سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المَرأة… نبض الثّقافة وشِريانها

تَقرير/ هايستان أحمد

رُونَاهي/ قامشلو: تنظمّ هيئة الثّقافة في شمال وشرق سوريا وإقليم الجّزيرة بالتّعاون مع رابطة المَرأة المُثقَّفة، وتحت شعار “المرأة… نبض الثّقافة”  مهرجان أدب وفن المرأة الخامس في مدينة قامشلو، وذلك في مركز محمد شيخو للثّقافة والفن، لتتلون ساحة الثّقافة بأدب المَرأة.
لطالما كانت المرأة الرّكن الأساسي من أركان الحياة بكل نواحيها وسُبلها، فهي المُضحيّة والعاملة والكادحة والمُحبِّة والكريمة المعطاءة، وفي تطورٍ ملحوظ بدأت المرأة تخطو خطوات ثابتة وراسخة في المجتمع العالمي كُلّه، وكانت جديرة بالنّجاح والتّألّق في كل الساحات، فقد دُوِّنت بأقلام النّسوة الكثير من الأدب وتسلطت الأضواء على فنها وثقافتها وفكرها النيّر، ولكن للمرأة في شمال وشرق سوريا خِصال مُتميزة وفريدة من نَوعها، فقد أصبحت المرأة في شمال وشرق سوريا مثالاً للمرأة المثاليّة من كل الجوانب، وتقدمت بكلِ ثقة إلى ميادين الحياة كافة، من سياسة وأدب وفن، وأصبحت نساء هذه المنطقة رائدات الحياة، ورسمْنَ بأقلامهن وسلاحهن طريق مستقبلٍ مشرق واعد، فلو تجوّلت في هذه المدن ستجد المرأة إلى جانب الرّجل في كل جوانب الحياة، بل وكانت قادرة على التّمييز على الرّجل بعملها واعتناءها بمنزلها وأطفالها إلى جانب حماية أَرضها، وامتزج تراب الوطن بِدمائها الطّاهرة في سبيل الدّفاع عن القضيّة والهويّة.
نِساء شمال وشرق سوريا شُموع المُستقبل
ولأنّ العلم والثّقافة وتطوّر الفكر الحاجز المنيع بوجه التخلف والتطرف أكدت نساء شمال وشرق سوريا على المواظبة بالعلم والثقافة والفن من أجل ارتقاء العجلة الثقافية، ومن هذا المنطلق نظّمت النّسوة حركات وروابط ثقافية، فقامت بإحياء العديد من الحفلات الفنية والمهرجانات الثقافية والمعارض التّشكيلية التي بدورها ساهمت بجذب أكبر عددٍ من الفئة الشّابة في المجتمع، وخلال عدة سنوات تشكلت فرق فنية وموسيقية هدفت إلى توسيع آفاق فكر المرأة في المجتمع أكثر وأكثر، ومن الفعاليات التي تقدمها النسوة في شمال وشرق سوريا “مهرجان أدب وفن المرأة”، الذي يُنظّم بشكلٍ دوري كل سنة، والمهرجان بدأ منذ أربع سنوات وما زال قائماً، حيث من المقرَّر أن يُقام هذه السنة أيضاً وللمرّة الخامسة بتاريخ 1/3/2020م، برعاية “هيئة الثّقافة في شمال وشرق سوريا وإقليم الجّزيرة” ورابطة المرأة المُثقَّفة، وسيكون كما سابقه مليئاً بالفعاليات والأنشطة الثّقافية المتنوِّعة بين الشِّعر والقِصَّة والغناء والنّحت والأعمال اليدوية والفن التّشكيلي، وحول المهرجان وتفاصيله ,حدثتنا العضوة في لجنة تحضير المهرجان “آهين محمد“، قائلة: “لم يتغيّر المهرجان عن سابقه كثيراً سوى بعدد الأيّام المقامة فيه، بسبب الأوضاع الرّاهنة التي تمر بها سري كانيه وكري سبي وعفرين، حيث سيكون على مدار يومٍ واحدٍ فقط، والمشاركات متنوعة وغنية، وقد دعونا  نساء من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا لأن الفن لا حدود له، ونتمنى أن تشارك كل النساء ويجدْنَ أنفسن في هذه الفعالية، فهدفنا منذ تنظيم المهرجان هو استقطاب النساء المُبدعة الفنية المثقفة لنقدِّم كل ما هو جميل ومفيد، وقد كان للمهرجان دوره الخاص بزيادة الوعي الثقافي بالتقدم والتطور، ففي السنوات الأولى كان أدب المرأة على نطاق ضيّق، أمّا اليوم نجد أدب وفن المرأة ازداد وبأفضل نتاجٍ، وهذا هو أملنا الذي نجده يتحقّق بهن”.
والمشاركات الأدبية واللغات الثّلاث الرّسمية  “كرديّة ـ عربيّة ـ سريانيّة”.
 وككلمة أخيرة اختتمت بها آهين محمد حديثها قائلة: “نتمنّى النّجاح والتّوفيق لكل المشاركات، والنّجاح العظيم هو مشاركتهن بهذا العمل الجّميل، ونريد من النّساء أن يجتمعن دائما ليرتفع صوت إبداعهن ويسمعه كل العالم”.