سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المواد المخدرة وتأثيرها على الشباب والمجتمع

إيمان عبد العليان_

أصبح انتشار المواد المخدرة خطراً كبيراً، وأصبحت تهدد أبناء المجتمع بسبب زيادة استخدامها مؤخراً كسلاح خفي يستهدف بشكل خاص فئة الشباب من أجل تحويلهم من قوة فاعلة ومنتجة في المجتمع الى قوة مدمرة تشل حركة المجتمع وتبدد ثروته.
لذلك تعدُّ مشكلة انتشار المواد المخدرة “حبوب وغيرها” من المشكلات التي تؤثر على أبناء المجتمع وأفراده لما يترتب عليهم من آثار اجتماعية واقتصادية ونفسية سيئة تنحسب على الفرد والمجتمع.
تتضح خطورة هذه المشكلة في أثر سلوك الشباب على الأوضاع القانونية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الذي يعيشون فيه.
الناحية القانونية
ازدياد معدلات قضايا الإجرام والمخالفات، التي يرتكبها المتعاطين للمواد المخدرة، الأمر الذي يتطلب المزيد من الإجراءات الأمنية لمواجهة هذه الآفة.
الناحية الاقتصادية
بسبب هذه المشكلة أصبح هناك خسائر في الجانب الاقتصادي جرَّاء فقدان فئة الشباب، التي كانت هي أساس البناء والتنمية وبسبب هذه الافة هم خسارة لأنفسهم وللمجتمع.
الناحية الاجتماعية
المتعاطون بشكل عام يشكلون خطراً على حياة الآخرين من حيث خلق الاضطرابات الأمنية في المجتمع، لأنهم يسعون للبحث عن فريسة أو ممارسة أي نوع من أنواع الإجرام ومخالفة القانون، كما وأنهم يشكلون خطراً كبيراً على أنفسهم، حيث في نهاية المطاف يصبحون شخصيات إجرامية وحاقدة على المجتمع لا تعرف سبيل لأهدافها إلا بالعدوان.
المخدرات وأثرها السلبي على المجتمع
تعريف المواد المخدرة أمر هام في سبيل فهم المجتمع لهذه المواد. ويمكن أن نعرفها: “مواد تسبب للإنسان والحيوان فقدان الوعي بدرجات متفاوتة وقد ينتهي الى غيبوبة وتتعقبها الوفاة”.
وقد عرفتها لجنة المخدرات بالأمم المتحدة بأنها: كل مادة أو مستحضر يحتوي على عناصر منومة أو مسكنة عند استخدمها في غير الأغراض الطبية أو الصناعية فهي تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع/ جسمياً ونفسياً واجتماعياً/.
حالة الإدمان أو التعاطي
عند تعاطي الفرد مادة مخدرة أياً كانت؛ يتحول تعاطي هذه المواد لتبعية نفسية أو جسدية أو الاثنين معاً ينتج من ذلك تصرفات وسلوكيات لا اجتماعية ولا أخلاقية من المدمن اتجاه المجتمع الذي يحتويه.
عند تعويد أي شخص لتعاطي عقار معين من المواد المخدرة والابتعاد عنه فترة محدودة من الوقت يشعر المتعاطي بحالة من الاضطراب النفسي والجسدي حتى يعود لأخذ هذه الجرعة من جديد، لهذا عرف الإدمان على انه حالة نفسية تنتج عن تفاعل جسم الإنسان مع العقار المخدر بعدها يشعر الجسم بالرغبة الملحة لتعاطي العقار بصورة متصلة أو دورية للشعور بآثارها النفسية.
نلاحظ أن طرق التعاطي أو الإدمان لم تحدث بصفة عرضية، وإنما هي عملية استمرار بأخذ العقار يصبح بعدها الإنسان المتعاطي مدمناً، لهذا العقار أو لهذه المادة، وانقطاعه عنها يسبب له أعراضاً جانبية خطيرة. لهذا؛ نلاحظ أن المدمن يستهلك المخدرات بشكل مستمر الى درجة أنه يصل لفترة من الزمن يصعب عليه الانقطاع عن هذه المادة، وإذا انقطع عنها يتعرض للضرر النفسي كالقلق والتوتر، والهيجان البدني كإصابته باضطرابات فيزيولوجية هضمية أو نفسية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب وغيرها من الأعراض الأخرى.
لحل هذه المشكلة، التي انتشرت في مجتمعنا يجب النظر بدقة بهذا الموضوع المهم وإعطائه الأهمية الكبرى وتخصيص مصحات لعلاج الشباب من هذا الوباء.
وهنا لا بد من الوقوف جميعاً ضد انتشار هذه المواد وتوعية مجتمع الشباب من هذه المواد ومنع انتشارها بين أفراد المجتمع وإلا ستكون النهايات خطيرة جداً على الشباب وعلى المجتمع أيضاً.