود سبب التصحر بالدرجة الأولى إلى الاستغلال الخاطئ للأرض من قبل الإنسان من حيث الإفراط في الزراعة وعدم اتباع دورة زراعية مناسبة والإفراط في رعي الحيوانات (الرعي الجائر) وإزالة الغابات وطرق الري التقليدية وغير المناسبة في المناطق الجافة، ولا نغفل أن التصحر يرتبط بالجفاف الذي قد يحدث طبيعياً نتيجة تغير المناخ وتعد موجات الجفاف من المخاطر الطبيعية البطيئة التفاقم ولكنها كارثية وأكثر ضرراً…
وإذا ما لخصنا عملية تصحر أرض ما بما قد يسمى دورة التصحر نستطيع القول بدايةً أن هناك استغلال مجحف للأرض أو تجفاف بفعل تغير المناخ يؤدي لكشف التربة وجفافها، ثم الفيضانات والرياح تعري التربة بسهولة كبيرة فتصبح الأرض قاحلة فيقل المطر الهاطل جراء تبخر الماء من المنطقة فتصبح هذه المنطقة أكثر جفافاً فيتغير المناخ وبعدها تتزايد الضغوط على موارد الأرض الخصبة في مكان آخر وتصبح عرضة أكثر ـ من أي وقت مضى ـ لخطر الاستغلال فتعاد دورة التصحر لِتُطبق على هذه الأرض الجديدة وتزداد مساحات الصحارى في العالم ويزداد الضغط على أراضي زراعية أخرى وهكذا… لذلك؛ فإن خطر التصحر والجفاف كبير ويجب أخذه بعين الاعتبار كخطر داهم لأخصب وأغنى بقاع العالم إذا ما استمر الجفاف وسوء استغلال الموارد الطبيعية المتجددة وعدم ترشيد استهلاك المياه وغيرها الكثير من العوامل والتي يسببها الإنسان بشكلٍ أساسي.