اليوم الثامن من احتجاجات إيران… تضامن عالمي

أسفرت الاحتجاجات الشعبية في إيران عن مقتل أكثر من 40 شخصاً، واعتقال المئات خلال ثماني ليال من التظاهرات، وفق حصيلة جديدة، أعلنتها وسائل إعلام رسمية.

يتزايد التضامن الرسمي، وتأييد الشخصيات العالمية المختلفة لاحتجاجات الإيرانيين، وتنتشر التظاهرات العامة في إيران، في ارتفاع ملحوظ لعدد الضحايا، وقد دخلت الجهود المبذولة لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، ومواجهة حملة الرقابة الإيرانية مرحلة أكثر جدية.

في اليوم الثامن على التوالي، انطلقت الاحتجاجات الليلية في العاصمة طهران، فشملت خمسة أحياء، فيما تؤكد مقاطع فيديو انطلاق مظاهرات في مدن رشت، وكرج، وسنه، وغيرها، قبل أن تحاول قوات الأمن تفريق المتظاهرين بالرصاص الحي، وقد ظهرت قوات الأمن في مقطع فيديو مصور، وهي تطلق الغاز المسيل للدموع، والرصاصي الحي ضد المحتجين، وقد تلقى بعض رجال الأمن الإيراني ضرباً مبرحاً من نساء محتجات.

مواجهة الشرطة

وقد قامت قوات الأمن الإيرانية بالاعتداء الوحشي على فتاة تدخلت لإغاثة فتاة أخرى، أثناء الاحتجاجات في شيرا، وتحذير واسع لشرطة طهران عبر مكبرات الصوت المواطنين من الانضمام للاحتجاجات.

وفي بعض التسجيلات شوهدت عناصر من الأمن، تطلق الذخيرة الحية، باتجاه متظاهرين غير مسلحين، في بيرانشهر وماهاباد، وأورمية.

وفي السياق أصدر نحو 100 سينمائي إيراني بياناً لدعم المتظاهرين، فخاطبوا العسكريين الإيرانيين: “هذه البنادق تم توفيرها لكم، بأموال عامة للدفاع عن الشعب، لا توجهوا البنادق إلى الإيرانيين والشباب، عودوا إلى أحضان الشعب”.

واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بإطلاق النار “بصورة متعمدة… بالرصاص الحي على متظاهرين”، داعية إلى “تحرك دولي عاجل لوضع حد للقمع”.

قالت الناشطة الإيرانية ماسيه ألينجاد، إنها تلقت مقاطع فيديو تفطر القلب لنساء في مواجهة مع الشرطة، وهن من دون حجاب، في تحد للقمع الحاصل، والتضييق؛ بسبب قوانين الحجاب السارية منذ 1983.

وقد لمست الناشطة الإيرانية غضبا عارما للنساء الإيرانيات، وعموم المواطنين بعد مقتل الشابة جيما أميني في عموم البلاد الإيرانية، من خلال رسائلهم النصية، التي تتلقاها.

تضامن عالمي

وأحرقت الإيرانيات أغطية الرأس، وقامت بعضهن بقص شعرهن احتجاجاً، على قواعد اللباس الصارمة، في تحركات تردد صداها من نيويورك، إلى إسطنبول ومن بروكسل إلى سنتياغو بتشيلي، وامتد غضب المظاهرات إلى شوارع مدن أخرى مثل، العراق والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة والسويد، وألمانيا واليونان، وباكور وباشور، وروج آفا كردستان؛ للتعبير عن، تضامنهم مع المحتجين الإيرانيين.

وتتصاعد المخاوف في الاحتجاجات الإيرانية الحالية، إذ يشعر البعض بالقلق من أن “التاريخ قد يعيد نفسه” بعد المظاهرات، التي أعقبت وفاة الشابة جينا أميني.

ومع تجدد التظاهرات في إيران، تلجأ السلطات في طهران إلى تعطيل خدمات الإنترنت، بهدف التعتيم على القمع، الذي تمارسه تجاه المحتجين، إذ تقول منظمة هيومن رايتس إيران، إن ما لا يقل عن 50 شخصا، قتلوا في التظاهرات الأخيرة.

وقد تظاهر المئات السبت 24 أيلول، أمام مكتب الأمم المتحدة في هولير احتجاجاً على القمع في إيران، رافعين صور جينا أميني، ونددت منظمات غير حكومية دولية، مثل منظمة العفو الدولية، بحصول “قمع وحشي”، و”بالاستخدام غير القانوني لطلقات معدنية، وللغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه، والعصي؛ لتفريق المتظاهرين” في إيران.

وكالات