كاوە نادر قادر/ هولير_
منذ انهيار تنظيم داعش الإرهابي قبل نحو ثلاث سنوات (آذار 2019)، وفي تطور غير مسبوق، شنت مجموعة من عناصر داعش الإرهابي مساء یوم الخميس 20 من هذا الشهِر، هجوما علی سجن غويران بالحسكة “الصناعة” من قبل 200 انتحاري ومهاجم، بعد أن أعدوا لهذا المخطط ما يقارب مدة ستة أشهر، فدخلوا الى المنطقة من الأراضي المحتلة في سري كانيه، وكري سبي (تل أبيض)، ومن الأراضي العراقية حسب ما جاء في بیان قوات سوريا الديمقراطية یوم 23 من هذا الشهر، بهدف السيطرة عليه، وإخراج السجناء الإرهابيين المتواجدين فيه، وهدف هذا الهجوم يمكن أن نحدّده بهذا المقال:
– إظهار أن داعش لم تنتهِ ودخلت مرحلة جديدة کما یسمونە “عودة ظهور التنظيم الداعشي”، خصوصاً من جانب (تركیا وسوريا وایران)، لمحاربة المكاسب القومية والوطنية الكردستانية.
– الضغط علی قوات سوريا الديمقراطية، وقوات التحالف الدولي؛ لمحاربة الإرهاب، ضمن محاولة لإجراء تغيرات مواقع داخل موازين القوی في منطقة الشرق الأوسط.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا یُدعم هذا الهجوم إعلامیّاً من قبل العديد من محطات التلفزيونية العربية الرئيسية!؟ ولماذا تهاجم تركيا بطائرات الدرون الوقت نفسه، وأمام أعین العالم قوافل المساعدة العسكرية، ومسؤولي قوات سوريا الديمقراطية داخل السجن المذکور؟ ثم کیف تم وصول هؤلاء المهاجمين إلی داخل ومحيط هذا السجن؟ وكيف تم حفظهم من قبل الخلايا النائمة المتواجدين حول السجن؟ وکیف تم تزويدهم بالخرائط والمعلومات والأسلحة؟ علماً أن هناك معلومات تُفيد: أنە تم إيواء هذه العناصر الداعشية عند موالين للنظام السوري في حي الزهور/ بالحسكة، وهناك سؤال آخر، لماذا تصدر وزارة الخارجية السورية، والقوات الروسية الموجودة في قاعدة “حمیمیم” بیاناً یُندد بتدخل أمريكي وبمزاعم خطورة هذا التدخل علی المدنيين!؟ ولا ُیندد بالهجوم الإرهابي الداعشي!!؟ هذە الأسئلة كلها توصلنا إلى نتيجة مفادها: أن هناك مؤامرة مشتركة لدی هؤلاء جميعاً، تآزر إقليمي (تركیا، سوريا، إیران) ودول أخری من أجل التخلص من قوات سوريا الديمقراطية، وعودة النظام او المرتزقة الدواعش!؟،
– فبعد فشل المؤامرة في تحقيق أهدافها، یحاول البعض من المنابر الإعلامية، وخاصة التركية والسورية، توظيف نتائج هذە العملية الفاشلة، لتظليل الرأي العام العربي، وإظهار قوات سوريا الديمقراطية محاولتها لإحداث تغیر ديموغرافي في هذه المدینة لصالح الکرد (علماً أن الحسكة مدينة كردستانية بامتياز).
فهذا الهجوم ورغم السيطرة علیه خلال أیام، يظهر للملأ جلياً أنه مؤامرة کبیرة من قبل الدول المحتلة لكردستان، ومخطط له من قبل العديد من الدوائر، التي ُتعادي قضيتنا القومية والوطنية الكردستانية، وبالتنسيق مع عناصر من ما یُسمی “الخلایا النائمة الداعشية” والمنضوية تحت لواء جماعات ما تُسمی بالمعارضة السورية.