أدت أعمال القتال والإرهاب واجتياح المدن، ومداهمة المنازل على يد قوات النظام والجماعات الجهادية المسلحة، والرغبة في الضغط على الشبان المعارضين لتسليم أنفسهم، إلى تعرض الكثير من النساء إلى الاحتجاز والخطف والاعتقال، وما يتبع ذلك من تعذيب نفسي وجسدي، وممارسة لاعتداءات وانتهاكات جسدية للمعتقلات، التي خلفت آثارًا نفسية ومجتمعية عليهن امتدت إلى المجتمع ككل، كالانعزالية والتفكك والتشرذم الأسري.
تعاني النساء السوريات وأسرهن من التراجع الكبير في المستوى الصحي مع استمرار عمليات الصراع والاضطرابات الأمنية، مما أدى إلى انتشار الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات بينهن، لاسيما وأن النساء هن الفئة الأكثر عرضةً للخطر نتيجة انخفاض عدد الولادات التي تخضع لإشراف طبي متخصص، وغياب القدرة على الحصول على خدمات ما قبل الولادة وما بعدها، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل أبرزها: سوء الأحوال المعيشية لاسيما مع تزايد عمليات النزوح واللجوء وما صاحبها من أوضاع غير إنسانية في المخيمات كنقص الأدوية والأدوات والأجهزة والمواد الطبية؛ خاصة بعد فرض قانون “قيصر” للعقوبات الذي تأثرت به كل المحافظات السورية، إضافة إلى معاناتهم سوء التغذية بسبب تلوث الغذاء والمياه وندرتهم في بعض المناطق، وتقاعس عدد من المنظمات الدولية عن القيام بدورها على أكمل وجه تجاه النساء وأسرهن، وانشغالها بإصدار البيانات والتصريحات الإعلامية، إلى جانب الفساد وعمليات السرقة التي تتعرض لها مخصصات الإغاثة فلا تصل لمستحقيها من الأسر السورية، وتوجيه معظم موارد المجتمع السوري إلى التسلح، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب الرعاية الصحية عمومًا وصحة المرأة خصوصًا ومتطلبات الأمومة، علاوة على تفشي الأمراض الخطرة في المخيمات والمحافظات السورية التي تهدد حياة النساء وأسرهن، حيث نقل المرصد مؤخرًا تحذير وقلق منظمة الصحة العالمية من التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد خاصة مع الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد، وتعذر توفير الخدمات الوقائية الطبية، لاسيما في المخيمات.
السابق بوست